بعد بيع تيران وصنافير.. السيسي يتفاهم مع البشير على إدارة مشتركة لحلايب وشلاتين

- ‎فيتقارير

في تطور جديد لأزمة حلايب وشلاتين، كشف وزير الإعلام والاتصالات السوداني، بشارة جمعة، أن السودان اتفق مع سلطات الانقلاب في مصر على حل توافقي لحل الأزمة، مؤكدا أن قضية حلايب وشلاتين متوافق عليها رسميًّا بين البلدين، في إطار المنهجية المعروفة ووضع أطر لها.

وعلق جمعة على “التناوش الإعلامي” بين مصر والسودان بسبب أزمة حلايب وشلاتين، بأنه لا ينبغي لهذه القضية أن تكون ذات أولوية وتظهر على سطح العلاقات المصرية السودانية بصفتها قضية إعلامية.

وأضاف خلال لقائه مع برنامج “رأي عام”، المذاع عبر فضائية “ten”، مساء أمس الخميس، أن التناول الرسمي للجانبين المصري والسوداني، لهذه القضية انتهى إلى التوافق على حلها، وفقًا لمنهجية وأطر معروفة، مشيرًا إلى أن هناك لجانًا خاصة تعمل في هذه الإطار، كما أوضح أنه تم فصل هذه القضية بعيدًا عن التناول الإعلامي؛ لتتناولها الدولتان في إطار سياسي ودبلوماسي، متابعًا أن هذه القضية لها عدد من الأبعاد، ومن الممكن حلها بقدر من التفاوض والحوار بين الطرفين المصري والسوداني.

إدارة مشتركة

ويبدو أن السيسي خلال زيارته الأخيرة للسودان ومقابلة الرئيس السوداني عمر البشير، اتفقا على تشكيل إدارة مشتركة بين البلدين لإدارة مثلث حلايب وشلاتين المتنازع عليه.

وهذا ما كشفته مصادر بالخارجية السودانية، في تصريحات صحفية قبل بضعة أشهر، أن البشير أبدى قبوله لتنفيذ المقترح، وأن اللقاء مع السيسي كان من أجل الاتفاق النهائي على شكل هذه الإدارة، بعد وساطة قام بها جهاز الاستخبارات الأمريكي CIA بين البلدين.

و أكد وقتها أستاذ القانون الدولي بالسودان، البروفسير عبد الكريم عثمان، أنه توقع أن يصدر من الطرفين تأكيدا أو نفيا لما كشفه موقع “أفريكا أنتليجنس” قبل ذلك بتكوين إدارة مشتركة، ولكن يبدو أن الطرفين المصري والسوداني اتفقا على الصمت وعدم التعرض لهذه القضية، التي يبدو أنهما لم يتوصلا لقرار نهائي بشأنها، مشيرًا إلى أن المقترح المصري يؤكد أن الموقف السوداني هو الأقوى فيما يتعلق بملف حلايب وشلاتين.

حل الأزمة

وأكد عثمان وقتها أن هذه الخطوة تمثل حلاًّ مهمًّا في سبيل حل الأزمة، وهو تراجع واضح من القاهرة التي ضمت المثلث الحدودي في أعقاب محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك بأديس أبابا، ولكن يبدو أنها خطوة غير مقنعة للخرطوم التي رفضت مؤخرًا اتفاقية ترسيم الحدود المصرية السعودية المتعلقة بجزيرتي تيران وصنافير، بعد أن ضمت مثلث حلايب وشلاتين ضمن الحدود البحرية المصرية، على الرغم من القرار الأممي السابق بأن المثلث يقع ضمن الحدود السودانية.

ومع تنامي المطالب السودانية بأخذ حلايب وشلاتين، على غرار حصول السعودية على تيران وصنافير، كشفت مصادر أن السيسي يريد حلاًّ مع السودان بشكل توافقي حول هذه القضية، نتيجة الضغو التي يجدها في ملف المياه مع إثيوبيا.

وقالت: إن لقاء البشير مع السيسي الأخير شهد العديد من بحث الملفات التي كانت بحاجة لقرارات نهائية من كليهما، ولكن يبدو أنها لم تكتمل، مثل موافقة البشير على المقترح المصري بالإدارة المشتركة لحلايب وشلاتين، وهو ما كان مجال حديث الإعلام السوداني خلال الأسابيع الماضية، والتي كشفت عن موافقة البشير على المقترح ولكن بشرط أن تكون الإدارة مؤقتة وليست دائمة.

وتؤكد المصادر أن الخرطوم يراهن على أن السيسي سبق وأن تنازل للسعودية على جزيرتي تيران وصنافير، كما تنازل لإسرائيل عن إحدى الجزر في البحر المتوسط والتي تبين أنها كنز كبير للغاز، وهي التنازلات التي قدمها السيسي من أجل بقائه، وبالتالي فالخرطوم يراهن على أن مزيدا من الضغط سوف يؤدي لقبول السيسي بترك حلايب وشلاتين للسودان بحثا عن استقرار حدوده الجنوبية، ولضمان موقف مؤيد له من السودان في أزمة سد النهضة مع إثيوبيا.