دانت الأمم المتحدة الإدانة الممنهجة لاستخدام قوانين وسلطات مكافحة الإرهاب في قمع المعارضين السلميين ونشطاء حقوق الإنسان في مصر وطالبت الأمم المتحدة في بيان لها بالإفراج الفوري عن الناشطين البارزين رامي شعث وزياد العليمي ورفع اسميهما من قوائم الإرهاب.
إلى ذلك وجه المعتقلون في سجن العقرب سيء السمعة نداء استغاثة للجهات القضائية والمعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان لإنقاذهم من القتل البطيء داخل المعتقلات، وكشف المعتقلون عن تعرض بعض السجناء من الجنائيين لصنوف من التعذيب لمجرد إظهار تعاطفهم مع المعتقلين السياسيين أو مساعدتهم في نقل رسائل التطمين لأسر الممنوعين من الزيارة منذ سنوات طويلة.
يأتي ذلك في ظل تصاعد الحملة الأمنية التي يقودها النظام ضد النشطاء رغم الحديث عن محاولات تحسين الصورة وإحداث انفراجة في الوضع الحقوقي مع التحول في موقف الإدارة الأمريكية الجديدة.
وأشار الدكتور أسامة رشدي، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقا، إلى أن الشعب المصر ثار على نظام مستبد حكم 30 عاما بقانون الطوارئ وزور الانتخابات واعتمد التعذيب كمنهجية ، والانقلاب العسكري في 3 يوليو يمثل النسخة الأسوأ من حكم المخلوع مبارك.
وأضاف "رشدي"، في مداخلة هاتفية لبرنامج قصة اليوم على قناة "مكملين"، أن نظام السيسي يعتقد أنه بهذه الوحشية والقمع سوف يكسر إرادة الشعب المصري وتطلعاته نحو الحرية والعدالة والكرامة وبناء مستقبل أفضل لكننا لن نستسلم، مضيفا أن تقارير مقرري الخواص بالاعتقال التعسفي والتعذيب في الأمم المتحدة توثق جرائم الانقلاب بحق النشطاء والمعارضين والحقوقيين.
وأوضح أن ما تعيشه مصر حاليا من ظروف وأحداث شديدة جدا تحتاج إلى ما هو أبعد من إصدار التقارير، ولابد من تفعيل الآليات الأممية ضد نظام الانقلاب العسكري وإدانته بشكل كامل وصريح لأن الدوائر السياسية التي يفترض أن تترجم هذه التقارير والإدانات إلى فعل سياسي تتقاعس حتى الآن عن اتخاذ ما يتوجب عليها فعله.
وأشار إلى أن الوضع في مصر لا يحتاج إلى مزيد من التقارير والإدانات بل يحتاج إلى آليات لرصد الانتهاكات الممنهجة التي يرتكبها نظام السيسي، مضيفا أن الفاشية وسياسة الانتقام التي تمارسها الدولة العسكرية في مصر طوال 7 سنوات تحتاج إلى تأسيس آلية خاصة داخل مجلس حقوق الإنسان للتعامل مع الانتهاكات المنهجية التي تحدث في مصر.
بدوره قال الدكتور فرانسوا دوروش، الحقوقي الدولي، إن المجتمع الدولي يكيل بمكيالين فنراه يطالب بالإفراج عن سجناء بعينهم ويغض الطرف عن آخرين، مضيفا أن السيسي يستخدم الإسلاميين كفزاعة للدول الغربية ويسوق نفسه في الغرب على أنه يحميهم من الإرهاب ويغذي مصطلح الإرهاب الإسلامي.
وأضاف دوروش في مداخلة هاتفية لبرنامج قصة اليوم على قناة "مكملين"، أن نظام السيسي بلغ حد الإجرام في حق الشعب على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانتهاكات في السجون ومقار الاحتجاز والقتل خارج نطاق القانون والتهجير القسري للأهالي وخاصة في سيناء.
وأوضح أن المجتمع الدولي يمتلك الآليات اللازمة لردع نظام السيسي لكنه يحتاج إلى تفعيلها، مضيفا أن نظام السيسي قمعي أقام دولة بوليسية ولا يعترف بحقوق الإنسان ولا يعرف سوى لغة القوة، ويمكن للمجتمع الدولي الضغط على نظام السيسي وقد شهدت الفترة الأخيرة حدوث تغيرات إيجابية بعد وصول بايدن للحكم في الولايات المتحدة حيث تم إطلاق سراح الصحفي محمود حسين.
https://www.youtube.com/watch?v=kgGhTXOgIW8&pbjreload=101