بعد إزالة حكومة السيسي أكبر منطقة تاريخية إسلامية في مصر، اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي غضب وسخط من نشطا ومثقفين إثر بدء الانقلاب هدم منطقة جبانة المماليك المعروفة أيضا بمقابر أو قرافة المماليك، بما فيها من مقابر تاريخية وآثار إسلامية تعود لنحو 5 قرون، وذلك لإنشاء طريق "محور الفردوس". ومما زاد حنق المعلقين على الإجراء الذي اتخذته حكومة الانقلاب أنها رفضت لمقابر اليهود بالبساتين أن الكوبري يمر حتى من فوقها أيضًا تم تجديدها وتأمينها.
وأوضح "ناشط" أنه سبق تحويل طريق أوتوستراد المعادى الذى كان يمر على مقابر اليهود بالبساتين الجينيزا، وتساءل "هل عجز هؤلاء المجرمين أن يحولوا مسار الكوبري كما فعل حسنى مبارك لتجنب تدمير مقابر اليهود؟!". وكشف نشطاء أنه تم إلغاء تخصيص أرض لعمل مدارس بحجة أن المنطقة أثرية، ولكن يبدو أن الكوبري أهم من المدرسة.
أكبر جريمة
وقال صابر مخلوف زيدان إن "هدم مقابر وقبب الاثار الاسلامية بالشكل ده وعدم نقلها اكبر جريمة حصلت للآثار وطمس تاريخ مصر عشان شويه كباري و اسمنت زياده فالبلد موافقين".
وأضاف أن "عظمة وفن المكان وحرمته مدفون فيه عمرو بن العاص رابعه العدوية الليث بن سعد العز بن عبد السلام والشافعي وكميه النقوش والمآذن المملوكية كان متحف مفتوح لو تم الاهتمام بيه يجيب ملايين كان بيشوه عشوائيات مبارك جه دلوقتي تم دكه تماما".
وعلّق حساب "أشعث أغبر" قائلا إن ما يحدث "أعمال تخريب ممنهجة لكل ما يعبر عن هوية مصر الإسلامية التي ما جاء العميل الصهيوني ونظامه إلا لتبديلها وربما توجه قريبا للفاتيكان لتقديم الاعتذار الرسمي عن غزو الإسلام لمصر واقباطها كما يروج إعلامه وعملاؤه لعمل مثل هذا فلا عجب فالقادم أدهي وأشد".
سلف ودين
وألمح الصحفي عمرو رضا، مساعد رئيس تحرير جريدة الجمهورية ورئيس التحرير الأسبق لمجلة الثقافة الجديدة، إلى أن مثل هذه الافعال يكون لها رد فعل مماثل فأشار إلى ما حكاه المقريزي عن الأمير جهاركس الخليلي، الذي نبش قبور الخلفاء الفاطميين وأسرهم وألقى برفاتهم في المزابل لكي يبني فوق مقابرهم خانه الشهير “خان الخليلي” : واتفق للخليلي في موته أمر فيه عبرة لأولي الألباب… حيث قتل وترك على الأرض عاريا وسوءته مكشوفة، وقد انتفخ وكان طويلا عريضا إلى أن تمزق وبلي، عقوبة من الله تعالى بما هتك من رمم الأئمة وأبنائهم”.
وأضاف أن "المفاجئة أن المقريزي نفسه تم نبش قبره وضاع للأبد في توسعات سابقة طالت حوش المتصوفة".
وقارن "منير" بين ردود الفعل الصامتة من البعض ووضعهم أنه ماذا لو حدث ذلك في عهد الرئيس محمد مرسي فقال: "ده لو كان حصل وقت مرسي مش بعيد كانوا حرقوا كل مباني الإخوان وحرقوا الإخوان نفسهم، لكن لأن العساكر هي اللي بتحكم فالناس حطة اوسخ جزمة في بقهم وساكتين!".
https://twitter.com/EL___masry/status/1285108122563084290
وفي امتداد سحيق للمقارنة كتب عبد العزيز المغربي عن الفاتح عمرو الذي يهدم السيسي مقبرته فقال "فتح عمرو بن العاص رضي الله عنه مصر ولم يخدش المسلمون مجرد خدش آثار الفراعنة.. ولما حل نابليون بمصر أمر جنوده بضرب تمثال أبو الهول فأسقطوا أنفه.. وأما الانجليز فسرقوا جميع كنوز والنفائس من مقابر الفراعنة، فأيهما المتحضر وأيهما المتخلف؟ ثم يأتيك جاهل يقول رأيت في الغرب اسلاما بدون مسلمين".
https://twitter.com/abomariya7/status/1284447109798932481
وأضاف الكاتب والأديب عصام عبد الحميد أن "أمة تتعامل مع تاريخها هكذا.. طبيعي أن تستنكر إعادة متحف أيا صوفيا لمسجد مرة أخرى وتقول باستعلاء كاذب لن يزيد الإسلام بفتحه شيئا.. هذه الأثار الإسلامية هي وجدان المسلمين يتنفسون من خلاله عبق نهضتهم عبر الحقب المتوالية.. واهمالها بهذا الشكل والتعامل معها بهذه الاستهانة هو محو متعمد لوجدان أجيال قادمة ونقش مكانها أعمدة الجهل بالأمجاد وفسخ روابطها وقطع التسلسل الطبيعي لتواصل الأجيال عبر تواريخ الأمم..حسبنا الله ونعم الوكيل".
وعلق الإعلامي عبدالعزيز مجاهد قائلا "مقابر المماليك نجت من حكم : العثمانيين والفرنسيس والانجليز وأسرة محمد علي وحكام الجمهورية " نجيب – عبدالناصر- السادات – مبارك – المجلس العسكري – مرسي" وهدمها السيسي !".