صدقت توقعات الإعلام الصهيوني، واجتمع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد اليوم الثلاثاء في برلين بوزير الخارجية الصهيوني جابي اشكنازي وسيزوران معا متحف الكارثة (المحرقة) وذلك في إطار الدفع بعملية اتفاق التطبيع الخياني، الذي وقعته أبوظبي في 15 من سبتمبر الماضي في واشنطن.
المثير للدهشة أن تعليقات كتبها "بن زايد" كانت تنم عن أنه أكثر من مجرد متعاطف مع اليهود فيما نسب إلى هتلر من حرقهم واعتبار أن ذلك "هولوكوست". وكتب الوزير الإماراتي في دفتر الزوار بالعربية إن هذا "المكان يخلد ذكرى سقوط كوكبة من بني البشر ضحايا لدعاة التطرف والكراهية".
وأضاف أن المكان "يؤكد في الوقت ذاته قيما إنسانية نبيلة تدعو إلى التعايش والتسامح وقبول الآخر واحترام الأديان والمعتقدات كافة". وكتب بالإنجليزية "لن يحدث مرة أخرى" مرددا شعارا عادة ما يردده الناجون من محارق النازي في الحرب العالمية الثانية لتبرير أفعال لحماية الصهاينة واليهود.
وعلّق الباحث والأكاديمي الفلسطيني د.صالح النعامي قائلا إن على "بن زايد" أن يقرأ "قبل زيارة متحف "الكارثة" الصهيوني الأجدر بالوزير الاماراتي يقرأ كتاب " the ethnic cleansing of palestine"(التطهير العرقي في فلسطين)، للمؤرخ اليهودي إيلان بابه، الذي يوثق أدق تفاصيل المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية ضد الفلسطينيين عشية وأثناء حرب 48 بهدف تشريدهم عن أرضهم".
وأشار إلى أنه "ما كان لوزير خارجية الامارات أن يزور متحف الكارثة برفقة الوزير الصهيوني لو كان لديه ذرة ضمير في وقت تشهد الكاتبة الصهيونية أرئيلا ملميد أن إسرائيل تسمح لمجموعات يهودية تتبنى أفكار النازية وتطبق أساليبها ضد الفلسطينيين بالعمل بكل حرية".
اتفاق فلسطيني
ويأتي هذا الوئام وروح "السلام" التي تحلق في أجواء من العبث العربي، في ظل ما كشفته صحيفة الأخبار اللبنانية من أن مصر والأردن والسعودية والإمارات تحاول عرقلة تنفيذ التفاهمات الأخيرة التي جرت بين حركة فتح وحماس التي جرت في مدينة إسطنبول التركية خلال الأسبوع المنصرم.
وتحت عنوان "محور التطبيع يحارب تفاهمات إسطنبول.. لا للمصالحة الفلسطينية"، أكدت "الأخبار" المقربة من حزب الله أن الضغط نتج عنه تلكّؤ السلطة الفلسطينية في تنفيذ المطلوب منها، وتأخير اجتماع الأمناء العامين الثاني.
وأضافت أن "الرفض العربي للتفاهمات الأخيرة التي أُبرمت في تركيا أخّر إصدار عباس المرسوم الرئاسي بالانتخابات، خاصة أن بعض الاعتراضات جاءت بصيغة تحذيرات من أن حماس ستجرّ أبا مازن إلى حضن تركيا وقطر بعيداً عن الإجماع العربي".
6 ملايين يهودي
العديد من المفكرين الغربيين، فضلا عن المسلمين، أنكروا قصة الهولوكوست من الأساس، وأشهرهم المفكر الفرنسي الشهير روجيه جارودي تمت محاكمته في المحاكم الفرنسية لأنه أنكر الهولوكوست وهو النائب السابق في البرلمان الفرنسي والجندي السابق أيضا في الجيش الفرنسي قبل اعتناقه الإسلام، غير أن عبدالله بن زايد ذهب بحسب "رويترز" ليشارك في تخليد "ذكرى ستة ملايين يهودي أبيدوا خلال الهولوكوست"!
في كتابه (صناعة الهولوكوست) يسرد نورمان فنكلستين، الذي فقد أهله في محرقة هتلر، كيف أن الصهيونية استعملت عذابات اليهود سياسياً لإخافة كل من يعارضها. أما روبير فوريسون، فهو ناقد أدبي فرنسي، أنكر الهولوكوست، وحكم عليه عام 1990 بالغرامة، وفي عام 1991 طرد من منصبه الأكاديمي.
وبالمقابل، مارس وزير الاحتلال "أشكينازي" نفس لعبة الاستخفاف بالواقع التي مثلها عبدالله بن زايد، وكتب وزير الاحتلال في دفتر الزيارات يقول إن وجوده في هذا المكان مع الوزير الإماراتي ومضيفهما وزير الخارجية الألماني هايكو ماس "يرمز لعهد جديد، عهد السلام بين الشعوب". وكتب أشكينازي بالعبرية إنها تذكرة بالحاجة "للعيش بقوة وضمان ألا يتكرر هذا".
وتدّعى تل أبيب أن يهودا في أوربا تعرضوا لـ"إبادة جماعية"، قٌتل فيها نحو ستة ملايين يهودي على يد النظام النازي الألماني لأدولف هتلر والمتعاونين معه، إبان الحرب العالمية الثانية (1939: 1945).
ويضم النصب الشاسع أكثر من 2700 كتلة إسمنتية تنتشر على مساحة توازي ثلاثة ملاعب لكرة القدم.
