أسفرت نتائج الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية السبت 10 إبريل 2022م، عن تصدر كل من الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون بنحو 28% من الأصوات، وماريان لوبان، مرشحة اليمين المتطرف التي حصلت على المركز الثاني بنحو 23% من الأصوات؛ وبالتالي فإن جولة الإعادة ستكون في 24 إبريل، بين ماكرون ولوبان.
تخوض لوبان الانتخابات الرئاسية وتتجه نحو جولة الإعادة ضد ماكرون، بعد حلولها ثالثة في رئاسيات 2012، مع نيلها 17.9 في المائة من نوايا الناخبين وخروجها من الدور الأول. وفي رئاسيات 2017، نالت 21.3 في المائة من أصوات الناخبين، لتواجه ماكرون في الدور الثاني، الذي خسرته مع حصولها على 33.9 في المائة من أصوات الناخبين. غير أن الهزيمة في 2017، لم تكن خسارة فعلية، إذا ما قورنت بنتائج جان ماري لوبان في الدور الثاني من رئاسيات 2002، حين نال 17.79 في المائة. تُفسّر النتائج أن اليمين المتطرف نجح في رفع مستوى مؤيديه بنسبة الضعف في غضون 15 عاماً فقط، لا بل إن المرشحين المعارضين له تبنّوا عدداً من شعاراته، المتعلقة بالهجرة والجنسية والتعامل مع المهاجرين والمتحدرين من أصول مهاجرة؛ ولعل سياسات ماكرون خير دليل على ذلك.
ماكرون معروف عنه عداؤه المفرط للإسلام والمسلمين، وقد برهن على ذلك خلال مدته الرئاسية الأولى (2017 ـ 2022) والتشريعات التي سنتها حكومته ومنها قانون الانفصالية الإسلامية. الذي يستهدف فرض العلمانية على المسلمين بحرمانهم من الحرية في أداء شعائرهم وعباداتهم وفقا للإسلام. أما لوبان فهي أكثر تطرفا وإرهابا من ماكرون. الأمر الذي يؤكد أن فرنسا باتت معقلا للأصولية المسيحية المتطرفة المعادية للإسلام.
مرشحة اليمين المتطرف في الانتخابات الفرنسية (مارين لوبان) والتي تجهر بعدائها المطلق للإسلام والمسلمين، كانت قد كشفت في إبريل 2017م أن لها أصولا قبطية مصرية، وصرحت في تجمع انتخابي أن والدة جدتها كانت تدعى بولين، قبطية ولدت في مصر حيث عاشت معظم حياتها وأنجبت جدتها. وعبرت عن تعاطفها الشديد مع أقباط مصر في الوقت الذي شنت فيه هجوما حادا على جميع الحركات الإسلامية.
كما كتبت عدة تغريدات على صفحتها الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي بهذا الشأن، كما أجرت مقابلة في إبريل 2018م مع الراحل وائل الإبراشي على قناة دريم أكدت فيها ذلك. لكن اللافت في توجهات "لوبان" السياسية أنها متطرفة نصرانية وشديدة العنصرية والكراهية للإسلام والمسلمين. وتحول حزبها تحت قيادتها إلى لوبي قبطي على رأسهم حسام بطرس مسيحة والذي تولى في 2017 منصب المنسق العام لحملة "مارين لوبان". وتبرك كثيرا باسم "جان" نسبة لمؤسس هذا الحزب العنصرى (جان مارى لوبان) الذى كان ضابطا فى جيش الاحتلال الفرنسى فى الجزائر حيث ارتكب الفرنسيون جرائم وحشية وقتلوا نحو مليون جزائري مسلم. وهو أيضا والد الرئيسة الحالية مارى لوبان التى زارت مصر قبل سنوات، ولقيت حفاوة من نظام السيسي من جهة والكنيسة من جهة أخرى. ولا يخفي مسيحة توجهاته العدائية للإسلام والمسلمين.
خطورة جان مسيحة ــ هو حاليا قيادي بحزب لوبان وحملتها الانتخابية ــ تكمن في ثلاثة أشياء:
- الأول، بحسب وكالة "مونت كارلو" الفرنسية فإن مسيحة أو جان كما يحب هو أن يطلق عليه، كان موظفا رفيع المستوى في وزارة الدفاع الفرنسية، وهو خريج المدرسة الوطنية للإدارة ومعهد العلوم السياسية، وهما ارفع مؤسستين جامعيتين لتخريج كوادر الدولة والشركات الكبرى، كما انه حاصل على دكتوراه في العلوم الاقتصادية.
 - الثاني ، وفقا لمونت كارلو ، أنه المتحدث الرسمي باسم جمعية حورس Horaces التي تضم 132 شخصية من كبار موظفي الدولة والكوادر العليا في القطاع الخاص الفرنسي، والذين يحتفظون بسرية هويتهم لأنهم يشكلون الأدمغة المفكرة لحملة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، وهم الذين وضعوا الخط السياسي الجديد الذي تتبناه الجبهة الوطنية كحزب ممثل لليمين المتطرف في فرنسا.
 - الثالث، أن جان مسيحة الموظف رفيع المستوى في وزارة الدفاع الفرنسية ومستشار مرشحة اليمين المتطرف، عمل في القطاع الخاص في عامي 2013 و2014، وفي مهمة خاصة ومثيرة للجدل، حيث تولى فتح مكتب لشركة تجارة السلاح نيكستير Nexter في الدوحة بقطر وفقا لمونت كارلو. بما يعني أن لديه القدرة على تهريب شحنات سلاح ضخمة وإدخالها إلى مصر لحساب الكنيسة في ظل ما يتردد عن تخزين الكنيسة لكميات هائلة من السلاح استعدادا لسيناريوهات الفوضى، أو استخدامها لتأسيس دولة الأقباط المرتقبة.