“معونة السيسي” تفتح شهية كورونا للانتشار السريع وتنتهك آدمية المصريين

- ‎فيسوشيال

فشلت سلطة الانقلاب حتى في أبسط قواعد التنظيم والإدارة، فبينما يحث المجتمع المدني والمنظمات الطبية وصحف وأبواق الانقلاب الإعلامية على توخي الحذر من تفشى كورونا، قرر العسكر فعل غير ذلك.

حيث تسبّبت صور ومقاطع فيديو بثها ناشطون للزحام والتكدس الشديدين أمام أفرع للبنوك فى مصر، فى غضب شديد بين رواد السوشيال ميديا، بعدما جاءت الأعداد الضخمة التى وقفت فى زحام شديد لصرف "إعانة كورونا" المقدمة من وزارة التضامن الاجتماعي بقيمة 500 جنيه للعمالة غير المنتظمة، إلا أنها كشفت عن انتهاك لآدمية المصريين، وتسبّب الأمر فى زيادة أعداد المصابين بالفيروس القاتل.

ماذا عن الفقراء؟

حسب آخر تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، ارتفعت معدلات الفقر في البلاد لتصل إلى 32.5%، مما يعني وجود أكثر من 32 مليون فقير يواجهون أعباء الحياة يوما بيوم، حيث يعتمد ملايين المصريين على العمل اليومي غير النظامي.

وبحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، يوجد 11.85 مليون عامل (عمالة غير منتظمة) من أصل 25.7 مليون مشتغل، ولا يتمتعون بتأمين صحي أو معاش اجتماعي، وأجور منتظمة.

وغردت حسابات على "تويتر" تدين التزاحم الشديد والانتهاك الأدنى والنفسى للمصريين، حيث كتب حساب "عاقل مجنون": "يعنى ليل نهار تقولوا ممنوع التجمع وفى نفس الوقت تتسببون فى إصابة المئات بكورونا.. فعلا شبه دولة".

الصحفي والمغرد الشهير "سى سلامة عبد الحميد" سخر من الموقف فقال: "دي مش تجمعات لفحص #كورونا.. ولا حملة انتخابية، ولا مظاهرات.. الناس متجمعة أمام البنك في ميدان سفنكس عشان تقبض 500 جنيه إعانة بطالة. والشرطة واقفة تتفرج بعكس كل إجراءات الوقاية من المرض. يا فرحة قلب الفيروس بيكم".

صرف 500 جنيه

وبدأت وزارة القوى العاملة في حكومة الانقلاب، اليوم الثلاثاء، صرف منحة للعمالة غير المنتظمة المتضررة من تداعيات أزمة كورونا مقدارها 500 جنيه شهريا لمدة 3 أشهر.

وأعلن وزير القوى العاملة محمد سعفان، في بيان له أمس الاثنين، عن أن العمالة غير المنتظمة التي سيتم صرف المنحة لها تصل إلى مليون و500 ألف عامل.

وباء وانتهاكات

كما هاجم مغردون نظام المنقلب عبد الفتاح السيسي الذي تسبب في هذا الزحام، وسبق ووعد بها في بداية الأزمة، وأوصل بسطاء إلى المغامرة بحياتهم من أجل صرف مبالغ زهيدة. وكتبت أمل: "‏‎الناس غلابة.. بيتعلقوا بقشة في ظل الظروف إللي احنا فيها دي".

وتساءل سامح صفوت: "‏‎‎بس ده بيساعد في زيادة عدد الإصابات، يعني أديله 500 جنيه ولو اتصاب مش لاقي مكان أعالجه فيه". وفسر محمد صلاح: "‏‎هتعمل ايه الناس إن مموتهاش كورونا هتموت من الجوع مفيش خيار تالت".

صفحة "أخبار مكملين" التابعة للقناة كتبت: "رغم التحذيرات بعد التجمعات لمواجهة #كورونا.. زحام شديد أمام #البنك_الأهلي من أجل 500 جنيه إعانة وزارة القوى العاملة للعمالة غير المنتظمة.

ونشر توتو صورة أخرى: "‏انهاردة من ساعة تقريبا المنظر ده في البنك الأهلي أسيوط وهما بيصرفوا الـ500 جنيه!! #كورونا_مصر".

وكتب ممدوح عيسى: "‏ده نتيجة إن شخص معندوش ضمير يؤلف خبر إن البنك الأهلي بيوزع الإعانات وللأسف الناس محتاجة وبتجري ورا أي أمل.. ربنا يرحمنا".

كما غرد الإعلامي محمد ناصر فقال: "طيب يا ريت الحكومة بس تنظم للناس الموضوع بدل ما يكون بالزحمة دي.. علشان المفروض التجمعات بالشكل ده خطر وبتتسبب في نقل الفيروس".

متضررون فمن لهم؟

وإليك نماذج تستحق صرف إعانة كورونا التي لا تكفى "رغيف خبز" كما يقولون ومنهم:-

السائقون

منذ صدور قرار الحظر، ترتب عليه وقف الحركة خاصةً ركاب الميكروباص أو التاكسي وحتى التوك توك، وهو ما أثار غضب الكثير منهم لمطالبتهم بدفع أقساط والتزامات عليهم.

عمال المطاعم

فئة كبيرة نازحة من محافظات الدلتا والصعيد تضررت كثيرًا بسبب قرار الحظر، منهم من يسعى لتكوين حياة جديدة من جنيهات يومية كان يتقاضاها، وبعد قرار الحظر قرر عدد كبير منهم الذهاب لمحافظاتهم وعدم تجديد إيجار الغرفة التي كانوا يمكثون بها.

البائعون

وكحال الآخرين، يقف البائعون بعد قرار الحظر بين مطرقة البيع السريع وقلة الدخل.

فبائع الخضراوات والفاكهة وأصحاب المخابز وغيرهم الكثير من البائعين وقعوا في دائرة المظلومين الذين تحملوا ضريبة القرارات الحكومية الأخيرة من الحظر وغالبيتهم من الأميين والمطحونين والمغتربين من محافظات مصر.

"القهوجية"

ويدخل العاملون في المقاهي "القهوجية" ضمن شرائح الفئات المظلومة من قرار الحظر، حيث إن تلك القرارات أثرت عليهم بعد غلق المقاهي والكافيهات، ولايجد زبونًا يقدم له القهوجي "الشاي أو القهوة أو النسكافيه أو البيبسي.

الفواعلية

من أصعب وأشد المهن التي لحق الضرر بهم، فهم لا يجدون رغيف الخبز الحاف، بعد القرار الذى أثّر عليهم وعلى أسرهم، خاصةً أن أغلبيتهم من سكان الصعيد.