أعلنت حكومة الانقلاب عن رفع أسعار تذاكر المترو تزامنا مع تخفيض وزن رغيف الخبز من 110 جرامات إلى 90 جراما في حملة ممنهجة من حكومة السيسي للقضاء على الفقراء ومحدودي الدخل.
تأتي القرارات الأخيرة استجابة لاشتراطات صندوق النقد الدولي برفع الدعم عن السلع والخدمات وتقليل عدد موظفي الدولة.
وقال الدكتور مصطفى شاهين، أستاذ الاقتصاد بجامعة أوكلاند الأمريكية، إن الضرائب التي تفرضها الدولة على المواطنين مقابل الرسوم والخدمات العامة التي تتقدم للمواطنين، مضيفا أن رسوم استخراج الجوازات والبطاقات الشخصية وغيرها يجب ألا تسعر بتكلفتها الحقيقية لأن المواطن دفع ثمنها من الضرائب.
وأضاف شاهين، في مداخلة هاتفية لبرنامج وسط البلد على قناة "وطن"، أن حكومة الانقلاب تريد تحصيل المقابل على أي خدمة بل وتحقق فيها أرباحا، دون مراعاة ظروف محدودي الدخل وتداعيات انتشار فيروس كورونا، معلنا تأييده رفع الدعم عن الخبز بشرط دعم الفلاح المصري في زراعة القمح وتوفيره كسلعة استراتيجية تؤثر في الأمن القومي المصري.
وأوضح شاهين أن خطوة الدكتور باسم عودة بإلغاء الدعم على الدقيق ووضعه على رغيف الخبز كانت عبقرية ونجحت في وقف تهريب الدقيق وبيعه في السوق السوداء، مضيفا أن الديون الخارجية والداخلية تهدد مصر فلا توجد دولة يمكنها سداد أقساط سنوية وفوائد تزيد قيمتها عن تريليون جنيه.
وأشار شاهين إلى أن مصر مقبلة على أيام صعبة لأن حصيلة الضرائب أصبحت تذهب لسداد الديون وليس لتحسين الخدمات العامة، مضيفا أن الإجراءات التي تخذها السيسي برفع الأسعار ووقف البناء ورفع الدعم وتدهور الخدمات وارتفاع نسبة البطالة سوف تسرع من قيام ثورة جديدة.
ولفت إلى أن الشعب المصري يعاني انقساما حادا خلال الفترة الحالية بالإضافة إلى تدهور مستوى الخدمات سواء التعليم والصحة وانتشار الأمراض الاجتماعية وتدهور في كل المستويات والخدمات.
وأصدر جهاز الإحصاء التابع لوزارة التخطيط في مايو 2020م دراسة بعنوان "أثر فيروس كورونا على الأسرة المصرية"، التي كشفت أنه بسبب تداعيات فيروس "كورونا"، أصبح 56 في المائة من الأفراد المشتغلين يعملون أياما أقل أو ساعات عمل أقل، كما انضم نحو 26 في المائة من المشتغلين إلى طابور البطالة لتوقفهم عن العمل، وأصبح 18 في المائة من المشتغلين يعملون بشكل متقطع. وأنه ونتيجة انخفاض الدخل، أفادت نسبة 92.5 في المائة من عينة الدراسة بأنهم أصبحوا يعتمدون على أنواع أرخص من الطعام، كما خفضت غالبية الأسر من استهلاك اللحوم والطيور والأسماك، وقامت 36 في المائة من الأسر بتقليل كمية الطعام في الوجبات، كما قامت 20 في المائة من الأسر بتقليل عدد الوجبات، وأصبحت نسبة 50 في المائة من الأسر تعتمد عى المساعدات من الأصدقاء والأقارب.
ورغم هذه المؤشرات الخطيرة والمخيفة، إلا أن نظام عبدالفتاح السيسي يصر على سحق المصريين جميعا بالغلاء الفاحش؛ ولا يكترث لمثل هذه الدراسات ولا يبالي بردود الفعل الشعبية؛ وبالتالي قرر رغم تردي الأوضاع الاقتصادية لجميع المصريين باستثناء شلة الحرامية القريبة من السلطة، أن يرفع أسعار تذاكر القطارات بنسبة بين 30% إلى 150% وتذاكر المترو بنسبة 40% وأخيرا قرر رفع الدعم نسببا عن رغيف الخبز بنسبة 18% وذلك بخفض وزن الرغيف من 110جراما إلى 90 جراما فقط.