تصريحات السيسي فنكوش.. الصيادون لا يجدون الطعام والتلوث قضى على الأسماك

- ‎فيتقارير

في الوقت الذي اعتمد قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي ملايين الجنيهات على مشروعات الاستزراع السمكي كشف تقرير صحفي معاناة الصيادين، من الانهيار الذي يهدد بالقضاء على الثروة السمكية بسبب انتشار التلوث.

ويعتمد الصيادون على الأسماك التي تنتج من بحيرات البرلس والمنزلة وادكو ومريوط والبردويل وقارون وغيرها، وتبلغ أكبر مساحات هذه البحيرات حوالي ‏165‏ ألف فدان بطول ‏90‏ كيلو مترًا وعرض يتراوح ما بين ‏1‏ ـ ‏22‏ كيلو متر، وأقل بحيرة تبلغ مساحتها حوالي 16 ألف فدان، على الرغم من ذلك تعيش الثروة السمكية أوضاعا سيئة فى تلك الفترة سواء داخل المياه أو خارجها، وهو ما يتمثل في سوء أحوال البحيرات فى المحافظات، وذلك بسبب نشاط الإنسان غير الآدمي.

وأصيبت المياه بالتلوث في حال تغيرات بعض العوامل الكيميائية أو الفيزيائية، وهذا التلوث لا يهدد حياة البشرية بشكل مباشر فقط وإنما بصورة غير مباشره، فالتلوث يهدّد الحياة البشرية والبحرية في البحار والمحيطات والأنهار.

أوضاع مأساوية للصيادين

ونقلت صحيفة “البوابة” التابعة لسلطات الانقلاب، مشكلات عدد من البحيرات لرصد مشاكل الصيادين وأوضاعهم، وقال “بكري” صياد ببحيرة البرلس: “يشهد الصيادون معاناة يومية بسبب التلوث الذي تشهدها البحيرات وعدم وصولهم إلى قوت يومهم رغم التعب والمشقة، وانخفاض نسبة إنتاج البحيرات يرجع إلى عدم التطهير من الملوثات التي تتسبب في موت الأسماك التي كانت تتميز بها البحيرات مثل بحيرة البرلس”.

وأضاف أن الصيادين أصبحوا لا يجدون قوت أولادهم، وعدم استكمال مشروع التطهير الذي كانت تقوم به شركة «المقاولون العرب» ومنع اللانشات المخالفة للقانون وإلغاء العقود المبرمة وذلك من خلال هيئة الثروة السمكية للأراضي.

كما طالب بكري، بتفعيل قانون الصيد على جميع الصيادين، وتطبيق الدولة لقانون التأمينات على الصيادين للحفاظ على حقوقهم ودعم شرطة المسطحات بالقوات اللازمة للحفاظ على البحيرات من التلوث، مؤكدًا أن الصيادين مهمشون، والإهمال يغمرهم وأن أقصى ما تقوم به وزارة البيئة هو عمل غرامة فقط، رغم وجود تصريحات للسيسي بتطهير البحيرات وغلق الشركات المخالفة التي تهدد حياة المواطنين وتدمر الثروة السمكية، في الوقت الذي لن تسمح الميزانية المحددة لهيئة الثروة السمكية بالقيام بتطهير البحيرات أو بالحفاظ عليها.

عوامل التلوث

وأكد الدكتور محمد عبد العزيز رئيس قسم أمراض الأسماك، أن عوامل التلوث ومخالفات الصيد التي يتبعها الصيادون في معظم البحيرات والأنهار تؤثر على تقلص انتاج الأسماك، على الرغم من أن مساحة بحيرة ناصر تبلغ حوالي 5 آلاف كيلو مربع، وهي مساحة كبيرة للغاية، على خلاف مساحة بحيرة المنزلة 118 ألف فدان، ومساحة بحيرة البردويل حوالي 162 ألف فدان، والتي تأكل انتاجهم بسبب التعديات عليها التي يتعرضون لها من قبل الصيادين ومعظم الأهالي التي يلقون بها القمامة والتي تؤثر على الثروة السمكية والمظهر الجمالي والشكل العام.

وأشار إلى وجود أهمية اقتصادية كبيرة جدا لتلك البحيرات وذلك لما تتميز به من أعماق سطحية وحركة مياه هادئة، وتعتبر هذه البحيرات حضانة ومربى للأسماك التجارية بمختلف أنواعها، مؤكدا أن تلوث البحيرات والأنهار تؤثر بالسلب على الثورة السمكية التي يعتمد عليها معظم الأهالي الصيادين كمصدر رزق لهم في الحياة المعيشية.

وتابع: “تعرّض المياه التي يعتمد عليها الإنسان للتلوث بمثابة نقصان للأكسجين في أو نمو البكتيريا والميكروبات المسببة للأمراض سيؤثر في نهاية المطاف على الإنسان ويهدد حياته، وتتلوّث المياه بفعل النشاطات الطبيعية، وتزداد بسبب زيادة معدل التبخر مقارنة بالمصادر المغذية وقد يتغير مذاقها ورائحتها”.

وأفاد بأن إعادة تدوير وتنقية مياه الصرف الصحي، والتي يمكن استغلالها في سقاية الأراضي الزراعية والنباتات، وذلك بدلًا من تسربها إلى مياه الأنهر والبحار أو أعماق التربة التي تتسبب في تلوثها، ومنع النشاطات الصناعية والكيميائية في المناطق القريبة من المياه كالآبار أو الينابيع والأنهر والبحيرات، وذلك لعدم وصول مخلفاتها لهم، ومحاولة إيجاد حلول مناسبة لمنع تلوث الهواء التي يتسبب في تلوث البيئة بشكل كبير في بخار الماء المكون للأمطار، وإخضاع المياه للتحاليل الدورية لمختبرات مختصة في المجال بهدف توفير مياه النقية ضمن مقياس مناسب لاستخدام الإنسان، إعادة تدوير مخلفات المصانع، التي تلقى في المياه والتخلص منها بطريقة بدائية تساعد في تلوث الماء والتي توصل إلى مياه البحار.