قال محمد المنشاوي الخبير السياسي والباحث المقيم في الجامعات الأمريكية إنه "للمرة الأولى يظهر استعداد الدول العربية اعتبار النزاع العربى "الإسرائيلى" منتهيا، والدخول فى اتفاقات سلام مع الكيان الصهيوني بهدف تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة بدون شرط الانسحاب الكامل من الأراضى العربية المحتلة عام 1967 والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يُتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 194 مقابل تطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل".
وأوضح في ورقة نشرها عبر حسابه على "فيسبوك" بعنوان "بانتظار تحالف عسكري خليجي إسرائيلي رسمي.." أن المطبعين الجدد لم يعد هناك ما يلزمهم بهذا الحد الأدنى من ضرورة إقرار الحقوق الفلسطينية.
وأبان أن تل أبيب تبذل جهودا شديدة "داخل واشنطن لاستغلال حالة الضعف العربى غير المسبوق من أجل تحسين وضعها التفاوضي في أي عملية سلام مستقبلية مع الفلسطينيين. وتركز هذه الجهود على القضاء على أي مسوغات قانونية دولية دعت في السابق لانسحاب "إسرائيل" من الأراضى الفلسطينية التى احتلتها في حرب يونيو 1967 عن طريق المطالبة بتجاهل تام لقرار مجلس الأمن 242، وغيره من القرارات الدولية".
الجانب الأخطر
وقال "المنشاوي" إن الأكثر خطورة مما نشهده الآن في نطاق الهرولة العربية "للسلام" مع "إسرائيل" هو ما سيرتبط بتغيير المناهج الدراسية التعليمية العربية خاصة في مواد التاريخ والجغرافيا.
وأضاف أن "انشغال نخب العرب وسط فوضى الأزمات اليومية التى يحيون فيها، في حين يركز البعض على جهود لن تتوقف يدعمها خطوات التسامح والتطبيع ودعوات قبول الآخر، حيث تنسى الأجيال الجديدة من الشباب والأطفال العرب وجود احتلال لأراض عربية بها مقدسات دينية".
وأوضح أن ذلك ناقوس خطر كبير حيث محاولة العرب إنجاح "إستراتيجية إسرائيل" في محاولة إقناع أطفال العرب أن "الاحتلال ليس هو أصل القضية"، وأن احتلال فلسطين ليس قضيتهم على الإطلاق".
وأضاف أنه على عكس الجانب التاريخي، ويبدو أنه ليس هناك أي حاجة لهذه الأمور التي يرونها شكلية ورمزية وبالية، وهذا ما يستغله المطبعون العرب الجدد ويروجون له بلا خجل أو تردد، بعد الواقع التاريخي بالتزام الدول العربية، ولو شكليا ورمزيا بحدود ما قبل 1967 للفلسطينيين".
لا حقوق للفلسطينيين
ورأى أن التقارب الرسمي العربي الأخير بصفة عامة لا يرتبط بأي من ملفات قضية حقوق الفلسطينيين، ولا يعد ذلك استثناء، بل هو الواقع الذى أملته رغبة الأطراف العربية، أو واقع فرض الأمر الواقع على الأرض من الجانب "الإسرائيلي" ورضوخ الأطراف العربية.
سلام مصر مع "إسرائيل" ومن بعدها سلام الأردن لم يأت أو يمنح الفلسطينيين أي حقوق أو تنازلات يهودية، ففي الحالة المصرية تم الانسحاب من سيناء، وفي الحالة الأردنية انسحبت "إسرائيل" من مساحة 380 كيلو مترا مربعا من أراض أردنية، ولم تنسحب "إسرائيل" من أراض فلسطينية إرضاء أو رضوخا للدول العربية.
واسترشد "المنشاوي" بما كتبه جون كيري وزير الخارجية الأمريكي السابق، في كتابه " Every Day is Extra"، عن تصورات إمكانية التأسيس للسلام الاقتصادي أولا كمدخل أكثر براجماتیة لسلام الشرق الأوسط، وهو نفس الطرح الذي قدمه من قبله بعقود شيمون بيريز، رئيس الوزراء والرئيس الإسرائيلي الأسبق. إلا أن "كیري" أكد أن المفاجأة كانت في موقف نتنياهو الذي تشدد، إذ سعى نتنیاهو لكسب المزيد من تطبیع الدول العربیة وخاصة الخلیجیة مع إسرائیل، ويبدو أن نتنياهو نجح نجاحا كبيرا فى مسعاه.
وعن واقع ذلك على الأرض، أشار إلى ما قاله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عندما زف بشرى لدولة الاحتلال مفادها أن الاتفاقية التاريخية مع دولة الإمارات تحمل في طياتها بشرى عظيمة بالنسبة لـ" إسرائيل".
وأردف، في سلسلة تغريدات، أن الاتفاقية "تعزز أمننا" وأنها قائمة على سلام مقابل السلام، وقال إنه سيكون هناك "سلام مقابل ثمار السلام الهائلة".
كما أكد نتنياهو أن "الحقيقة هي بأننا ملتزمون بتحقيق السلام مع العالم العربي، وشطبنا الفيتو الفلسطيني على تقدم السلام مع الدول العربية الأخرى، وستكون هناك دول عربية أخرى ستصنع السلام معنا".
https://www.facebook.com/photo?fbid=10157670045966960&set=a.10151082515176960