استخفاف الإمارات بـ”بن سلمان”.. أدوار مرسومة أم خيانة من “بن زايد”؟

- ‎فيعربي ودولي

تمددت الخلافات البادية على سطح العلاقة بين شريكي مايسمى تحالف دعم الشرعية في اليمن بعدما أعلنت مليشيات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا؛ الاستيلاء على على آليات سعودية أثناء اقتحامها مقر الحكومة بعدن، وقامت بتجاوزات مصوّرة، ومسحت شعار القوات السعودية الملكية من فوق إحدى المدرعات التابعة للقوات السعودية الملكية البرية. يأتي ذلك في وقت زادت فيه تحركات الانتقالي المدعوم من أبوظبي في الجنوب مع تحركات الإمارات في اليمن ضد السعودية بعد اتفاق السعودية مع تركيا في حرب اليمن.
https://twitter.com/hureyaksa/status/1372431201005359105
تخوين رسمي
وفي تغريدات من القيادي الانتقالي حسن اللحجي الموالي لمحمد بن زايد ولي العهد في أبوظبي، اتهم السعودية بإرسال طائرات مسيرة إلى عدن، ودعم تنظيمي القاعدة وداعش، ووصفوا السفير السعودي آل جابر بأنه "إخواني"، وطالبوا باستعادة الأراضي اليمنية المحتلة من قبل السعودية.
وقال مراقبون إن المطبخ الإعلامي الإماراتي بدأ بتحريك ورقة القاعدة، وقتلوا الخميس 18 مارس 2021 مؤخرا جنود الحزام الأمني الموالي للإمارات، في أبين ليصل عدد القتلى إلى 12 قتيلا بينهم مدنيون. وأوضحوا أن الإمارات تريد أن تقنع العالم أن القاعدة هي من نفذ الجريمة، حتى يحلوا لهم تنفيذ أهدافهم بغطاء دولي وإقليمي بكل سهوله في وقت يدرك فيه أهالي المنطقة أن الإمارات هي من خطط ونفذ.

تلميحات الصبيان
وعلى صعيد آخر، أطلق يمنيون وسعوديون وسم #الإمارات_تطعن_السعودية بعدما حاول صبيان محمد بن زايد التحرش في تغريداتهم بالشريك السعودي في تحالف دعم الشرعية، والمتحمل الأكبر -دون غيره- لهجمات الحوثيين عبر طائراتهم المسيرة.
والخميس الماضي كتب المستشار السياسي لمحمد بن زايد عبر حسابه تغريدة كتب فيها "انتهي شهر العسل سريعا بسبب حماقات الشريك الجديد" ثم عاد ومسحها من حسابه، وهي التغريدة التي فهمت على نحو يقصد به اليمن والرياض الشريك في ضوء تغريدات سابقة ومنها تأكيد مزاعم الإمارات (الاستعمارية) أنه "لن يكون هناك يمن واحد بعد اليوم ..".
وأضاف ضاحي خلفان بتغريدة أخرى صبيحة يوم اقتحام قصر المعاشيق (مقر الحكومة المنبثقة عن اتفاق الرياض الأخير والمقام في عدن) فقال عبر حسابه @Dhahi_Khalfan " أن من يظن أن العراق واليمن سوف تنتزع من مخالب القط الإيراني…غلطان". وألمح حمد المزروعي إلى أن انتقالي أبوظبي ماض إلى الاستثار بعاصمة اليمن المؤقتة في عدن فكتب -على سبيل الاستعراض- "قصر المعاشيق.. اللهم بارك لنا في رمضان واعنا على صيامه".

تعليقات سعودية
المعلق السعودي النشط العقيد مسفر الزهراني، قال "ستدفع الإمارات الثمن غاليا وهي تكيد للسعودية وتسخر سفهاء ودراويش للهجوم على المملكة، ونفتح تحقيقات عن تهريب قيادات حوثية عبر مطار عدن، ونقطع شعرة معاوية مع من يعطيك بطرف اللسان حلاوة ويروغ عليكً روغان الثعالب". وعن هدف الغزو لليمن قال "المملكة عندها سياسة صبر ونفس طويل، وللصبر حدود، ورفعنا راية مكاشفة الإمارات. اتفقنا معها في الوقوف ضد الإخوان المسلمين ولن نصمت عنها في دعم مليشيا إيران الإرهابية، وتكليف الانتقالي بقدح دولتنا وجيشنا وولاة أمرنا #الإمارات_تطعن_السعودية"!
https://twitter.com/hureyaksa/status/1372616542110674952

المشكلة مع الحوثي
وكشف الصحفي اليمني أنيس منصور أن الإمارات خصمها الاستراتيجي هم الإخوان المسلمون فقط، ولا يوجد لديها مشكلة مع الحوثي ولا يهمها أمن السعودية، فهي تتعايش مع إيران و70 ٪ من اقتصاد الإمارات شركات ومؤسسات إيرانية، ومن مصلحة أبوظبي قوة الحوثي ودعمهم لإضعاف الشرعية المتهمه أنها إصلاحية". واعتبر منصور أنه "عندما كان الزبيدي محافظ عدن تم تهريب سفينة سلاح للحوثي، وضبطت بسواحل الصبيحة، وتبين تورط الإمارات في التهريب، والنشر في"قناة الغد المشرق" أنها من القرن الإفريقي. وبسرعة تم تضييع القضية وإطلاق طاقم السفينة بعد أسبوع من القبض عليهم وإخفاء الشحنة".
وعن تناقض الموقف بين الرياض وأبوظبي، رأى أن موقفهم كيمنيين واضح ضد كل أجنبي لايعني أن السعودية بريئة، ولكن هناك أهون الشرين وأخف الضررين.. السعودية هناك قواسم ربما تجمعنا وتراجع سياستها، أما الإمارات فإنها قبيحة نتنة قذرة لا تطاق، ولن نصمت عنها بل نتعبد عبودية لله في مواجهتها". واعتبر الصحفي اليمني أن أشهر ثلاث كذبات في التاريخ «الإمارات تدعم اليمنيين في التخلص من الانقلاب الحوثي وعودة الشرعية ــ الإمارات تعلن وقوفها مع أمن واستقرار ووحدة اليمن وسلامة أراضيه ــ الإمارات قامت بسحب قواتها وآلياتها العسكرية من اليمن».
السعودي غازي المحيرسي، قال إن "ما قامت وتقوم به الإمارات في اليمن يثبت أنها جاءت لمساندة إيران وليس لمساندة السعودية في خوض الحرب ضد مليشيات الحوثي.. أنشأت الانتقالي في الجنوب تعزيزاً للحوثي في الشمال، خيانة وغدرا وطعنا جهارا نهارا في ظهر السعودية ودعم مشروع إيران في اليمن".
ولخص المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية اليمني مختار الرحبي ما حدث في قصر الحكومة بعدن فقال: "الانتقالي لا استطاع إدارة عدن وتوفير الخدمات ولا يريد تسليمها للحكومة التى أصبح جزءا منها لكي تتحمل المسؤولية الكاملة أمام الشعب وأمام العالم، يريد أن يظل مسيطرا على كل شيء، ولا يريد تحمل المسؤولية،وهنا تكمن مشكلة عدن". وأضاف: "بدون تنفيذ الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض سوف تتكرر الحوادث الأمنية، وآخر تلك الحوادث اقتحام قصر معاشيق بتنسيق وترتيب من قيادة الانتقالي، حيث يستمر الانتقالي بالسيطرة الكاملة على مدينة عدن عبر عشرات الآلاف من المليشيات التابعة له".
تجاوزات الحزام الأمني

وعن تفاصيل ذلك كشفت مواقع يمنية أنه وفق مصادر من وزراء حكومة الاتفاق الأخير في الرياض أن البداية كانت قبل أسبوعين من الاقتحام عندما اشتكى بعض وزراء الحكومة تجاوزات الحزام الأمني المكلف بحماية الحكومة وقصر المعاشيق، حيث اشتكى أحد الوزراء إهانته وبعض زملائه عند بوابة القصر، و طالب -الوزير المعتدى عليه- الوزراء بضرورة إعادة الحراسة الرئاسية لتأمين الحكومة والمرافق الحكومية في عدن.
وأضاف المصدر -منشور ما قاله عبر مواقع التواصل- – اعترض وزراء (المجلس الانتقالي الجنوبي) على المقترح، وتلقى رئيس الحكومة معين عبدالملك اتصالا -من جهة لم يسمها- تحذره من الضغط لإعادة الحرس الرئاسي، ومضى في اجتماع حضره مع بعض الوزراء اتفقوا إبلاغ الرئيس هادي بتلك التهديدات وعدم استطاعة الحكومة التحرك بأريحية في عدن. وبالفعل أبلغ رئيس الحكومة الرئيس والسفير السعودي محمد آل جابر باليمن، ووعد "آل جابر" بالحديث إلى محمد بن سلمان للضغط على الانتقالي، ولكنه تأخر في رده على رئيس الحكومة.
وكشف المصدر أن الانتقالي استغل ساعات البطء في الرد لينفذ خطة بالتعبئة ضد الحكومة تحت ذريعة المطالبة بالمرتبات، وفرقت فرق الأمن مظاهرات في محافظة حضرموت نظمها الانتقالي تطالب بتحسين الوضع الاقتصادي، وفي اليوم التالي تم اقتحام قصر المعاشيق في عدن.
وعن تفاصيل الاقتحام قالت تقارير إن "الحزام الأمني" مليشيات موالية للإمارات تابعة للمجلس الانتقالي سمحت بدخول المتظاهرين إلى منطقة قصر معاشيق، و- دخل المتظاهرون منطقة معاشيق ومكاتب الوزراء، ورفضت القوات السعودية التدخل، واكتفت بحماية الوزراء، وبعدها، نقلت القوات السعودية رئيس الوزراء إلى مقر التحالف وسط عدن، وجرى اتصال بين معين وآل جابر، اقترح الأخير نقل الحكومة إلى محافظة شبوة.
وأضافت أن "آل جابر" اقترح شبوة كمقر للحكومة أغضب بعض الوزراء، بينما دافع البعض منهم وفي مقدمتهم معمر الإرياني وزير السياحة والثقافة والإعلام. ولم يقبل معين الانتقال إلى شبوة وطالب السعودية باتخاذ موقف صريح وجاد من تصرفات الانتقالي، في جين لم يحرك الرئيس هادي ساكنا واكتفى بإعطاء أوامر لرئيس الوزراء بالتفاهم مع آل جابر، وإلى الآن يرفض #المجلس_الانتقالي الجلوس للتفاوض.