“ذا هيل”: بايدن خان خاشقجي ووعود حملته الانتخابية بحثا عن النفط السعودي

- ‎فيعربي ودولي

"جمال خاشقجي، في الواقع قُتل وقُطعت أوصاله، وأعتقد بناء على أمر من ولي العهد، وأود أن أوضح تماما أننا لن نبيع لهم المزيد من الأسلحة، بل سنجعلهم في الواقع يدفعون الثمن ونجعلهم في الواقع منبوذين كما هم، هناك القليل جدا من قيمة الخلاص الاجتماعي في الحكومة الحالية في المملكة العربية السعودية".

كان هذا هو المرشح آنذاك جو بايدن خلال مناظرة رئاسية عام 2020 ولكن بعد الاستيلاء على المكتب البيضاوي، مضى الرئيس بايدن قدما في بيع أسلحة بقيمة 650 مليون دولار إلى المملكة العربية السعودية في ديسمبر 2021.

وبحسب تقرير نشره موقع "the hill" من المقرر الآن أن يزور بايدن المملكة العربية السعودية للقاء ولي العهد محمد بن سلمان، الرجل نفسه الذي قال بايدن إنه "أمر بقتل جمال خاشقجي في السفارة السعودية في تركيا".

في الأسبوع الماضي، نشرت صحيفة واشنطن بوست، حيث كان خاشقجي كاتب عمود قبل وفاته، مقالة افتتاحية لبايدن ادعى فيها الرئيس أن هدفه كان دائما إعادة توجيه ، ولكن ليس قطع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، الكثير لمعاملة المملكة العربية السعودية على أنها منبوذة.

كما نشرت الصحيفة مقالا افتتاحيا لخديجة جنكيز، التي كان خاشقجي مخطوبا لها قبل مقتله، وتعرب جنكيز عن صدمتها وخيبة أملها إزاء اجتماع بايدن مع قاتل خطيبها السابق، وتشير إلى أن بايدن يتجاهل "انتهاكات حقوق الإنسان المروعة" في المملكة العربية السعودية لخفض أسعار النفط.

وهذا بالضبط ما تدور حوله هذه الرحلة، يريد بايدن من السعوديين إنتاج المزيد من النفط لخفض أسعار الغاز المرتفعة بشكل قياسي.

وقال التقرير إن "بايدن كان لديه خيارات أخرى غير الخضوع لديكتاتور قاتل، لكنه فعل العديد من الأشياء محليا التي ساهمت في ارتفاع الأسعار إلى عنان السماء، فقد ألغى توسيع خط أنابيب كيستون، وحظر الحفر في محمية الحياة البرية الوطنية في القطب الشمالي الغنية بالنفط في ألاسكا، وألغى عقود إيجار النفط للحفر قبالة سواحل الخليج وألاسكا، وفي الوقت نفسه، أعطت وزيرة الطاقة جنيفر غرانهولم الأولوية للانتقال إلى الطاقة الخضراء".

ومما لا يثير الدهشة أن بايدن قلل من أهمية الدور الذي يلعبه النفط في رحلته، وذكره مرة واحدة فقط في مقال رأي نشرته صحيفة واشنطن بوست.

وأضاف التقرير أنه من الواضح أن إدارة بايدن في موقف دفاعي عندما يتعلق الأمر بأسعار الطاقة والغاز، لقد ارتد الرئيس بين إلقاء اللوم على غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا الذي حدث بعد فترة طويلة من بدء أسعار الغاز في الارتفاع، إلى توجيه أصابع الاتهام إلى شركات النفط، التي يقول بايدن إنها مدفوعة بالجشع، إلى إدانة محطات الوقود الأم والبوب من خلال الادعاء بأنها تهرب من العملاء من أجل الربح، لا شيء من ذلك له صدى.

ويشير استطلاع مدمر للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز ونشر يوم الأحد إلى أن نسبة تأييد الرئيس بلغت 33 في المئة على المستوى الوطني، وهي أدنى نسبة بسهولة مقارنة بأي رئيس في الولاية الأولى، والأسوأ من ذلك، أن 64 في المائة من الديمقراطيين (نعم، الديمقراطيون) يقولون إنهم "لا يريدون أن يترشح بايدن للرئاسة مرة أخرى في عام 2024 ويفضل 94 في المائة من الديمقراطيين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما مرشحا رئاسيا مختلفا".

لا شك أن بايدن يعتقد أنه من خلال الذهاب إلى المملكة العربية السعودية على ركبة منحنية ، يمكنه تخفيف بعض الألم الذي يشعر به الأمريكيون في المضخة، ولكن من خلال القيام بذلك، لن يؤدي إلا إلى تفاقم الألم الذي شعرت به خديجة جنكيز وجميع أولئك الذين روعهم مقتل خاشقجي .

 

Biden betrays Khashoggi, campaign promises in quest for Saudi oil