اعتاد السيسي أن يهدد المصريين برفع الدعم عن أمس احتياجاتهم، بينما يمر موكبه فوق السجاد الأحمر لمسافات طويلة، وأن ينصح الشعب أن "لا يأكل ولا يشرب ولا يرتاح عشان نقدر نخلي مصر كلها زي العاصمة الإدارية" كما ارتجل في كلمته الثلاثاء 25 أكتوبر بختام المؤتمر الاقتصادي 2022 وهو يصر على مشيته الاستعراضية وخيلائه وكبره الذي طال أبرز داعميه.
ويبدو أن دفتر الأمثال الشعبية انفتح للسيسي على مصراعية لوصف خيلائه وكبره ومنها (أقرع ونزهي) و(جابو من المزابل حطوا ع المنابر) و(كل الجمال بتعارك إلا جملنا بارك) و(بعد العز والطرب ركبنا على جحاش العرب) بعدما حرك استكباره حفيظة المراقبين.
ولا يفتأ السيسي أن يدعم هذه الأمثال فيعطي إحساسا قويا بكل واحدة منها تنطبق عليه تماما كما دعا الله بدعاء عجيب في يونيو الماضي فقال "يارب لو أعطتني ما هسيب دولة في أفريقيا إلا لما أسعدها".
في تقرير على "فورين بوليسي" اختصر وضع السيسي وهو مستمتع بكبره وخيلائه في حين أن مشاريعه فاشلة بدون عائد لتبين للناس والعالم أن مصر تنمو وتزدهر، وأن تفريعة قناة السويس الجديدة بلا فائدة وزيادة الدخل الذي حققته كان ربما بسبب زيادة الرسوم مش بسبب التوسعة.
وأضاف التقرير أن السيسي يتصرف كما لو أنه يعوم على نفط كما السعودية في حين يبحث عما يساعده على شفط دماء المصريين والقطاع الخاص.
واختصر التقرير أن السيسي يسير مصر على القروض والدولة تسير جدولها اليومي لسد خدمة قروض.
وذم الله ورسوله مشية الخيلاء والفخر فقال عزوجل ( وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) وهو ما يراه مراقبون انتقالا من مجرد الإعراض عن الناس إلى احتقارهم، إلى أن يمشي بينهم مشية تكبر وهو فرح بنفسه وما ناله، مغترا بذاته حتى تحولت مشيته إلى حركات استعراضية يتفاخر.
السخرية كانت لدى البعض مطية في وقت عزت فيه جل المطايا للنصح، فكتب حساب (@TreuerEg) "فيه حاجة غلط في مشيته..
عنده مشكلة، متجوز اتنين ، والاتنين مصريات ، ده لوحده عقاب".
وكتب المحلل السياسي د.سعيد الحاج على تويتر، إنها محاولة لتقليد بوتين.
وعلق آخرون عما يسمونه بالعامية "كهن ومحن".
اللي مجنني من السيسي مش سماجته و تلزيقه و لا صوت شفايفه المقرف لما بيتكلم و لا سهوكته و محنه و لا سحنته العكرة و لا كذبه اللي ملهوش نهاية، يووووه نسيت
أيوه أفتكرت اللي مجنني طريقة مشيته
كأنه عامل عملية فتاق
أو مطاهرينه قريب.
— NASSER BAKRI (@NASSERBAKRI11) October 6, 2022
وأضاف نايف خلايلة "ازرعوا له شعر ووفروا مرتب الماشط زمان كانت النساء المخمليات والأميرات ترافقها ماشطة لزوم شعرها".
جاء السيسي أحيا هذه المهنة المنقرضة ولا مشيته زي ديك الحبش الواطي بنار يتقمز لو عنده شوية طول، لصار نجما".
وأضاف د. أحمد سنجر "السيسي بقالوا فترة عم يحاول يغير مشيته حتى تصير مثل مشية بوتين، يعني ممكن تظبط معه بالأخير بس حيفضل بعدها بلحة".
وكتب (رونرون) "السيسي مشيته زي الناس اللي بتجري في لعبة جاتا وسباق العربيات دول".
أما يوسف محمد فاعتبر مشيته "دخلة السيرك، بس كان ناقص يمشي على حبل".
وأضافت سناء مثلا من عندها "شفتك وأنت ماشي عقلي اتحير.. قولت دا غزال ولا عجل صغير؟".
جنون العظمة والجبروت وعقد النقص ليس لها حدود. #علم_نافع pic.twitter.com/NS5uJErIPt
— Dr.Khalil al-ِِAnani د. خليل العناني (@Khalilalanani) October 23, 2022
موكب المومياوات
وتكرر مشهد دخول السيسي إلى مؤتمراته وندواته بهذا الشكل المتعالي، ومنها مشيته في 3 أبريل 2021، خلال حفل موكب المومياوات الملكية واستقباله لجثث ملوك الفراعنة يعبر بذلك عن اقترابه منهم .
وهو أيضا في إطار مشيته يضيف إلى نفسه مثلا آخر (يا أرض اتهدي ما عليك قدي) حيث يتجاهل العلماء ولو كان منهم من أيده وشارك في مشهد الانقلاب كشيخ الأزهر وكان آخر تجاهل من السيسي لفضيلته في 5 أكتوبر ، حيث دخل احتفالية المولد النبوي دون أن يصافح شيخ الأزهر واكتفى بإيماءة بسيطة وهو ما تكرر أخيرا في عدة مواقع.
وقال عبدالله سالم (@abdalla18115592): "التصرف الذي قام بيه السيسي تجاه شيخ الأزهر الطيب تصرف متعجرف متكبر يريد إذلال شيخي الطيب ، لكن الله يرفع شيخ الأزهر درجات عالية في دول كبيرة وكثيرة ويكرم من دول عظمى".
مختار (Mokhtar M Mokhtar) ذكره أن بمثل (فالدنيا إذا حلت أوحلت وإذا أينعت نعت وإذا كست أوكست فكم من ملك رفعت له علامات فلما علا مات) فقال ناصحا "فتوقف عن كبريائك خاصة أمام الإمام ، وتذكر ما حدث للسادات عندما تكبر وخرج عن حدوده مفيش كبير عند ربنا".