كشف تقرير صحفي عن تراجع الدور المصري، حتى أصبح لعبة بين المتنافسين العالميين (الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا).
وكشف التقرير المنشور على مجلة The National Interest الأمريكية، عن أن المناورات الأخيرة بين مصر والولايات المتحدة، المسماة بـ”النجم الساطع”، أحدثت علاقة دافئة بين الجانبين منذ انتخاب الرئيس دونالد ترامب، وتساءلت المجلة: “هل ستستمر العلاقات الأمريكية- المصرية الدافئة؟ وإذا ما تدهورت على خلفية عقوبات الكونغرس بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، فهل يمكن أن تكون روسيا مستعدة لقلب مصر لتصبح حليفتها هي؟ في حين أنَّ ذلك قد يكون غير مُتصوَّر بالنسبة للدبلوماسيين الذين نظروا على مدار جيلٍ من الزمن إلى توجه مصر نحو الغرب باعتباره أمرا مُسلَّما به، فإنَّ الإجابة للأسف هي نعم.
وأشارت المجلة إلى الصراع التاريخي على مصر منذ الحرب الباردة، كانت مصر جائزة، وكانت من الأهمية بما يصعب معه تجاهلها. على سبيل المثال، لم يقف الرئيس الأمريكي “دوايت آيزنهاور” في وجه إسرائيل وفرنسا وبريطانيا العظمى، بعد غزوهم لمصر من أجل إلغاء قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس. لكنَّ مصر مع ذلك انتقلت إلى الفلك السوفييتي، وخضع الطيارون المصريون للتدريب في روسيا، وتُوِّج الأمر في النهاية بمعاهدة صداقة في عهد خليفة عبد الناصر، أنور السادات. حتى أعاد الرئيس الراحل أنور السادات مصر للحضن الأمريكي، بعد اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل.

وقالت المجلة، إنه في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إزاحة النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط وترسيخ مكانة روسيا كقوة عظمى، أصبحت القاهرة في مرمى موسكو على نحوٍ متزايد، مشيرة إلى موافقة بوتين على استئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، والتي كانت قد عُلِّقَت في العام نفسه بعد هجومٍ إرهابي أسقط طائرة ركابٍ روسية، الأمر الذي أسفر عن مقتل أكثر من مائتي سائح روسي على متنها.
تأتي هذه الخطوة في الوقت نفسه الذي حجبت فيه لجنة المخصصات المالية بمجلس الشيوخ الأمريكي 300 مليون دولار من المساعدات إلى أن تُعوِّض مصر أمريكيا، أُصيب بعدما أطلق الجيش المصري النار على مجموعة من السياح قرب الحدود الليبية.
وأوضح التقرير أن نظام الانقلاب حائر بين عودة السياح الروس ومقاومة مطالب صندوق النقد الدولي الصارمة للإصلاح، إلى جانب هذا، فإنَّ الشراكات الاقتصادية بالنسبة لموسكو لها دوافع مستترة.
