رخصة للقتل
وتخشى عقيل أن يُعتبر أي تهاون رخصة للنيل من معارضيه في الخارج، موضحة أنه إذا تهاونت الولايات المتحدة في معاقبة السعودية على مقتل خاشقجي، فإن السيسي سيعد ذلك بمثابة إذناً للنيل من المعارضين الذين يعيشون في الخارج. ليست تلك الأفكار مجرد افتراضات لمئاتٍ من المصريين الذين نفاهم نظام السيسي.
وقالت إنه حتى قبل مقتل خاشقجي، تجاوز النظام حدوده وتعرَّض بالمضايقات للمعارضين المنفيين، خاصة في ظل بعض التهديدات الأخيرة التي تعرَّضَ لها بهي الدين حسن، وهو صحفي وناشط بمجال حقوق الإنسان يعيش الآن في باريس. في أثناء سفره إلى إيطاليا في مايو 2017، برفقة مجموعة من المعارضين المصريين، لاحقهم بعض ضباط الأمن المصريين والتقطوا صوراً لهم. وفي وقتٍ لاحق، قال الإعلامي المقرب من السيسي، مصطفى بكري، في برنامجه التلفزيوني، إنه ينبغي للحكومة «اختطاف» هؤلاء المصريين المنفيِّين وإحضارهم إلى البلاد في «أكفانهم».
لكن الحكومة المصرية تتبع أساليب أدهى في توجيه التهديدات، بحسب عقيل، موضحة إنه في اليوم الذي أدلت فيه بشهادتها أمام الكونجرس الأمريكي عام 2015، توجهت الشرطة المصرية إلى منزل والدها، ومنزل طليقها حيث يعيش أطفالها. هذا فضلاً عن أن التلفزيون المصري الحكومي نعتها بـ”الخائنة”.
وقالت عقيل: «لا أخشى أن يصيبني شيءٌ وأنا في الولايات المتحدة. ولكنني أسافر إلى تركيا وغيرها من البلاد. ومن الممكن تزييف الأمور لتبدو كأنها حادثة غير مقصودة».
ويتمثَّل الخطر في أن بقية حلفاء أمريكا المهمين، مثل سلطات الانقلاب في مصر، سيتَّبعون النموذج السعودي إذا ما سمحت أمريكا لولي العهد بالتملص من جريمته.
مغادرة مصر
فيما قال الناشط الحقوقى بهي الدين حسن إنه بدأ في تلقي تهديدات مجهولة المصدر بالقتل، بعد شهرٍ من فوز السيسي بالانتخابات للمرة الأولى عام 2014. وبعد التشاور مع حلفاء ودبلوماسيين غربيين، قرَّر مغادرة مصر. ويقول الآن إنه يخشى ألا يكون آمناً في المنفى.
وأكد حسن أنه يجب عليه، وعلى غيره من المصريين المنفيِّين، النظر بحذرٍ في شأن سفرياتهم إلى الخارج أو حتى فكرة السفر ذاتها.