الخيانة لا دين لها.. لن تصدق ما فعله “عقيد البناشر” الفلسطيني في “كمين العجل”

- ‎فيتقارير

تنظر العين فتُكذب العقل والمنطق، وتتحقق الأدلة فيحزن القلب وتبكي النخوة .. هذا هو ملخص الصورة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بين النشطاء، لمدير شرطة الخليل وهو يصلح إطارًا لسيارة جيب عسكرية يقودها ضابط إسرائيلي، في الوقت الذي تقوم فيه الطائرات الإسرائيلية بدك وتدمير منازل ومستشفيات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة.

لم ينظر مدير شرطة الخليل العربي الفلسطيني المسلم لقليل من النخوة والعروبة والإسلام، ولم يأبه بدماء إخوانه ولم يكترث لأنين الضحايا وجثامين الشهداء، ولم تلح عليه عزة صاحب القضية الذي يدافع عن الأرض والعرض والدين والمقدسات، بل ارتضى فقط بتناول كأس الذل والهوان، وليس لباس العار، فأحنى ظهره تحت قدم عدوه، ليقوم بإصلاح إطار الكاوتشوك له، رغم أن دينه يقول له “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون”، إلا أنه قبِل بالهوان على العزة، ولبس ثوب الشهامة الكاذبة مع عدوه، فأغاثه إطار سيارته لكي يستكمل مسيرته في حصد رؤوس إخوانه من المسلمين.

الأمر الذي تسبب في موجة من الغضب والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، بين نشطاء فلسطينيين، اعتبروا هذا المشهد المخزي تتويجا لحالة تراكمية من الخيانة والتنسيق الأمني المتواصل بين الاحتلال وقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.

العقيد “أبو الرب”

وتوالت التعليقات على الصورة المتداولة لمدير شرطة مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية العقيد أحمد أبو الرب، وهو يصلح أحد إطارات الجيبات العسكرية التي كانت قد اقتحمت مدينة الخليل، في تصرف عار يتبرأ منه كل مسلم وكل عربي، فيما أطلق نشطاء هاشتاج “#كمين_ العجل” و “#عقيد_ البناشر”.

وفي أول رد فعل على حالة السخط الفلسطينية من الحادث، أصدر مدير عام الشرطة الفلسطينية اللواء حازم عطا الله، قرارا بإيقاف العقيد أبو الرب عن العمل، وقرر إحالته للتحقيق.

وتساءل النشطاء عبر صفحاتهم وحساباتهم الشخصية، عن مصطلح السيادة الذي كثيرا ما يردده المسئولون في السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية وحالة العجز أمام الاحتلال وجنوده.

وعلق أحد النشطاء قائلا: “يبرر خيانتو بأنه حب يعمل خير. ولك يا خاين هدولا اللي بيقتحموا بيوتنا وبيقتلوا ولادنا بنفس الجيب. شر البلية ما يضحك #كمين_العجل”.

وقال آخر: “مش بس بغزة المقاومة، بالخليل كمان? كمين العجل? السلطة وما أنجبت”. وعلق ناشط ثالث: “لا تسقطوا جَك السيارة من يدي حرب ذات البناشر #كمين_العجل” #العقيد_البنشرجي”.

ذباب فتح الإلكتروني

وطالب ناشط أخر بإقالة أمين سر حركة فتح، وقال: “إقالة مدير شرطة بسبب تصليح جيب عسكري لجنود صهاينة.. خبر حلو بس ناقص إقالة أمين سر حركة فتح اللي كان معه”.

فيما عبر آخر قائلا: “لا وذباب فتح الإلكتروني بيفتخر بالرئيس بعد قرار الإقالة.. سامحوني بس هدول بدهم تفوووو ?#كمين_العجل”.

يأتي ذلك في الوقت الذي تخوص فيه المقاومة الفلسطينية بجميع فصائلها في قطاع غزة، حربا شرسة مع الكيان الصهيوني، بعد الهجوم الأخير على غزة، فيما أجبرت المقاومة الكيان الصهيوني على وقف إطلاق النار.

وشنت وسائل إعلام إسرائيلية حربا كبيرة على حكومتها، خاصة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي قالت عنه صحيفة “يديعوت أحرونوت” إنه بدا مفلسًا في المواجهة الأخيرة، وخضع لحماس تحت النار، واكتفى بكلام تفاؤلي ليس له رصيد من الواقع”، مشيرا إلى أن “حماس باتت من تقرر لإسرائيل، والأخيرة شعرت بأنها تستدرج لأنه ليس لديها استراتيجية، حتى بدا وزراء الكابينت كالأطفال في الحديقة، وهم يمثلون أعلى مؤسسة أمنية في الدولة”.

وأضافت أن “نتنياهو بدا عاريا، وما زلنا نذكر شعاراته حول القضاء على حماس، وظهوره الدعائي في مفترقات غلاف غزة، والإنذارات التي أرسلها لقادة الحركة، وفي النهاية خضع لها، لأنها باتت تقرر متى موعد اندلاع المواجهة، ومتى يحين وقفها، مع أن سلة الخيارات التي تحوزها الحكومة ورئيسها كثيرة جدا.

حماس مدرسة

فيما نقلت صحيفة “معاريف” عن إيهود أولمرت، رئيس الحكومة السابق، قوله: إننا “فقدنا قوة الردع، وحماس أقامت لنا مدرسة للتعليم علينا حين أطلقت علينا 460 قذيفة صاروخية، لأننا أمام حكومة ضعيفة قامت على شعار القضاء على حماس بدون تسويات، ما يدفعنا للسؤال: كيف يقود نتنياهو الأمور في الدولة؟”.

وأضاف- في حوار مع الصحيفة- أن “هذه الحكومة الإسرائيلية ليس لها سياسة قادرة على إحداث تغيير في الساحة الفلسطينية، ورغم أن لدينا شريكا فلسطينيا معتدلا ومستعدا للتعاون معنا لمحاربة العمليات المسلحة، لكن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تريد الحديث معها، وبدلا من ذلك تجري مفاوضات مع حماس التي لا يوجد إمكانية للحوار معها”.

ومنيت إسرائيل بهزيمة ساحقة خلال يومين فقط من الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، اضطرت وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان للاستقالة، وإعلان حالة الطوارئ، ودخول أغلب المستوطنين اليهود في الملاجئ، بعد دوي صافرات الإنذار نتيجة صواريخ المقاومة.