المونيتور”: السيسي قلق من تحركات تركيا في شرق ليبيا

- ‎فيعربي ودولي

نشر موقع "المونيتور" الأمريكي تقريرا سلط خلاله الضوء على مخاوف عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب من التحركات التركية شرق ليبيا، التي تعتبر منطقة ​​النفوذ المصري.

وبحسب التقرير الذي ترجمته "بوابة الحرية والعدالة"، بعد أشهر من الصراع والاتهامات بين الطرفين، شهدت العلاقة بين تركيا و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة خليفة حفتر دفئا نسبيا.

وفي 20 يناير، زار السفير التركي في طرابلس كنعان يلماظ شرق ليبيا والتقى برئيس البرلمان الليبي في طبرق عقيلة صالح، الذي يعتبر أحد أشد منتقدي تركيا.

وأفادت صحيفة الشرق الأوسط في 20 يناير أن "اجتماع صالح مع السفير التركي في ليبيا يمثل قفزة نوعية في العلاقات التركية الليبية، خاصة بالنظر إلى أن شرق ليبيا كان دائما معاديا لتركيا بسبب دعمها لجماعة الإخوان المسلمين، واتفاقاتها العسكرية والأمنية مع حكومة الوفاق الوطني السابقة".

وقال نائب رئيس الوزراء الليبي، حسين القطراني، الذي يمثل شرق ليبيا في الحكومة الليبية، في تصريحات صحفية في 19 يناير إن "تركيا تعتزم إعادة فتح القنصلية التركية في بنغازي" وأنه "يعتزم زيارة تركيا في نهاية هذا الشهر".

في 15 ديسمبر 2021، سافر وفد من أعضاء البرلمان الليبي المرتبطين بشرق ليبيا إلى تركيا للقاء عدد من المسؤولين الأتراك، أبرزهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال مجلس النواب الليبي في بيان إن "اللقاء تناول تطورات الأزمة الليبية، ووضع حد للتدخل الأجنبي في الشؤون الليبية، وسبل تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة".

وأعلن أعضاء البرلمان الليبي الذين زاروا تركيا نتائج زيارتهم في بيان نشر في 18 ديسمبر 2021، قائلين: "أسفرت الزيارة عن الاتفاق مع الجانب التركي على فتح حقل الطيران الليبي والخطوط الجوية الليبية، دون استثناء، بين مطار بنينة الدولي الواقع في شرق ليبيا ومطار إسطنبول، وكذلك فتح خطوط الشحن المباشر مع مينائي طبرق وبنغازي التجاريين في شرق ليبيا".

إلا أن الزيارة قوبلت بانتقاد شديد، وأصدرت كتلة فزان البرلمانية، التي تضم عددا من أعضاء البرلمان من جنوب ليبيا، بيانا في 16 ديسمبر 2021 تندد فيه بزيارة أعضاء البرلمان لتركيا.

وذكر البيان أن "الزيارة التي قام بها عدد من النواب إلى تركيا تشكل انحرافا كبيرا، حيث أنها تتناقض مع السيادة الليبية، خاصة بعد التعدي التركي على سيادة ليبيا".

بيد أن التقارب بين أنقرة وشرق ليبيا لا يزال مقتصرا على البرلمان الليبي وحده، حيث لم تعقد أي اجتماعات بين ممثلي "الجيش الوطني الليبي" المسيطرين على شرق ليبيا والمسؤولين الأتراك، على الرغم من تأكيد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن قائد "الجيش الوطني الليبي" حفتر طلب زيارة تركيا.

وقال شاويش أوغلو في مقابلة تليفزيونية في 29 ديسمبر 2021: "أراد حفتر مرة أن يأتي إلى تركيا شريطة أن يلتقي بالرئيس أردوغان"، لكن طلبه رفض.

أما بالنسبة إلى الموقف المصري من التقارب بين تركيا و"الجيش الوطني الليبي" المتمركز في شرق ليبيا، فقد ذكرت صحيفة "العربي الجديد" في 13 يناير أن "هناك مخاوف مصرية حيث يمكن لأنقرة توقع التنسيق مع القاهرة من خلال التوصل إلى اتفاق مع الإمارات وحلفائها في شرق ليبيا لإقامة وجود تركي رسمي هناك، على الحدود الغربية مع مصر".

وذكرت الصحيفة أن "القاهرة استضافت اجتماعا مفاجئا مع قادة الجيش الوطني الليبي وعدد من قادة القبائل في شرق ليبيا للحصول على بطاقات أقوى إذا انضمت إلى أي تفاهم بشأن ليبيا وكان لها موقف قوي يضمن ولايتها في شرق ليبيا، في مقابل التفويض التركي على غرب ليبيا، والذي بدأت القاهرة مؤخرا بالسعي إلى اختراقه".

وتتزامن التحركات التركية في شرق ليبيا مع هدوء نسبي شهدته البلاد عقب فترة من المعارك الانتخابية بين المرشحين للرئاسة الليبية، وهم حفتر وسيف الإسلام القذافي ورئيس الوزراء الليبي الحالي عبد الحميد الدبيبة، وقد هدأت هذه المعارك بعد أن أجلت البلاد الانتخابات البرلمانية والرئاسية التى كان من المقرر أن تجرى يوم 24 ديسمبر.

وفى كلمته أمام البرلمان في 3 يناير أكد عماد السايح رئيس اللجنة الوطنية العليا للانتخابات صعوبة إجراء الانتخابات لأسباب قاهرة. وقال: "إن المفوضية تواجه تهديدات إذا أصدرت القائمة النهائية للمرشحين، بما في ذلك مرشحين معينين".

ويناقش البرلمان الليبي والمجلس الأعلى للدولة خارطة طريق جديدة لليبيا بهدف تشكيل حكومة جديدة والتوصل إلى مسار سياسي جديد يمكن أن يؤدي إلى الانتخابات.

وفي هذا السياق، قال الكاتب والصحفي الليبي إبراهيم بلقاسم لـ "المونيتور"، "إن التفاهمات الإقليمية بين مصر والإمارات من جهة وتركيا من جهة أخرى كانت لصالح التقارب التركي مع شرق ليبيا".

وأضاف "بعد فشل الانتخابات الليبية تأتي مرحلة التفاهم والتهدئة، وهو ما يجعل كل الفرقاء يبحثون عن صيغة تفاهم".

وقال بلقاسم إن مصر "تسعى أيضا إلى التقارب مع غرب ليبيا خلال الفترة الحالية من خلال بوابات اقتصادية وسياسية بعيدا عن النفوذ العسكري".

وكانت حكومة السيسى اتفقت في نوفمبر 2021 مع الحكومة الليبية على تسهيل نقل العمال المصريين إلى طرابلس للمشاركة في مشاريع إعادة الاعمار.

وقال بلقاسم: لقد اكتشفت مصر بالتأكيد تحركات تركية في شرق ليبيا، لكن القاهرة لا تزال تحتفظ بوجود قوي في شرق ليبيا، خاصة في ضوء الدعم المصري للجيش الوطني الليبي على مدى السنوات الماضية في مواجهة المنظمات المتطرفة.

وأكد أن "الفترة المقبلة ستشهد عدة زيارات من قبل المسؤولين الأتراك إلى شرق ليبيا والعكس بالعكس، بما في ذلك اجتماعات بين ممثلي الجيش الوطني الليبي والمسؤولين الأتراك في ضوء التفاهمات الجديدة التي تجري في المنطقة".

 

https://www.al-monitor.com/originals/2022/01/egypt-wary-turkeys-moves-eastern-libya