ضمّن وزير الحرب الصهيوني بني جانز من أهداف الحرب على غزة تعزيز قوى الاعتدال في المنطقة، وفسّر الدكتور صالح النعامي أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني ما يعنيه بذلك من أنه "يقصد أنه يتوجب إلحاق أكبر دمار بغزة للتشويش على صورة انتصار حماس خوفا من إحراج الحكام المطبعين والمتعاونين مع الصهاينة".
وأضاف: "جانز يقصد إن إسرائيل تقاتل غزة باسم هؤلاء الحكام أيضا". وتساءل "النعامي" عن "شعور حكام العار الذين يطبعون ويتعاونون أمنيا مع الصهاينة ويشترون الغاز العربي الذي ينهبوه منهم عندما يقول وزير الحرب الصهيوني أن أحد أهداف الحرب على غزة تعزيز "قوى الاعتدال" في المنطقة .. غانز يعلنها صريحة: أنتم شركاء في الجريمة".
المثير للاحتقان أن دبي وخلال الحرب استقبلت معرض الكيان الغاصب "إسرائيل" في جنبات المدينة الساحلية على الخليج العربي، كما أن الإمارات حليف فعلي لدولة الاحتلال، وعزت خارجيتها الكيان الصهيوني في وفياتهم، وزود محمد بن زايد الكيان المحتل بمليارات الدولارات على عدد من المشاريع والبني التحتية الصهيونية قبل شن الصهاينة حربهم على الفلسطينيين.
وتمد القاهرة الكيان الصهيوني بنحو 15 مليار دولار ضمن "جون" السيسي في صفقة الغاز المشبوهة خلال 10 سنوات احتفى بهم نتنياهو كرصيد لتعليم أبناء الصهاينة!
أما الكاتب الصحفي وائل قنديل فكتب عبر @waiel65 عن وضع الثورة المضادة وقيادتها عندما تساوم المقاومة وبالمقاومة وكأنها في صالة قمار وليس في مجزرة تتم على حساب الدم العربي، ولكنّه لخّص ذلك بقوله: "وقد يأتي الخذلان على شكل دفتر شيكات ..أطراف خليجية تضغط على المقاومة الفلسطينية بحزم مالية للقبول بتصور إسرائيل لوقف إطلاق النار".
نموذج فلسطيني
وعن نموذج قبيح جدا لهذه "القوى" يبرز اسم محمود عباس المتمرس خلف كرسيه لصالح الصهيونية، يقول الناشط حسن عبدالرحمن: "محمود عباس يحرض الأجهزة الأمنية ضد حماس والمقاومة فى الضفة ويقول لهم لا أريد لحماس أن ترفع رأسها فى الضفة، ومسئول فلسطينى يقول لمسئول إسرائيلى: "لابد أن تنتصروا على حماس وتعيدوا احتلال غزة وإذا فشلتم ستكون كارثة علينا وعليكم! السؤال: قادة فتح من أي ملة؟! إنهم أكثر يهودية من اليهود مليار مرة!".
المحلل الفلسطيني ياسر الزعاترة، استغرب في تغريدة له هذا النموذج وقال: "عباس يؤكد لمبعوث أمريكي التقاه برام الله على "ضرورة تدخل الإدارة الأمريكية لوضع حد للعدوان الإسرائيلي، والبدء بجهود للتوصل لحل سياسي قائم على قرارات الشرعية الدولية".
وعلق "الزعاترة": "قلنا مرارا: لن يغيّر ولن يتغيّر.. سيواصل مطاردة الوهم وتجريب المجرّب حتى يومه الأخير..الشعب في واد وهو في واد آخر".
ولكن "عبدالرحمن" أضاف نماذج أخرى أكثر وضوحا، فقال: "هل يستحق الكيان الصهيونى الهش أن يبيع آل سعود أنفسهم وأموالهم له وأن يبيع آل عبد الله بن الحسين أنفسهم وأموالهم له وأن يبيع آل زايد أنفسهم وأموالهم له وأن يبيع آل العسكر فى مصر من 1952 إلى الآن أنفسهم وأموالهم له..أام أن هذه النظم مرتبطة بحبل سرى بإسرائيل إذا سقطت سقط الجميع وزال؟!".
وقف نزيف الدماء
الأكاديمي التونسي د.محمد هنيد، يعول على شعب مصر في وقف نزيف الدماء، من خلال تحطيم أسوار الطغاة العرب (الاسم التاريخي للثورة المضادة)، وكتب يقول: "لن يتوقف الصهاينة عن قتل أهل غزة إلا إذا اهتزت الأرض تحت أقدام أنظمة الطغاة العرب! لو يخرج شعب مصر غدا بالملايين فستتوقف الحرب في الدقيقة التي تليها. هناك توازن رعب لابد منه / لا عدلَ إلا إن تعادلت القوى … وتصادم الإرهاب بالإرهاب".
ويضيف "لن يسمح نظام السعودية بخروج مظاهرة واحدة نُصرة للأقصى ! المظاهرات ممنوعة؛ لأنها بفتوى الزنادقة هناك خروج عن الحاكم المُفسد في الأرض .. نظام السعودية هو شقيق روحي لنظام الولي السفيه لو كنتم تعلمون".
واتفق مع سابقيه من أن "المؤلم في قصف غزة أنّ كثيرا من نخب العار تجد في آلام شعب فلسطين قطعة قماش تمسح بها خيانتها وصمتها وتواطؤها ! كثيرون من المتباكين على غزة هم أشد خطرا على الأمة من صواريخ صهيون". وتساءل: "كيف ينام جنرالات العرب والعقداء وقادة الألوية من عساكر سايكس بيكو؟ كيف تنام الليلة يا تعيس وأهلك يُذبحون وأنت لا حول لك ولا قوة غير الأكل والشرب والنوم وإطلاق الريح؟! ما هو دورك في هذه الحياة؟! تعيش جبانا ثم تحال على المعاش وأنت لم تطلق في حياتك رصاصة واحدة إلا في صدر إخوانك!".
الأكاديمي الدكتور عصام عبد الشافي طرح تساؤلا أكد فيه خيبة الرهانات على الثورة المضادة، وقال "هل تأكد الجميع الآن من أن الرهان على نظم الخيانة العربية هو السبب الأول والأخير للنكبة؟ هل تأكد الجميع أن الصهاينة العرب هم الداعم الأول والممول الأول لجرائم صهاينة الاحتلال؟ هل تأكد الجميع أن التحرير الأكبر هو من نظم الفساد والخيانة والتطبيع، عندها لن يبقى للكيان الاستيطاني وجود".
