تتساوى تعليقات الراقصة فيفي عبده مع ضابط الشرطة الذي خرج على موقع “تويتر” ورجل الأعمال نجيب ساويرس، حول الزيادات الجنونية التي شهدتها مصر خلال اليومين الماضيين بعد رفع سعر الوقود وتذاكر المواصلات وتعريفة الكهرباء والمياه، حيث جاءت تعليقات شعب السيسي من أصحاب الحظوة على نغمة واحدة، وضعتها الراقصة فيفي عبده وسار عليها الجميع، وهي: ” الغلبان يمشي على رجله ولازم يستحمل عشان احنا نعيش”.
سياسة فيفي عبده
هكذا تمحورت تعليقات شعب السيسي، من أبناء الفن الهابط والرقص الخليع، ورجال قروض مبارك الذين كونوا المليارات على حساب الفقراء، لتعلنها مدوية أن الفقراء عليهم الصبر وتحمل القهر والجوع لعيش الأغنياء فقط.
وعلقت الراقصة فيفي عبده قائلة: “إن العيش في مصر “نعمة”، مُضيفة: “احنا في بلد نعمة واللي يكرهها يعمى.. احنا في بلد ماحدش يعرف يعوضها أبدًا، وأنا فخورة إني مصرية”.
وعن تأييدها لرفع أسعار البنزين في تصريحات سابقة، أوضحت: “الغلبان ما عندوش عربية عشان يحط فيها بنزين.. الغلبان بيمشي على رجليه”.
وأشارت “عبده” إلى أن المعترضين على زيادة أسعار البنزين من المفترض ألا يُصدّروا “الغلابة” في اعتراضهم، مُتابعة: “مامعكش ماتمونش بنزين.. لكن إيه دخل الغلبان في الحاجات دي.. وليه نتكلم على الحاجات الأقلية في البلد”.
ورد عليها الكاتب الصحفي سليم عزوز قائلا: ” ما هو يا فيفي لولا انه دولة العسكر بتعز الفن كان زمانك بتمسحي سلالم دوار العمدة في بلدكم بلقمتك!.. وكان زمانك مثل الغلبان اللي بيمشي على رجليه”.
أبو 50%.. اصبروا
خرج أحد ضباط الشرطة ليسجل فيديو قصيرا للتعليق على زيادة الأسعار الأخيرة، وطالب الفقراء بأن يصبروا على ارتفاع الأسعار، مبررا ذلك بأنه قرار من أجل استكمال ما يسمى بخطة “الإصلاح الاقتصادي”.
وعلق على الفيديو الناشط السياسي عمرو عبد الهادي قائلا: ” ضابط من ابو ٥٠% بيطالب المصريين يصبروا على الغلاء
البيه الضابط
راتبه ١٥ الف جنيه
شقته مجانا من الداخلية
مصيفه مجانا من الشرطة
سيارته بالقسط من الداخلية
مبيدفعش مخالفات
مبيقفش طوابير
وفي الاخر الكذاب يقول انه زي الناس مش لاقي ياكل”.

ساويرس والمياه العكرة
فيما لعب المهندس نجيب ساويرس، على وتر “الميا العكرة”، وطالب المصريين الصبر علي قرارات رفع أسعار المحروقات.
وقال رجل الأعمال إنه لا يطلب الصبر لأنه “مرتاح”، لكن الدواء مر، بحسب تغريدته علي حسابه الشخصي علي موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
وكتب ساويرس:” طبعا الغلا صعب لكن اللى عايزين يصطادوا فى الميه العكرة أصعب.. فنصبر معلش.. و بكرة إن شاء الله أحسن.. وأنا مش بقول كده علشان أنا مرتاح لا.. بس دايما العلاج مر”.
شعب السيسي المختار
وعلق الكاتب الصحفي وائل قنديل على استفزاز شعب السيسي للغلابة، قائلا: “يمكنك أن تطلق عليهم “شعب السيسي المختار” المكون من أثرياء صندوق النقد ونادي أصدقاء الفساد وجمعية منتفعي الاستبداد، وما تبقى من”إنسان 30 يونية” يصحو ليجد نفسه بمواجهة لحظة الحقيقة: هذا نظام ينفذ مهمة واحدة، هي قتل أي فرصة لحياة كريمة في وطن محترم”.
وأضاف قنديل خلال مقاله اليوم الاثنين، “هذه معادلة السيسي وجمهوره طوال الوقت: لابد من قتل المواطن حتى تحيا الدولة، وهو جمهور بات محدوداً للغاية، في ظل اكتواء غالبية المجتمع المصري بنار الحقائق المؤلمة”.
وأوضح أنه لم يكن غريباً أو مفاجئاً أن يستعيد السيسي وجهه العكاشي، ضمن ثلاثة أشياء فعلها قبل الإقدام على الخطوة الأعنف في القرارات الاقتصادية المدمرة للسواد الأعظم من المصريين:
أولا، اعتقال عدد كبير من الناشطين السياسيين. ثانيا، استدعاء خبير الشعوذة الإعلامية توفيق عكاشة من المخازن، لينهال على البسطاء بمقدّمات مخابراتية، تتحدث عن حتمية إلغاء الدعم ورفع أسعار الغاز والوقود. ثالثا، تعيين وزير دفاع، أهم ما في سيرته الذاتية أنه منفذ المذبحة الكبيرة الأولى في افتتاح عصر السيسي، ووزير داخلية من جهاز أمن الدولة رأساً.
وأكد أنه من المهم هنا ألا ننظر إلى جمهور انقلاب السيسي باعتباره كتلة واحدة، فالحاصل أننا بصدد ثلاثة قطاعات، أولها يتكون من مجموعة المستفيدين من كل هذا الخراب، رجال الأعمال من أبناء صندوق النقد، وسياسيين يحملون من الكراهية لثورة يناير وقيمها، ما يكفي لحرق مصر على من فيها.
ثم مجموعات “مواطنين شرفاء”، لا تجد نفسها إلا في هذا المناخ المسموم، ممن ارتضوا، منذ البداية، أن تكون قطرة البنزين أقدس من قطر دم الأخ والجار.
والقطاع الثالث، وهو الأهم والأوسع، بما لا يقارن، هم ضحايا أكبر عملية خداع وغسيل مخ، مارسها عليهم سياسيون ومثقفون، ساقوهم إلى محرقة لم تخمد حتى الآن.
وأوضح قنديل أن هؤلاء الآن يصرخون، فلا يجدون من يغيثهم، أو يخاطبهم أو يتحدّث إليهم، كانوا حاضرين حتى شهور مضت، في قضية جزيرتي تيران وصنافير، لكن الذين مارسوا كل أشكال التضليل لكي يخرجوا في يونيو/2013، عادوا ومارسوا نوعاً من التدجين والتسكين عليهم في 2016، فامتصوهم من الشوارع والميادين، واقتادوهم إلى أضابير المحكمة، ثم سلموهم إلى اليأس والإحباط والإحساس باللاجدوى من أي شيء.
يذكر أن وزارة البترول والثروة المعدنية قد أعلنت، صباح السبت، أن مجلس الوزراء أقر زيادة أسعار المنتجات البترولية، على أن تكون الزيادة على النحو التالي: البوتاجاز المنزلي 50 جنيها للأسطوانة والتجاري 100 جنيه للأسطوانة، وبنزين 95 بنحو 7.75 جنيه للتر وبنزين 92 بنحو 6.75 جنيه للتر وبنزين 80 نحو 5.50 جنيه للتر.
أما الكيروسين، فقد بلغ 5.50 جنيه للتر والسولار 5.50 جنيه للتر، والمازوت “باقي الصناعات” 3500 جنيه للطن، مع ثبات سعر الصناعات الغذائية والكهرباء والأسمنت، إضافة الى غاز تموين السيارات 2.75 جنيه/م3. كما تم رفع سعر تذكرة هيئة النقل العام لثلاثة جنيهات لكافة الأتوبيسات العامة بالهيئة.