كالعادة؛ تحولت محافظة الإسكندرية في ساعات قليلة إلى بحور من المياه المتراكمة في الشوارع مع أمطار الفيضة الكبرى، التي تجتاح المحافظة وتستمر لمدة 6 أيام نتيجة الكميات غير المسبوقة من الأمطار التي هطلت على الإسكندرية منذ الساعات الأولى من الصباح.
وتصدر هاشتاج #الإسكندرية و#مصر_بتغرق الأفضل بين محركات البحث في تويتر.
ومنذ أعوام تشهد محافظة الإسكندرية موجة قاسية من الأمطار والسيول تسببت في غرق أحياء بأكملها حتى غطت في بعض الأحيان منازل بأكملها، وقتها اكتفى كل مسئول بالدفاع عن نفسه وتبرئة ساحته، حتى تفرق دم مسئولية ما حدث بين أروقة المحافظة ووزارة التنمية المحلية والإدارات التنفيذية الداخلية.
الصور المرعبة التي تناقلتها وسائل الإعلام حينها كانت صادمة للجميع، وهو ما أدى إلى حالة من الاستنفار لدى أهل إسكندرية في ظل ما كشفته تلك الأزمة من تردي مستوى البنية التحتية وتقاعس المسئولين عن القيام بواجباتهم.
مصر بتغرق
في سياق متصل، احتل هاشتاج #مصر_بتغرق الذي تصدر التريند في مصر، بعد أن بات الفشل الحاضر الدائم على موائد الحكومات والأنظمة المصرية طيلة السنوات المصرية، رغم المليارات التي تنفقها الدولة بحجة المشروعات القومية ودعم البنى التحتية التي سقط القناع عنها مع أول اختبار حقيقي لها.
وقبل أيام، تحولت القاهرة الكبرى على وجه الخصوص إلى بحيرة كبيرة بعد ساعات قليلة من هطول الأمطار، ففي منطقة مصر الجديدة ومدينة نصر والتجمع الخامس، أغلقت الشوارع بعد أن غمرتها المياه، وأصيبت شبكة الطرق هناك بحالة من الشلل جراء الازدحام المروري غير المسبوق.
الغريب أن هذه الأزمة تتكرر كل عام، ومع ذلك لا أحد يتحرك، وكأن حياة الناس لا تهم أي من القابعين فوق كراسي السلطة.
ظاهرة سنوية
ربما الفشل في التعامل مع الأمطار ظاهرة سنوية يعرفها المصريون ويتعايشون معها كل عام، لكن ما حدث مع أول اختبار هذا العام كان ملفتا للنظر، خاصة أنه ضرب العديد من الشعارات المرفوعة بشأن مستوى المشروعات القومية وشبكة الطرق العالمية التي طالما رفع المنقلب السيسي شعاراتها في مقتل.
وغرد العشرات من النشطاء المصريين على وسم #مصر بتغرق مستعرضين مظاهر الكارثة التي حلت بالبلاد مع أول اختبار لموسم الشتاء الجديد، بعضها منتقدا لتقاعس الدولة فيما ذهب آخرون لضرورة إقالة الحكومة ، بينما استعرض فريق ثالث حجم التناقض الواضح في أولويات السلطات الحاكمة.
وكتب أحمد عاشور: "شوية مطرة نزلت وقفت البلد، علشان تعرفوا إن أحنا عايشين في شبه دولة، حسبنا الله ونعم الوكيل ، ليرد عليه تامر عبده قائلا "الخواجة عنده أولويات، لا يبني القصور وعنده قصور في البنية التحتية لا يبني طرق وتنهار بعد عام وتقفل بسبب الفساد لا يبني عواصم جديدة والقديمة تغرق بسكانها وتصعق الكهرباء أولادها".
فشل ذريع
الدكتور حمدي عرفة أستاذ الإدارة المحلية وخبير استشاري تطوير المناطق العشوائية حديثه معلقا عن أزمة الأمطار في مصر، حذرنا مرارا وتكرارا أن هناك ١٤ محافظة معرضة للسيول سنويا وهي شمال وجنوب سيناء البحر الأحمر وسوهاج وأسيوط وقنا وأسوان والمنيا وبني سيوف والفيوم والسويس والإسماعيلية والقاهرة والأقصر، ومن ثم لابد من الاستعداد الكامل ورفع درجة التأهب القصوى.
"عرفة" في حديث له أشار أن متوسط حجم الأمطار الساقطة في كل محافظة يصل إلى ٤ ملايين و٦٠٠ ألف متر مكعب وهي كافية لزراعة ٧٠٠ ألف فدان في كل مرة ، حيث إنها نعمة ، لكن نتيجة إهمال بعض المسؤولين في المحليات يمكن أن تتحول الأمطار إلى نقمة.
كل محافظة تحتاج إلى ٤٠٠ مليون جنيه علي الأقل لتطهير وصيانة وإنشاء عدد المخرات السنوية ، حيث يوجد ما يقرب من ١١١٢ كفر ونجع وعزبة وقرية مهددين بالسيول خلال فصل الشتاء، وتصل تكلفة سد الإعاقة إلى ٢ مليون جنيه.
كما أضاف أن مخرات السيول، طبيعية كانت أو صناعية، هزيل جدا، إذ لا تتعدى ٢٦ مخرا في كل محافظة تم إنشاؤها منذ عقود ، وكان يجب التنسيق مع وزارة الري لصيانتها دوريا من حيث وجود مخرات للطرق منعا لحدوث حوادث، حيث يمكن الاستفادة من السيول في الزراعة ومياه الشرب وشحن للمياه الجوفية وهذا مالم يستعد له المحافظين بالصورة الكاملة والكافية.
عشوائية التفكير
وأشار استشاري تطوير المناطق العشوائيه أن مصر الآن بحاجة ماسة إلى خطة استراتيجية قومية للتعامل مع السيول لتجنب العشوائية التي يدار بها هذا الملف الذي بات يمثل صداعا للجميع، لافتا إلى وجود ١٢٦ محطة أرصاد كان يمكن الاستفادة منها مع أدارت الأزمات التابعة لمركز دعم واتخاذ القرار ، حيث وصل ارتفاع منسوب المياه في السيول على الطرق بارتفاع من ٣ م إلى ٥ م ووصل عرضها من ٣٠٠ إلى ٥٠٠ م على الأقل.
هذا في حين إن كل محافظة تحتاج إلى ٤٠٠ مليون جنيه على الأقل لتطهير وصيانة وإنشاء عدد المخرات السنوية حيث يوجد ما يقرب من ١١١٢ كفر ونجع وعزبة وقرية مهددين بالسيول خلال فصل الشتاء، وتصل تكلفة سد الإعاقة إلى ٢ مليون جنيه وكل خزان يحتاج إنشاؤه إلى ٢٥٠ ألف جنيه ، حيث تكلفه السد العادي إلى مليون جنيه مع العلم أنه لايوجد معدات كافية لشفط المياه في المحليات ، حيث تصل إلى سيارته واحدة فقط في كل حدة محلية قروية.
ارحل يا فاشل
وتفاعل النشطاء مع غرق مدينة الإسكندرية، ونقلت "الجزيرة مصر" أن "مياه الأمطار تملأ شوارع الإسكندرية وتعطل الحياة بالمدينة الساحلية بعد موجة شتوية شديدة".
أما حساب "المجلس الثوري المصري" فكتب: "كوبري المندرة الإسكندرية الساعة 7 صباح اليوم، هذا وكانت قد قضت محكمة النقض العسكرية في 4 أغسطس 2020 بتأييد حكم الحبس المؤبد و15 سنة على 15 مواطنا سكندري من بينهم المصور عمر خضر، بتهمة سد البلاعات، وقد توفي أحدهم المعتقل علاء الدين سعد نتيجة الإهمال المتعمد بمنع العلاج والدواء".
https://twitter.com/02malokaahly/status/1613452177464254464
وعادت "الجزيرة مصر" فنشرت ارتفاع منسوب المياه، تعثر انتشال أتوبيس عالق بنفق سيدي بشر في الإسكندرية بعد موجة أمطار كثيفة.
محافظ الإسكندرية يقرر تعطيل أعمال الامتحانات بجميع المدارس والمعاهد الأزهرية وعقدها في موعد لاحق لسوء الأحوال الجوية بالمحافظة.
وسخر ناشط فقال "الله ينور يا سيادة المحافظ، فعلا الحتة دي كانت كاشفة البحر و مدخله سرسوب هواء، في حتة تانية قدام شيراتون المنتزة لازم تتصرفوا وتقفلوها حفاظا على البحر من عيون الإسكندرانية الوحشين".
#الإسكندرية
https://twitter.com/MazidNews/status/1613447497074225152
أين ذهبت مليارات تطوير البنية التحتية؟
وبعد غرق الإسكندرية، وقبلها بأيام منطقة التجمع الخامس، حدث جدل وتساؤلات أثارهما إعلان وزيرة التخطيط هالة السعيد إنفاق 400 مليار دولار على مشروعات البنية التحتية خلال الفترة من 30 يونيو 2014 حتى 30 يونيو 2021 ، ضمن جهود الدولة في تحسين جودة الحياة للمواطن.
وقتها قال المنقلب السيسي خلال افتتاح ما أطلق عليه معرض مصر الدولي للبترول "إيجبس 2022″ منتصف فبراير 2022 "الدولة نفذت مشروعات خاصة بالبنية الأساسية بقيمة 400 مليار دولار خلال الـ7 سنوات الماضية".
هذا الرقم يعادل نحو 3 أمثال ديون مصر الخارجية البالغة 137 مليار دولار تقريبا، ويقترب جدا من الناتج المحلي الإجمالي لمصر البالغ 6.4 تريليونات جنيه في 2021/2020، وأقل بقليل من ديون مصر الداخلية والخارجية (الدين العام) البالغة أكثر من 6.3 تريليونات جنيه.
#السيسي_خربها
في المقابل، واصل هاشتاج (السيسي خربها) إلى قمة الأعلى تداولا في مواقع التواصل الاجتماعي لليوم الرابع على التوالي ، بعد الانهيار التاريخي للجنيه.
وواصل سعر الدولار في مصر ارتفاعه مقابل الجنيه في التعاملات الأخيرة ليسجل أعلى مستوى على الإطلاق، في وقت استثنت فيه حكومة السيسي وزارات الدفاع والداخلية والخارجية من فوائد وأقساط القروض من قرار ترشيد الإنفاق.
https://twitter.com/amrelhady4000/status/1613472653104349185
وكتب حساب مصري (@MasryMa01538408) في إشارة للسيسي "الوحيد اللي ضحك علينا وخزوق الشعب نفر نفر وحقق اللي كنا خايفين أن الإخوان يعملوة وطالع يهرتل".
وأضاف حساب الحرية (@EGP70697413) "يذكر التاريخ أن فئة مخلصة نزلت لتدافع عن الشعب بميدان رابعة فاستباح السيسي دماءهم ورقص الشعب فرحا على جثثهم، فابتلانا الله بالوباء والغلاء وسلطة علينا فسامنا سوء العذاب، إنها لعنة الدم، تبرأوا منها لعلها المنجية".
https://twitter.com/ERC_egy/status/1613435445014052865
وغرد الصحفي السعودي تركي الشلهوب قائلا: "أنا متأكد أن الكثير من المصريين ندموا على تفريطهم بالرئيس مرسي رحمه الله".
أما الحقوقي عمرو عبد الهادي فكتب: "لما كنا بنقول إن اللي جاي مع #السيسي أسود وخراب ودمار كان بيطلع يقول لهم الدنيا جميلة ونغنيكوا وبكرة أحلى و تحيا مصر أم الدنيا وجبنا جون.. النهاردة #السيسي_خربها وطالع يقول إن اللي جاي في ٢٠٢٣ أسود تخيلوا هيبقى أسود بأي درجة هو خائف يقول قطران وزفت ونيلة عشان هو مش بتاع هري".
وغرد حساب "أول الغيث": #السيسي_خربها ونشطاء يستذكرون وزير التموين السابق #باسم_عودة، في الذكرى العاشرة من توليه الوزارة في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي.
https://twitter.com/TurkiShalhoub/status/1613443788722081792