كشف مركز حقوقي عن رسالة استغاثة من معتقلي سجن العقرب بعنوان "جوانتانامو العقرب" أشاروا فيها إلى حملات تجريد شاملة في السجن، إضافة لتعرض المعتقلين للعديد من الانتهاكات.
وقال المعتقلون إنه "بادّعاء تجديد الزنازين تحولت حياة المعتقلين إلى جحيم بزيادة الأوضاع غير الإنسانية بحقهم نتيجة منع ضرورات حياتهم الإنسانية، فالمرحاض داخل الزنزانة دون أي ساتر أو مصدر مياه فيه، ولا يوجد مصدر كهرباء داخل الزنزانة لعمل ضروريات المعيشة وأهمها تسخين المياه وخاصة لكبار السن، وغيرها من الانتهاكات.".
انتهاكات لا تتوقف
وأضافت الرسالة التي نشرها "مركز الشهاب لحقوق الإنسان" عن أن عددا كبيرا من المعتقلين أعلن الإضراب عن الطعام مع منع إدارة السجن عرضهم على أي طبيب أو العيادة الطبية.
وأشارت إلى تواصل الانتهاكات مع استمرار حملات التجريد والتعذيب، في ظروف أدت على مر الشهور إلى وفاة عدد منهم، من أشهرهم: د. عصام العريان ود. عمرو أبو خليل ومحمود صالح.
وسجن العقرب هو الأسوأ بكل المقاييس على الإطلاق من بين السجون في مصر، ولا ينافسه في ذلك إلا سجن العزولي وأقبية المعتقلات السرية في مقرات أمن الدولة.
ويعرف سجن 992 طره شديد الحراسة "سجن العقرب" بسمعة سيئة نظرا للانتهاكات وحالات التعذيب التي تحدث ضد آلاف المعتقلين، وهو سجن شديد الحراسة يقع ضمن مجموعة سجون طره وهو أحدث السجون التي تم إنشاؤها داخل مجموع السجون، وكان آخر السجون التي تم إنشاؤها داخله هو سجن العقرب والذي بدأ بناؤه عام 1991 في عهد وزير الداخلية حسن الألفي في فترة حكم مبارك وتم الانتهاء منه في 30 مايو 1993 ثم افتتاحه رسميا يوم 26 يونيو 1993.
وقبل أيام قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن معتقلي سجن العقرب يتعرضون لانتهاكات جسيمة ترتقي إلى مستوى العقاب الجماعي منها : "حرمان السجناء من التهوية والكهرباء والماء الساخن بشكل كامل تقريبا، إضافة إلى قرارات سابقة بحظر الزيارات".
ويحتجز في سجن العقرب أكثر من ألف معتقل يتعرضون لانتهاكات مستمرة تزداد يوما بعد يوم، خاصة ضد الذين تعدت مدة سجنهم أكثر من 7 سنوات؛ حيث يتعرضون كل يوم للموت البطئ بدون طعام أو شراب نظيف أو صحي أو أدوية أو رؤية الشمس، وقائمة طويلة من الممنوعات منها الزيارات والتريض فلا يدرون شيئا عن العالم الخارجي أو حتى عن أهلهم.
وادي النطرون 440
كما تبنت مراكز حقوقية شكوى من معتقلي سجن وادي النطرون 440، تضمنت مجموعة من الانتهاكات؛ أولها "التفتيش المستمر للزنازين"، أو التجريد، وقالت: "يعاني المعتقلون من التفتيش غير الإنساني 3 مرات أسبوعيا، تقتحم فيه قوة من السجن الزنزانة، وتدمر محتوياتها، وتصادر جميع المتعلقات سوى بطانية واحدة فقط، ويستمر التفتيش صباحا في جو بارد يعرض الجميع إلى نزلات البرد، دون أي وقاية من وباء كورونا".
وأشار المعتقلون إلى أن إدارة السجن تمنع عنهم المياه طوال اليوم، ولا تأتي المياه إلا ساعتين أو ثلاث ساعات، ما يشكل خطورة صحية وخاصة في ظل وباء كورونا، لافتة إلى تكرار الاعتداءات البدنية غير المبررة على المتهمين بقضية "كرداسة" على وجه الخصوص.
وقال حقوقيون إن الانتهاكات تشمل أغلب معتقلي سجن وادي النطرون ليمان 440، إذ يتعرض المعتقلون إلى انتهاكات شتى، ويرقد الآن عدد منهم مرضى بين الحياة والموت دون أدنى رعاية طبية.
ويعاني المعتقلون من التفتيش غير الإنساني 3 مرات أسبوعيا، تقتحم فيه قوة من السجن الزنزانة، وتدمر محتوياتها، وتصادر جميع المتعلقات سوى بطانية واحدة فقط، ويستمر التفتيش صباحا في جو بارد يعرض الجميع إلى نزلات البرد، دون أي وقاية من وباء كورونا، إضافة إلى قطع المياه عن الزنازين طيلة اليوم، ولا تأتي إلا ساعتين أو ثلاث، ما يشكل خطورة صحية وخاصة في ظل وباء كورونا، بحسب "مركز الشهاب".
إهانة وتكدير أهالي المعتقلين
وأضاف "الشهاب" أن أهالي المعتقلين يتعرضون لسيل من الإهانات لاسيما أثناء الزيارة، واعتداءات على الأهالي، ومنع معظم الطعام والمشروبات، ومنع دخول الملابس والأغطية بكافة أنواعهم رغم الطقس البارد.
واشتكى المعتقلون من الطعام "التعيين" وأنه في الغالب يكون سيئا وبعضه تالف وقد يؤدي أكله إلى مشكلات صحية مثل حالات التسمم الغذائي التي تظهر بين معتقلي السجن، في غياب تام لأي رقابة على منظومة توزيع الطعام بالسجن، إذ تسرق خضروات وفواكه التعيين، ويجبر السجناء على شرائها رغم أنها من حق كل مسجون.
وأضاف المعتقلون أن المعتقل الذي يلجأ إلى طعام كافيتريا السجن يفاجأ بمضاعفة الأسعار، وتلاعب ببونات الشراء لسرقة أكبر مبلغ مالي ممكن دون تقييده في سجلات السجن.
ويضم سجن وادي النطرون 440، سيئ السمعة نحو ستين مواطنا في حالة خطرة دون اتخاذ إدارة السجن أي إجراء لعلاجهم، وتمنع إدارة وصول العلاج إلى المعتقلين سواء من مستشفى السجن أو من الأهالي في الزيارات، رغم وجود عدد كبير من المرضى بأمراض مزمنة، كما يمنع ترحيل الحالات الحرجة للعلاج في أي مستشفى، ولا يسمح للسياسيين بالذهاب إلى مستشفى السجن.
معتقلون في حالة خطيرة
وقال "مركز الشهاب" إن المعتقلين الذين تقدموا بطلب العلاج أو الدواء يتعرض عدد منهم إلى الضرب وسب الدين من طبيب السجن أحمد سليمان، وتصادر أي أدوات حماية من وباء كورونا لدى السياسيين ومسموح بها للجنائيين.
ومن المعتقلين الذين يعانون:
– يوسف محمد الشاطر -25عاما، يعاني نزيفا مستمرا من الأنف، وورم بالأنف يحتاج عملية جراحية.
– كمال صلاح محمد -55 عاما، يعاني قصورا في الشريان التاجي للقلب، وتعرض لعدة جلطات داخل السجن.
– عبدالعال حسين عبدالعال-60 عاما، فقد الإبصار بالعين اليسرى، وورم بالغدة الليمفاوية.
– محمد شافعي، فقد البصر تماما في محبسه.
– صالح منصور، فقد البصر تماما في محبسه.
-حمدي حسين -62 عاما، قصور بالشريان التاجي للقلب والتعرض لجلطات مستمرة.
– حسن السمان -58 عاما، قصور بالشريان التاجي للقلب، والتعرض لجلطات مستمرة.
– مختار محمود الأمين، شلل نصفي بعد إصابته بالعمود الفقري بعد ضربه من ضابط المباحث محمد عشماوي.
– محمد أحمد محمد أبو العز، نزيف شديد، وتحول الكبد إلى بؤر سرطانية، ويعاني الموت.
– فضل على عبد الستار -65 عاما، تليف كبدي ونزيف مستمر.
– محمد فرج علي -60 عاما، نزيف أسفل ملتحمة العين.
– محمد أحمد محمد عبد اللطيف، الذي يعاني بسبب إهمال ضابط مباحث، والآن هو في مستشفى شبين بين الحياة والموت.
أسماء المجرمين
ونشر الشهاب بعض أسماء المتورطين في تعذيب وإهانة وسرقة وتكدير وإهمال المعتقلين وأولهم المشرف على جميع الانتهاكات في السجن، رئيس المباحث محمد عبدالمطلب الذي يشارك بنفسه في الضرب والسب ومعاقبة المعتقلين، ومعاونه محمد عشماوي و"الجنيدي" إضافة إلى المخبرين "صالح" و"إسماعيل" و"رمضان" و"أسامة"، وسط قوة السجن التي تتعمد الإضرار الممنهج بصحة المعتقلين وسلامتهم البدنية والنفسية وأهاليهم.