شهيدان في يومين بسجون العسكر.. متى يتوقف “سلسال الظلم”؟

- ‎فيحريات

وثقت منظمات حقوقية جريمتي قتل جديدتين خارج إطار القانون خلال اليوم الخميس وأمس الأربعاء، بحق اثنين من المعتقلين السياسيين في سجون الانقلاب؛ حيث استشهد، الخميس 31 ديسمبر 2020م، الضحية رقم 75 خلال هذه السنة التي شهدت تصعيدا في مستويات التعذيب والتضييق على المعتقلين السياسيين، كما شهدت أيضا تفشي جائحة كورونا؛ ما زاد من هموم ومعاناة المعتقلين وأسرهم.
وارتقى المعتقل صفوت الشامي نتيجة إصابته بفيروس كورونا داخل عزل مستشفى "حميات شبين الكوم" بالمنوفية بعد نقله من سجن شبين الكوم العمومي في حالة صحية متدهورة. وكتب نجله، عبر صفحته على فيسبوك: «انتقل الي جوار من هو أرحم به منا.. صفوت الشامي.. رحمة الله عليك يا أبي». وتابع: «أبي الحبيب، عشت من أجل دينك ومت من أجل دينك.. شهد لك كل من عرفتهم بالصلاح».
وكان المعتقل محمد صبحي، قد استشهد أمس الأربعاء 30 ديسمبر2020م، داخل قسم أول مدينة الزقازيق، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد. وبذلك يرتفع عدد القتلى في سجون الانقلاب إلى شهيدين خلال اليومين الماضيين فقط. وبذلك يرتفع عدد الشهداء في سجون العسكر خلال 2020م إلى 75 شهيدا.
وبحسب منظمات حقوقية، فإن الشهيد صبحي يبلغ 74 عاما، وجرى اعتقاله منذ سبتمبر الماضي وحرم من الدواء رغم سنه الكبير ومعاناته من مياه على الرئة. كما أنه كان أحد أبطال الصاعقة بحرب أكتوبر، ورغم ذلك تم اعتقاله لينضم إلى اثنين من أبنائه المعتقلين فى سجون العسكر فضلا عن زوج ابنته.
السيسي هو المسئول
وحملت منظمات حقوقية وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب مسئولية الجريمة، وطالبت النيابة العامة بالتحقيق في وفاة المواطنين، وإحالة المتورطين فيها للمحاسبة، كما طالب المركز بالإفراج عن جميع المعتقلين تلافيا لمخاطر الوباء.
وكان مركز "الشهاب لحقوق الإنسان" وثق مؤخرا فى تقريره "المشهد الحقوقى" لسنة 2020 وفاة 72 معتقلا خلال 2020 نتيجة الإهمال الطبى والتعذيب داخل السجون ومقار الاحتجاز من بين 774 محتجزا، منذ 2013؛ حيث توفى 73 محتجزا فى سنة 2013 و166 سنة 2014 و 185 محتجزا فى 2015، فيما توفي 121 محتجزا فى سنة 2016 وشهد 2017 وفاة 80 محتجزا، و36 فى عام 2018، و 40 محتجزا فى عام 2019م.
أين "خلود"؟
إلى ذلك، دان "مركز الشهاب لحقوق الإنسان" أيضا الإخفاء القسري بحق الباحثة "خلود سعيد عامر"، رئيس قسم الترجمة بإدارة النشر في مكتبة الإسكندرية، منذ السبت 26 ديسمبر 2020 من قسم المنتزه أول بعد ترحيلها إليه تمهيدا لإخلاء سبيلها، ولم يستدل على مكانها حتى الآن.
وأوضح المركز أن مما يزيد من مخاوف أسرة الضحية أنها قبل اختفائها كانت تعاني من ارتفاع درجة الحرارة، وضيق في التنفس، وآلام في الحلق والعظام، بما يجعل اختفاءها يشكل خطرا كبيرا عليها. وحمل الشهاب سلطات نظام السيسى مسئولية سلامتها، وطالب بالكشف عن مكان احتجازها، والإفراج الفوري عنها وعن جميع المعتقلين والمخفيين قسريا في ظل انتشار وباء كورونا.
الجريمة ذاتها تتواصل فى القاهرة للشاب عبد الرحمن محسن السيد عباس الزهيري – 17 عاما – والذي جرى اعتقاله منذ 29 أغسطس 2019، ولم يستدل على مكانه حتى الآن.
آلاف المخطوفين قسرا
وكان تقرير "المشهد الحقوقي" لسنة 2020 قد رصد 3045 جريمة إخفاء قسرى خلال سنة 2020 منهم 39 سيدة وفتاة من بين 11224 حالة إخفاء قسرى رصدها المركز خلال السنوات السبع الماضية، ضمن مسلسل جرائم نظام السيسى ضد الإنسانية. وكشف التقرير عن قتل نظام السيسى 59 مواطنا خارج إطار القانون من بين المختفين قسرا، وأنه ما يزال هناك مختفون قسرا منذ "مذبحة فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة" وما تلاهما، كما أن هناك حالات لمواطنين تم اعتقالهم وإخفاؤهم قسرا حتى صدور التقرير، وهو ما رصده فى تقريره السابق "أحياء فى الذاكرة".
في ذات السياق، ظهر المواطن صابر إبراهيم، ابن قرية الخرس بمحافظة الشرقية، بعد إخفاء قسرى لمدة تزيد عن شهرين عقب اعتقاله منذ 2 أكتوبر 2020م، واخفاؤه قسريا طوال تلك المدة، وتم عرضه علي نيابة "منيا القمح" بزعم التظاهر، والتي قررت حبسه 15 يوما علي ذمة التحقيقات.