توعدت أنقرة بالرد على أي استهداف لقواتها المتمركزة في ليبيا عبر اتفاق التعاون العسكري التركي الليبي، وحذر وزير الدفاع التركي خلوصي آكار من أن بلاده ستعتبر اللواء خليفة حفتر وداعميه أهدافا مشروعة حال مهاجمة وحداتها هناك. وأضاف آكار، في تصريحات أدلى بها خلال زيارة للقوات التركية في طرابلس، أن قوات حفتر وأنصاره لن يجدوا هذه المرة مكانا يفرون إليه إذا هاجموا القوات التركية متوعدا باستهدافهم في كل مكان.
وبالتزامن مع زيارة "أكار"، بدأ وفد عسكري رفيع المستوى من حكومة الانقلاب بمصر زيارة للعاصمة الليبية طرابلس برئاسة نائب رئيس جهاز المخابرات العامة وأحد مساعدي وزير الدفاع؛ حيث أجرى مباحثات بشأن مستقبل العلاقة مع قادة الغرب الليبي، وذلك بعد أسبوع فقط من زيارة مماثلة قادها رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل إلى الشرق الليبي والتي أجرى خلالها مباحثات منفصلة مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر ورئيس برلمان طبرق عقيلة صالح.
وتشي هذه التطورات ــ حسب مراقبين ــ بتعثر مسارات الحل واتساع رقعة الصراعات في كواليس هذه الأزمة. ويرى عبد السلام الراجحي، رئيس مركز "استرلاب للاستشارات"، أن زيارة وزير الدفاع التركي إلى ليبيا ليست مرتبطة بزيارة وفد مخابرات الانقلاب برئاسة اللواء عباس كامل ولا بتصريحات اللواء خليفة حفتر، وقد رتب لها منذ فترة وكانت بدعوة من وزير الدفاع الليبي صلاح النمروش لحضور حفل تخريج الدفعة 50 من الكلية العسكرية.
استقلال البلاد
وأضاف الراجحي، في مداخلة هاتفية لبرنامج "قصة اليوم"على قناة "مكملين"، أن هذه الدفعة لها رمزية كبيرة؛ لأنها استهدفت من طيران الإمارات في يناير الماضي وقتل عدد من طلابها، واستكمل الطلاب الباقون تدريباتهم في تركيا وعادوا لإكمال باقي التدريبات في طرابلس كما تزامن تخريجها مع الذكرى السنوية لإعلان استقلال ليبيا. وأوضح أن وفد الانقلاب جاء بترتيبات سابقة الهدف منها إعادة تفعيل بعض الاتفاقيات فيما يخص اتفاقيات الأربعة المتعلقة بحرية التنقل والامتلاك والعمل والإقامة بين ليبيا ومصر التي وقعت عام 1990 خلال فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك ومعمر القذافي، كما جاءت الزيارة لإعادة افتتاح قنصلية الانقلاب في طرابلس، وبحث تشغيل الخط البحري الليبي المصري وفتح الأجواء والليبية والمصرية للطيران.
استعراض قوة
الدكتور عبدالمطلب إربا، الأكاديمي والمحلل السياسي، يرى أن حفتر ليس مستقلا في آرائه وتصريحاته وهناك مجموعة من الدول التي تتحكم فيه كما تشاء، في مقدمتها الإمارات والسعودية ومصر وروسيا. وأضاف "إربا" أن حفتر منزعج من مباحثات الحل السلمي بقيادة الأمم المتحدة بعد أن شعر بأنه لن يكون له دور في الساحة الليبية خلال الفترة المقبلة، على الرغم من وصول 24 طائرة شحن عسكرية روسية من سوريا لدعم حفتر، وكذلك الدعم الإماراتي ونقل آلاف المرتزقة عبر السودان.
وأوضح إربا أن حفتر وداعميه لا يريدون حلا سياسيا سلميا في ليبيا، لأنه لن يضمن سيطرتهم على طرابلس، وفي ظل تولي الرئيس الأمريكي الجديد "جو بايدن" هناك ترقب في العالم لما سيكون عليه الموقف الأمريكي في ليبيا؛ لأنه ربما يغير معادلة القوى وحفتر يريد إظهار قوته في الميدان تحسبا لأي تغيرات.
استبعاد المواجهة العسكرية
عبدالله الكبير، الكاتب الصحفي الليبي، اعتبر أن تهديدات حفتر لا تؤخذ على محمل الجد؛ لأنه لم يسبق له مهاجمة قواعد تركية أو قوات تابعة لحكومة الوفاق، مضيفا أن التهديدات هدفها حشد أنصاره بهذا الخطاب الديماغوجي الذي عودنا عليه كلما أحس بأن هناك تراجعا وانحسارا عن دعمه وتذمرا في المناطق التي يسيطر عليها. وأضاف الكبير، في مداخلة هاتفية لقناة "مكملين"، أن حفتر توارى عن المشهد بعد هزيمته في طرابلس في يوليو الماضي وبسبب تعثر الحوار السياسي يريد استعادة دوره في المشهد الليبي من جديد، مستبعدا خوضه حربا جديدة بسبب حالة التوازن التي فرضها وجود الحليف التركي بجانب حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.
وأوضح الكبير أن خطاب حفتر كشف حقيقة غضبه من تركيا التي وقفت دون تحقيق حلمه في السيطرة على طرابلس ومن ثم السيطرة على ليبيا كلها، مضيفا أن التحشيد والتحرك العسكري سواء من قبل حفتر أو حكومة الوفاق لإظهار أن كل طرف مستعد للمواجهة العسكرية، مستبعدا احتمال اندلاع حرب جديدة لغياب الحسم وعدم قدرة أي طرف على حسمها.
https://www.facebook.com/qisat.alyawm/videos/1092643397855647
Facebook Watch (https://www.facebook.com/qisat.alyawm/videos/1092643397855647)
Facebook Watch (https://www.facebook.com/qisat.alyawm/videos/1092643397855647)