دخلت الانتخابات الأمريكية في مرحلة جديدة من الصراع بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطابه من البيت الأبيض أنه اقترب من الفوز او فاز بالفعل متجاهلا التصويت الذي تم عبر البريد وقال ترامب إنه قد يلجأ إلى المحكمة العليا للبت في الأمر إذا تأخر إعلان النتائج النهائية للانتخابات عن صباح الأربعاء وهو الأمر الذي يراه كثير من المحللين مستحيلا نظرا لصعوبة فرز جميع الأصوات التي أرسلت بالبريد.
في المقابل قال المرشح الديمقراطي جو بايدن لأنصاره "يحدونا شعور طيب حيال وضعنا"، مضيفا "نعتقد أننا على طريق الفوز في هذه الانتخابات لكن علينا التحلي بالصبر حتى الانتهاء من فرز آخر صوت".
تصريح الرئيس الأمريكي في خطابه الذي يبدو فرض أمر واقع يفتح الباب أمام التساؤلات عن تخطيط ترامب منذ البداية للذهاب نحو هذا السيناريو والذي يعني تحويل الأمر برمته نحو المحكمة العليا للبت في القصة على غرار ما حدث بين الرئيس الأسبق جورج بوش الابن والمرشح الديمقراطي آل جور عام 2000.
وقال الصحفي عبدالرحمن يوسف، إن المتقدم الآن على مستوى الأصوات الوطنية أو أصوات المجمع الانتخابي العامة هو جو بايدن لكن الفكرة الرئيسية أن التنافس الآن يجري على ولايتين هما كلاسيكيا ولايات جمهورية وهما نورث كالورينا وجورجيا ويجري التنافس أيضا على ولايتين متأرجحتين تاريخيا بشكل كبير ولاسيما خلال السنوات الست الماضية هما ويسكنسون وميتشيجين بالإضافة إلى ذلك هناك ولاية نيفادا في الشرق وهي ولاية ديمقراطية لكن النتيجة متأخرة فيها ويسعى الجمهوريين إلى إحداث انقلاب فيها كما أحدث الديمقراطيون انقلابا في ولاية أريزونا التي لم تصوت للديمقراطيين منذ 70 عاما ومن ثم نحن لسنا أمام كافة الولايات المتأرجحة أمام ولايات تكاد تكون متأرجحة أو تأرجحت في هذه الانتخابات نظرا لأن نورث كارولينا لم يفز بها أي رئيس جمهوري إلا كارتر عام 1976 وأوباما عام 2008 وتأخر نتيجتها حتى الآن يعني أنه ربما ثمة مفاجآت في المشهد.
وأضاف يوسف، في مداخلة هاتفية لبرنامج قصة اليوم على قناة مكملين، أن الأمر الآخر الذي يتعلق بالمشهد هو أن هناك تغريدة هامة لترامب غير المؤتمر المثير للجدل وهو حديثه الآن عن ما يسمى بين قوسين مخلفات البطاقات البريدية فهو يتهم الديمقراطيين ضمنيا بالتزوير ويقول إنه سيذهب للمحكمة ليس فقط لفرز عملة فرز الأصوات بعد غلق باب التصويت أمس الساعة السابعة بتوقيت الساحل الشرقي والعاشرة بتوقيت الساحل الغربي إنما سطعن في التزوير بأن هناك ثمة بطاقات إضافية كما نشهد في الدول العالم الثالث.
وأوضح يوسف أن حملة بايدن ردت وقالت أنها مستعدة لمواجهة قوية مع ترامب ومستعدون للذهاب إلى المحاكم والرد بالأدلة وما إلى ذلك وبالتالي نرى مؤتمرات دورية على رأس الساعة لحكام الولايات والمقاطعات في هذه الولايات للتأكيد على نزاهة الانتخابات.
بدوره قال محمد سعيد الوافي الكاتب الصحفي، إن نتائج الانتخابات الأمريكية حتى الآن غير محسومة وكل الاحتمالات واردة بسبب التقارب بين المرشحين الرئاسيين، مضيفا أنه عام 2000 كانت المواجهة على أوجها بين آل جور وبوش الابن وآلت الأمور إلى المحاكم ودخلت في مسار التقاضي وفاز بها آل جور.
وأضاف الوافي، في مداخلة هاتفية لبرنامج قصة اليوم على قناة مكملين، أن الخريطة تقول إن فوز جو بايدن بأريزونا قلب المعادلة وأعطاه فسحة الاستغناء عن بنسلفانيا وجورجيا، فإنه بفوزه بمين وهي نقاطها قليلة بالإضافة إلى نيفادا وأريزونا ويضيف عليهما كل من ويسكنسن وميتشيجين يصبح لديه الرقم السحري 270 ويتوج برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية لكن هذا الأمر مستبعد في الوقت الحاضر بسبب تقارب النتائج لدرجة أن بعض الولايات قد تتوجه للقضاء لحسم النتيجة.
وأوضح أن هناك ما يفوق المليون صوت من الأصوات التي أرسلت بالبريد في بنسلفانيا من منطقة فلادلفيا وضواحيها، مضيفا أن شعبية ترامب تظهر بوضوح في البوادي والقرى والمدن الصغيرة لأنها تابعة للجمهوريين، أما المدن الكبرى التي يوجد بها تنوع عرقي مثل يوستن في تكساس ومقاطعة هاريس كونتي فهذه مدن ديمقراطية.
من جانبه قال محمد مجدي الكاتب الصحفي، إن الحملة الانتخابية للمرشح جوبايدن توقع تقدمه بفارق كبير عن ترامب لكن النتائج متقاربة حتى الآن، مضيفا أن تصريحات ترامب بفوزه في الانتخابات تعتمد على 3 ولايات رئيسية أريزونا وميتشيجين ووسكنسن وعندما بدأ فرز الأصوات البريدية تحولت نتائج هذه الولايات من ترامب إلى بايدن.
وأضاف مجدي، في مداخلة هاتفية لبرنامج قصة اليوم على قناة مكملين، أن نفس الأمر تكرر في ميتشيجين بعد تقدم ترامب انقلب الأمر لصالح بايدن والفارق يتسع مع الوقت.
وتوقع مجدي فوز جو بايدن بالانتخابات بعد الاحتكام للمحكمة الدستورية العليا.
https://www.youtube.com/watch?v=Axr4S0AfnZY
كما أعلنت الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء اليوم الأربعاء، تحركها لرفع دعوى قضائية لوقف فرز الأصوات في ولاية بنسلفانيا، حتى يكون هناك "شفافية كبيرة".
وقالت الحملة في بيان لها، إنها أقدمت على هذه الخطوة بعدما واجهت تحديات مماثلة في ولايتي ميشيغان وويسكونسن الانتخابيتين، والحاسمتين في تسمية رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، حسبما أفادت وكالة "فرانس برس".
واتهمت الحملة الرئيس الأمريكي، مسؤولي الانتخابات بمنع "مراقبيها" من الاقتراب من مسافة 25 قدما (7.6 متر) أثناء عملية فرز الأصوات في ولاية بنسلفانيا.
وقال جاستن كلارك، نائب مدير الحملة في البيان: "نطالب أيضا بوقف الفرز مؤقتا حتى تكون هناك شفافية ذات مغزى، ويمكن للجمهوريين ضمان إجراء جميع عمليات الفرز فوق الطاولة وبموجب القانون".
