في الوقت الذي يرفض فيه رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد دخول رياضيين إسرائيليين لبلاده، حتى إنه هدد بإلغاء البطولة حال تطلب الأمر لمنع التطبيع مع الكيان الصهويني، يقوم حكام الدول العربية- وعلى رأسهم الإمارات ومصر- بالتطبيع العلني مع إسرائيل، والتآمر على إهانة المقدسات الإسلامية في القدس وباقي البلاد العربية.
وفي هذا الإطار حذر الشيخ كمال الخطيب، القيادي الفلسطيني، من خطورة وتداعيات الزيارة التي يقوم بها وفد إماراتي رسمي رفيع المستوى إلى الكيان الصهيوني، في ظل استمرار الهجمة الإسرائيلية على مدينة القدس المحتلة.
وقال الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين، في تصريحات صحفية اليوم: إن بعض “الصحفيين الإسرائيليين تحدثوا عن الطائرة الإماراتية التي حطت بالأمس في تل أبيب، مؤكدين وصول وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ومدير جهاز الاستخبارات الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، إلى تل أبيب.
وأشار الخطيب إلى “محاولة شراء بن طحنون للبيت المحاذي للمسجد الأقصى وعرض 20 مليون دولار على أصحاب البيت، من قبل مندوب لبن طحنون، وهو رجل أعمال مقدسي مقرب من محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح.
وقال: “صاحب المنزل المجاور للمسجد الأقصى، تحدث معي شخصيًّا قبل 3 أسابيع، وأكد لي أن رجل الأعمال المقدسي الذي عرض عليه بيع البيت هو موفد طحنون بن زايد”.
وكشف الخطيب عن أن “طحنون بن زايد الذي وصل الخميس إلى تل أبيب، هو من طلب من رجل الأعمال المقدسي شراء هذا المنزل المحاذي للأقصى بمبلغ 20 مليون دولار”.
على المكشوف
وأكد الخطيب أن حاجز الخوف والتستر كُسر، وبات العمل على المكشوف لدى الأنظمة العربية المتواطئة مع الكيان الصهيوني، مؤكدا أن “قضية القدس والمسجد الأقصى تتعرض لهجمة شرسة وهي في خطر كبير، ليس أمام الموقف الأمريكي أو التعنت الإسرائيلي، وإنما أمام وجود طرف فلسطيني هزيل بل ومتآمر، وهي السلطة الفلسطينية.
يأتي ذلك في الوقت الذي شكر فيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، موقفه المشرف في منعه دخول رياضيين إسرائيليين لبلاده.
وقال هنية، في رسالته التي بعثها إلى مهاتير محمد: “تابعنا ببالغ الاعتزاز وعظيم التقدير، موقفكم الأصيل والمبدئي في رفض منح رياضيين إسرائيليين تأشيرات دخول لماليزيا للمشاركة في بطولة دولية للسباحة”.
وكان رئيس الوزراء مهاتير محمد قد قال، في تصريحات صحفية: “لن نسمح لهم (للرياضيين الإسرائيليين) بالمشاركة إذا جاءوا، فهذه جريمة”.
وتعليقا على الضغوطات المتزايدة التي تمارسها اللجنة البارالمبية الدولية، واللجنة الأولمبية الإسرائيلية على ماليزيا في هذا الشان، أضاف محمد: “إذا أرادوا أن يسحبوا حق استضافة ماليزيا للبطولة، فيمكنهم محاولة القيام بذلك”.
وزير صهيوني في مسجد محمد علي
وعلى غرار الزيارة التي سمح بها محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، لناشط صهيوني إلى المسجد النبوي المطهر، والتقاط صور من داخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، سمحت سلطات الانقلاب في مصر بزيارة وزير صهيوني إلى مسجد محمد علي بالقلعة، وهو ما كشف حجم الفضائح التي تقوم بها سلطات الانقلاب خلال علاقتها مع الكيان الصهيوني. وأضحى وزير الطاقة الصهيوني في زيارة استعراضية إلى مسجد محمد علي في قلب القاهرة.
وكان بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، قد صرح بأن هناك دولا عربية تسعى للتطبيع مع الكيان الصهيوني وتقيم علاقات على مستوى رائع، في إشارة إلى مصر والسعودية والإمارات.
واعترف عبد الفتاح السيسي بأن عهده هو العصر المثالي الذي شهد تعاونًا غير مسبوق مع الكيان الصهيوني في سيناء، بزعم محاربة تنظيم الدولة.
وتسعى سلطات الانقلاب في مصر والإمارات والسعودية إلى تنفيذ صفقة القرن، مع الكيان الصهيوني، والتي تسعى لتوطين الفلسطينيين في أجزاء من سيناء والضفة الغربية، مقابل التنازل عن القدس بكامل أراضيها للكيان الصهيوني.
وكان الكاتب الإسرائيلي باراك ديفيد قد أكد، في تقريره المنشور أمس الأربعاء، أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط في إطار صفقة القرن ستقترح إقامة دولة فلسطينية على ما يصل إلى 90% من الضفة الغربية المحتلة، على أن تكون عاصمتها في القدس الشرقية ولا تشمل الأماكن المقدسة.
ووصف البيت الأبيض، الذي يتكتّم تفاصيل الخطة، التقرير الإسرائيلي بأنه “يحمل تكهّنات غير دقيقة”. وقال إن الخطة لن يُكشف عنها قبل شهور.
وادّعى التقرير أن ترامب يرغب في استكمال الإجراءات الإسرائيلية المقترحة بتبادل للأراضي مع الفلسطينيين، وأن تخضع المدينة القديمة التي تحيط بها الأسوار في القدس الشرقية، ويوجد بداخلها المقدسات الإسلامية والمسيحية واليهودية، تحت السيادة الإسرائيلية، لكن بإدارة مشتركة من الفلسطينيين والأردن.