قالت دراسة أعاد ناشطون نشرها عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي إن التدخل الإقليمي لدولة الإمارات يقوم على عدة أسس، أهما أنها تقوم بدور "شرطي بالوكالة" في مواجهة التيار الإسلامي الذي تكن له الإمارات عداء واضحا، بالإضافة إلى رغبتها في تقديم نفسها كلاعب إقليمي يمكنه المشاركة في ترتيبات أمن الإقليم بالوكالة عن القوى الكبرى، فضلا عن رغبتها الذاتية في بدء خبرة جديدة تستفيد فيها من موارد الدول الإقليمية الضعيفة أو الفاشلة وفقا لتعبير الخبير الأمريكي مارك لينش.
توظيف القوة
وقالت الدراسة، التي نشرها موقع "الشارع السياسي" تحت عنوان "دور الإمارات والسعودية في الانقضاض على طموحات الشعوب من 2011 وحتى الآن"، إن أحد أهم الملاحظات على السلوك التدخلي الإماراتي ما يتمثل في اهتمامها بالسيطرة على المضايق على سبيل المثال، وتسيطر الإمارات على مضيق باب المندب من خلال خمس قواعد عسكرية، وهو أمر من شأنه إثارة قلق القوى الكبرى، ما لم تكن هذه القواعد تعمل بالتنسيق مع القوى الكبرى نفسها، ومثال آخر تدخل الإمارات لملء الفراغ الذي قد ينجم عن رغبة الدول الغربية في الانسحاب من سوريا، مع رغبتهم في عدم ترك الساحة لتركيا.
وأوضح أن الإمارات -بقيادتها الحالية الموكولة لشيطان العرب محمد ابن زايد- ترغب كدولة قادرة على مباشرة المهام بالوكالة لصالح القوى الكبرى التي ربما لا تريد مزيدا من التورط بنفسها في الصراعات الدائرة في المنطقة.
عداء الإسلاميين
وقالت الدراسة إن "تصفية نشاط الإسلاميين واحتواء الشارع العربي" من أهم بواعث النشاط التدخلي للإمارات وتابعتها السعودية.
وأشارت الدراسة إلى أن محمد بن زايد، يحمل مزيجا من الخوف والغضب نحو التيار الإسلامي، أوعزه البعض لتخوفه من قدرتهم على إنتاج حالة تعبئة تهز العروش المحافظة في العالم العربي، وبخاصة في الخليج، وقد تأثر هذا التوجه بالمشورات الأمنية المصرية المهاجرة للخليج.
وكانت الدراسة، التي أجريت في النصف الثاني من 2019، تنبأت بأن هذه الركيزة انطوت على "خلق علاقة تطبيع واضحة مع القوى العالمية والكيان الصهيوني بالمنطقة".
وأشارت إلى أن الكاتب البريطاني ديفيد هيرست ربط بين عداء "بن زايد" وبين تخوفات رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون، وتخوفات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المعبر عن اليمين المسيحي في الولايات المتحدة، وتخوفات الكيان الصهيوني الشريك الأمني الأساسي للإمارات.

ما بعد النفط
وأوضحت الدراسة أن "الرغبة في توسيع بدائلها لما بعد عصر النفط" هدف إماراتي بعد انخفاض مساهمة النفط في الناتج القومي بنحو 30%، ,وأن تحويل الفائض المالي الضخم لديهم إلى مضخة لتوليد المال يأتي بنظرهم من خلال تعمد "السيطرة على الدول الضعيفة أو الفاشلة للاستفادة من مواقعها وطاقتها البشرية ومن مواردها وربما من مشروعاتها، وهو نشاط يمتد من أفغانستان إلى صربيا والجبل الأسود مرورا باليمن وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا والسودان ومصر".
ويبدأ البيزنس بالعمل المصرفي مقابل النفوذ والفائدة، والحصول على الأرض والموارد البخسة لإنشاء المشروعات، وربما المشاركة في مشروعات قائمة تمهيدا للاستيلاء عليها، فضلا عن إقامة مشروعات الخدمات ذات الوظائف الجيوإستراتيجية كإنشاء الموانئ ومحطات تموين السفن وصيانتها. وربما تطور الأمر لتجارة السلاح واحتمال إنتاجه على نحو ما تشهده العلاقات الإماراتية – الصربية.
آلية رعاية الاستبداد
واشارت الدراسة إلى أن الركيزة الرابعة تتمثل في تحقيق آليات الانقضاض على الثورات من خلال "إيواء المستبدين والفاسدين المطاردين من شعوبهم"، فرموز الأنظمة العربية التي أطاحت بها الثورات، فارين أو لاجئين في الإمارات مصريين ويمنيين وسوريين.
وأضافت أن الإمارات دعمت باكرا قوى الثورة المضادة ممثلة أساسا في الأذرع المالية والأمنية والعسكرية والسياسية للأنظمة التي ضربتها أمواج الثورات، حيث آوت مبكرا عددا هائلا من القيادات التابعة للنظام القديم بدول الربيع العربي، وشكلت بسرعة غرف عمليات معقّدة لإجهاض الثورات وضرب المسارات الانتقالية وإعادة المنظومات القديمة إلى سدة الحكم.
وأبانت الدراسة أن السعودية والإمارات شكلتا معسكرا مضادا للربيع العربي في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، بل ومؤخرا في السودان وضد التمدد الإسلامي في المغرب والجزائر أيضا.
وخططت الإمارات لقيادة انقلاب في الصومال للسيطرة على القرن الإفريقي، ودعمت وروجت في إعلامها لنجاح العملية الانقلابية التركية وهروب أردوغان، وأمدت السعودية والإمارات المجلس العسكري السوداني بكل أنواع الدعم لامتصاص ثورة السودانيين وحرف ثورتهم بعيدا عن التغيير الشامل.

حرب صليبية
وأشارت الدراسة إلى تقرير لموقع “لوب لوج” الأمريكي الذي وصف جهود الإمارات ضد ثورات الربيع العربي التي بدأت عام 2011، بثورة تونس ومصر وثورات ليبيا وسوريا واليمن مروراً بالجزائر والسودان بـ "الحملات الصليبية".
ومنذ انطلاق ثورات الربيع العربي تسعى الإمارات والسعودية لتقويض أية ثورة شعبية محتملة في العالم العربي بهدف تغيير الواقع الصعب لهذه الدول، وقد نجحت الإمارات والسعودية في "الحملات الصليبية” الجديدة في وقف هذه الثورات عبر انقلابات وظلم وقتل وتعذيب في معظم البلدان التي شهدت ثورات الربيع العربي.