قال الرئيس التركي إن تصريحات الزعيم الفرنسي التي تزعم أن "الإسلام في أزمة" تتجاوز عدم الاحترام، مضيفا في تصؤيحات اليوم الثلاثاء أن ادعاءات الرئيس الفرنسي الأخيرة حول الإسلام ترقى إلى استفزاز خطير.
وأضاف أردوغان أمام تجمع للعاملين في مجال الدين في العاصمة التركية أنقرة: "إن تصريح ماكرون حول "الإسلام في أزمة" في مدينة المسلمون فيها هم الأغلبية يتجاوز عدم الاحترام ويشكل استفزازا واضحا". موضحا أن تصريحات الرئيس الفرنسى الذى أدلى بها وحث فيها على إعادة هيكلة الإسلام تعد "وقاحة"، بحسب وكالة الأناضول .
وكان ماكرون قد أعلن يوم الجمعة الماضي عن خطة مثيرة للجدل ضد ما يسمى بـ "الانفصالية الإسلامية" في البلاد. وفي خطاب ألقاه في ضاحية لي مورو غرب باريس – وهي منطقة تضم عددا كبيرا من المسلمين – زعم ماكرون أن الإسلام "يعاني من أزمة في جميع أنحاء العالم".
وأثار البيان انتقادات بين المسلمين في جميع أنحاء العالم. وأكد أردوغان " أن مهاجمة المسلمين أصبحت أحد أهم أدوات السياسيين الأوروبيين لإخفاء فشلهم " .
وقال أردوغان إن بعض رؤساء الوزراء والرؤساء يلجئون الآن إلى هذه السياسة الرخيصة التى كانت تستخدمها الجماعات الفاشية من قبل لكسب الأصوات .
وأضاف أن "القادة الأوروبيين العالقين في السياسة الداخلية وفشلوا في السياسة الخارجية يحاولون التغطية على عدم كفاءتهم باستهداف الإسلام".
وتابع:"في الواقع، يريد ماكرون إخفاء الأزمة التي تواجهها فرنسا والمجتمع الفرنسي من خلال الحديث عن أزمة العالم الإسلامي. ومن المفهوم انه مع قانون مكافحة التطرف فان الهدف الرئيسى ليس مكافحة التعصب ولكن تصفية حسابات مع الإسلام والمسلمين "، وحث أردوغان ماكرون على التصرف كرجل دولة مسؤول، بدلاً من التظاهر بأنه حاكم استعماري.
وأضاف أنه في العديد من البلدان الغربية، تحمي الدولة نفسها العنصرية وكراهية الإسلام. وقال أردوغان إن "أولئك الذين ينحرفون عن أهدافهم بدلاً من مواجهة العنصرية وكراهية الإسلام هم الذين يضرون بمجتمعاتهم". وأردف:"إن وصم المسلمين – الذين يعيشون في المجتمع الفرنسي منذ نصف قرن – كـ "انفصاليون" سيؤدي إلى صراعات كبيرة، ولا يحق لأحد أن يخاطر بسلامة المسلمين للحياة والممتلكات أو حرية المعتقد والعبادة". كما أكد الرئيس أن تركيا تعارض الاستيعاب، في حين أنها تؤيد بشدة الاندماج.
خطوة آيا صوفيا
وفي حديثه عن خطوة تركيا بالسماح بالعبادة في مسجد آيا صوفيا الكبير، قال أردوغان إن البلاد "أزالت الظلال على استقلالها".
في 24 يوليو، أدى الأتراك صلاة الجمعة في مسجد آيا صوفيا الكبير لأول مرة خلال السنوات الـ 86 الماضية. شارك حوالى 350 ألف مسلم فى صلاة الجمعة يوم 24 يوليو داخل وخارج المسجد التاريخي فى اسطنبول ، أكبر مدينة فى تركيا، وفي 10 يوليو، ألغت محكمة تركية مرسوماً صادراً عن مجلس الوزراء في عام 1934 حول آيا صوفيا إلى متحف، مما مهد الطريق لاستخدامها كمسجد.
خدمت آيا صوفيا ككنيسة لمدة 916 عامًا حتى غزو اسطنبول، ومسجدًا من عام 1453 إلى عام 1934 – ما يقرب من 500 عام – وآخرها كمتحف لمدة 86 عامًا. في عام 1985، خلال فترة وجودها كمتحف، أضيفت آيا صوفيا إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي. بالإضافة إلى كونها مسجداً، تعد آيا صوفيا أيضاً من بين أفضل الوجهات السياحية في تركيا، وستظل مفتوحة للزوار المحليين والأجانب.
https://www.aa.com.tr/en/politics/macrons-remarks-on-islam-a-provocation/1997681