يبدو أن مصر والعالم العربي والإسلامي في انتظار مؤامرة صهيونية جديدة بقيادة عبد الفتاح السيسي، من خلال استغلال عشق ملايين العرب والمصريين لكرة القدم، واتخاذها مدخلا للتطبيع العلني مع الكيان الصهيوني، لتفتح سلطات الانقلاب في مصر تحت شعار الحرب على قطر، الباب للكيان الصهيوني لتوجيه الأمة العربية والإسلامية عن طريق قناة “مكان” الصهيونية التي هللت وسائل الإعلام في مصر لإعلانها عن بث مباريات كأس العالم روسيا 2018 مجانا لمصر والأردن.
هكذا نستطيع أن نقول: “هنيئًا للإسرائيليين بدخول البيوت العربية (مصر والأردن ولبنان) من خلال نقل مباريات كأس العالم على قناة “مكان” الإسرائيلية، ودس السم في العسل بما ستبثه من إعلانات وتوجهات ستلقي بأثارها السلبية على أفكار الشباب العربي في المرحلة القادمة”، تحت شعار أن هذا البث سيضرب حقوق بث قطر وقنوات الجزيرة الرياضية التي تحتكر ذلك بحسب مزاعم حلف (عرب صهيون).
فقبل 3 أشهر من انطلاق مونديال كأس العالم 2018 بروسيا، أعلنت سلطة البث الإسرائيلية، حصولها على حقوق بث المباريات في روسيا للمرة الأولى وطرحها مجانًا للمشاهدين في مصر والأردن.
وأثار الإعلان الإسرائيلي المفاجئ، تساؤلات حول موقف مصر من إذاعة مباريات المونديال الذي يشارك به المنتخب المصري بعد غياب 27 عاماً، عبر شاشات التليفزيون المصري.
ونشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر صفحتها على “فيسبوك” أن طاقماً من الإعلاميين سيقوم على بث مباريات المونديال باللغة العربية، حيث يتم بث المباريات في التليفزيون وعبر موقع قناة “مكان” بالتوازي مع البث العادي باللغة العبرية، وهو ما يعني أن دولاً مثل الأردن ومصر، سيتمكن مشاهدوها من مشاهدة مباريات كأس العالم من خلال هذه القنوات الناقلة للمونديال.
هشام رشاد، نائب رئيس التليفزيون المصري للبرامج الرياضية، أكد في تصريحات صحفية، أن الهيئة الوطنية للإعلام لم تستقر حتى الآن على ما إذا كان سيتم شراء حقوق بث مباريات كأس العالم من عدمه، مشيرًا إلى أن المبلغ المطلوب دفعه لإعطاء مصر حقوق بث الدور الأول للبطولة، والمقدر بـ20 مليون دولار، هو مبلغ كبير ولا يمكن دفعه من جانب التليفزيون المصري.
وألمح رشاد لما اعتبرته وسائل إعلام الانقلاب بأنه “ضربة معلم ضد قطر” بأن احتكار “بي إن سبورتس” القطرية بث مباريات كأس العالم والبطولات التي تذيعها في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية من خلال البث باللغة العربية، يعطي الحافز للمشاهد العربي لمشاهدة القناة الإسرائيلية التي تخالف تمامًا هذه السيطرة بعدما أعلنت إذاعة المونديال مفتوحًا للجماهير وباللغة العربية.
وسبق أن تصدت “بي إن سبورتس” لبعض القنوات التي اخترقت هذه الحقوق ومنها قناة “دهوك” العراقية التي أذاعت مباريات بدوري أبطال أوروبا دون تشفير، وتم منعها بعد شكاوى من القناة القطرية، وحدث الأمر نفسه من جانب قناة “تيلي تشاد” التي أعلنت عن بث مباريات بطولة أمم إفريقيا 2017، وأذاعت بالفعل قبل أن تشكو “بي إن سبورتس” للاتحاد الإفريقي ويمنع بث المباريات.
إعلام السيسي يزف الخبر
وسائل إعلام عبد الفتاح السيسي في مصر زفت إلى الأمة نبأها السعيد أن إسرائيل قرّرت إدخال البهجة على المصريين والعرب ببث مباريات مونديال روسيا على قنواتها التلفزيونية مجاناً، وتبارى المحللون والمعلقون الرياضيون والسياسيون في الاحتفال بهذه المكرمة، بل كاد أحدهم يرقص فرحاً بهذا الانتصار الصهيوني على شبكة “بي إن سبورت” العربية القطرية، داعياً الجماهير إلى الحج إلى محطات التلفزة الإسرائيلية.
واحتفل إعلام الانقلاب بما اعتبروه “الجول” الذي سجلته إسرائيل، لحساب المصريين، في شبكة “بي إن سبورت”، كما احتفل كبيرهم الذي علمهم الانبطاح والتبعية بما سماه “الجول” الذي سجلته القاهرة في شبكة تركيا وقطر، بأقدام صهيونية، حيث حصلت على 15 مليار دولار وعشر سنوات من الوجود على الأراضي المصرية، ضمن صفقة استيراد الغاز الإسرائيلي، المسروق من المياه اللبنانية والفلسطينية.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان عبد الفتاح السيسي ولاءه التام وخضوعه الكامل لما يراه دونالد ترامب، ويكشف لأول مرة عما أسماه جنرال 30 يونيو “صفقة القرن”.
ووفقاً لما جاء فى بيان نشرته صفحة إسرائيل تتحدث العربية، عبر صفحتها على “فيس بوك” والتابعة للحكومة، أن مباريات كأس العالم على قناة “مكان” سيتم بثها باللغة العربية، بالتوازى مع البث العادى باللغة العبرية.
وكلفت حقوق البث السلطات الإسرائيلية 6.3 مليون يورو، وستتمكن دول الأردن ولبنان ومصر والضفة الغربية من مشاهدة المباريات مجاناً، حيث تستقبل أجهزة البث فى هذه الدول قنوات التليفزيون الإسرائيلى عبر الأقمار الصناعية.
وحاولت سلطة البث الإسرائيلية فى 2010 بث مونديال جنوب أفريقيا بالعربية، إلا أن شكوى من قناة “الجزيرة”، صاحبة الحق الحصرى وقتها فى بث المونديال بالعربية فى الشرق الأوسط، أوقفت المشروع.
وسوف تستضيف روسيا بطولة كأس العالم لكرة القدم لأول مرة فى تاريخها فى الفترة الممتدة بين 14 يونيو و15 يوليو 2018، وسيتواجد المنتخب المصرى فى المجموعة الأولى مع كل من المنتخب السعودى، وروسيا المستضيف، بالإضافة إلى أوروجواى الذى سيواجه الفراعنة فى الجولة الأولى من البطولة يوم 15 يونيو على ملعب “سان بطرسبرج”.
فيما اعتبرت صحيفة “اليوم السابع” المخابراتية، أن “بي إن سبورتس” بعد إعلان القناة الإسرائيلية ستتعرض لخسائر فادحة نتيجة احتكار كل مباريات كرة القدم والبطولات الكبرى.
واعتبرت الصحيفة المخابراتية أن إعلان القناة الإسرائيلية صفعة جديدة من إسرائيل بالإعلان عن بث مباريات كأس العالم بالمجان لتضيف خسائر جديدة لـ”بى إن سبورتس” التى قامت بشراء حقوق بث مباريات كأس العالم 2018 و2022 وكأس أمم أوروبا وكأس أمم آسيا وكأس أمم أفريقيا ودورى أبطال أوروبا ودورى أبطال آسيا ودورى أبطال أفريقيا وبطولات دولية وقارية وإقليمية ووطنية ومنافسات الأولمبياد حتى عام 2022 بقيمة مالية تجاوزت 10 مليارات دولار أمريكى.
وكشفت الصحيفة عن تحرك سلطات الانقلاب في مصر والإمارات والسعودية، لمحاولة إيجاد حل لما يسمى بالحقوق التليفزيونية الرياضية التى تمتلكها الشبكة القطرية على مستوى العالم وأوروبا وآسيا، لإتاحة بث المباريات فى مصر والسعودية والإمارات ودول عربية وخليجية أخرى، من خلال شرعنة مشاهدة القناة الإسرائيلية.
ويستند التكتل السعودى الإماراتى المصرى إلى أن ما يجرى فى المنطقة العربية لا يجرى فى أوروبا من ناحية احتكار بث المباريات، وبحسب وسائل الإعلام، فإن المحكمة الأوروبية قضت بصفة نهائية بأن دول الاتحاد الأوروبى لديها الحق فى منع بث كأس العالم وكأس أوروبا لكرة القدم على قنوات مشفرة، وطالبت الاتحادين الدولى والأوروبى للعبة ببثها على قنوات مجانية.
وقال راشد الأميرى، مدير قنوات دبى الرياضية في تصريحات صحفية، إنه لا مناص ولا مفر من إيقاف الاحتكار الذى تمارسه الشبكة القطرية على مستوى 21 دولة عربية، موضحا أنه حان الوقت كى يتدخل صناع القرار فى الدول العربية الكبرى لإتاحة المجال للمشاهدين العرب للمشاهدة المجانية.