دعاية حكومية
وتعد مسرحية الاستعدادات التي اعتاد عليها الموطنون بعد كل دعاية حكومية تقوم بها حكومة الانقلاب امتدادا لإرث حكومات حسني مبارك، وهي الإعلان عن استعدادات لمواجهة الامطار والسيول، ثم تفاجأ بغرق البلاد، وكانت الكارثة مع نظام الانقلاب حينما وصل الدمار والانهيار من مياه الأمطار للأحياء والمدن الراقية مثل التجمع الخامس، وغرق بيوت الممثلين والمطربين ولاعبي الكرة، وليس بيوت الغلابة فقط.
بعد هذا المشهد تبدأ فصول المسرحية المعتادة بعد فضائح الأمطار والسيول، حيث تخرج صحف الانقلاب تكشف آثار الأمطار، والفشل الذي تعاني منه المحليات، حيث لم يكترث أي رئيس حي باتخاذ الإجراءات الاحترازية استعدادًا للأمطار الغزيرة التي سقطت، رغم تحذيرات الأرصاد الكثيرة قبل بدء الموجة التقلبية، ثم يُصدر السيسي بيانًا رئاسيًا يؤكد أن ما حدث لن يتكرر مرة أخرى، مشيرًا إلى بدء اتخاذ الدولة الاستعدادات الكافية لعدم تكرار ما حدث.
فصول المسرحية
ثم تستمر فصول المسرحية، بالحديث عن محاسبة المسئولين عن الفشل، ويتم معاينة الأضرار وتحرك رئيس هيئة الرقابة الإدارية ورئيس الحكومة، كما تم العام الماضي حينما تسببت السيول فى غرق منطقتى «التجمع الخامس» و«القاهرة الجديدة» ثم الاستماع إلى شكاوى المواطنين وتفقد الشوارع ومحطة محولات الكهرباء للتعرف على سبب توقفها، ومحطات رفع مياه الصرف بالشوارع، والتحقيق مع بعض المسئولين.
وبعد سلسلة المشاهد التمثيلية، تبدأ سلطات الانقلاب وزارة تلو وزارة في تبرئة نفسها، حيث برأت وزارة الموارد المائية والرى العام الماضي ساحتها من أزمة غرق مصر فى شبر من المياه بسبب سوء الاستعداد لموجة السيول الأخيرة، وأعلنت الـوزارة أنها قامت فى حينه ببث خرائط التنبؤ بالأمطار قبلها بــ ٧٢ ساعة بتقديرات مـعـدلات سقوط الأمطار ومناطق توزيعها وذلـك من خلال غرفة العمليات المركزية الإلكترونية التى دشنتها نهاية عام ٢٠١٦، والتي تضم جميع الجهات المعنية بالدولة وذلك فى إطار الاستعدادات لمواجهة موسم الأمطار والسيول والتدابير التى تجريها الوزارة بالتعاون مع المحافظات والجهات المعنية بالدولة للتعامل مع أى مستجدات خاصة بالسيول.
ثم يخرج برلمان العسكر ليستكمل فصول المسرحية، ويستدعي عدد من الوزراء، ويغلق الملف، وينتظر المواطنون العرض الجديد من إعلان الحكومة للوقوف على كافة الاستعدادات لمواجهة السيول العام القادم.