في لقاء تشابك الأيدي.. السيسي يغلق ملف النيل بالضبة والمفتاح

- ‎فيغير مصنف

للمرة الثانية على التوالي، يخرج قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي رافعا يده بيد رئيس الوزراء الأثيوبي، متشابكتين، ليعلن خيانته ويؤكد توقيعه على اتفاقية المبادئ السرية مجددا، بأنه لا سبيل للمصريين سوى تقبل العطش، بعد منحه الإثيوبيين شرعية بناء سد النهضة الذي أنجزت منه 69%.

يخرج السيسي ليوجه رسالة إلى جميع المواطنين في مصر والسودان وإثيوبيا، معلقًا على العلاقات والتعاون بين الدول الثلاث، مؤكدًا بقوله: “نحن نتحدث كدولة واحدة وكصوت واحد”، ولا يشرح للمصريين ما هي علاقة حديثه المطمئن للأثيوبيين بمستقبل الخائفين في مصر بعد انهيار حسته المائية.

وأضاف السيسي، في تصريحات له في أعقاب اللقاء الثلاثي في أديس أبابا بين مصر والسودان وإثيوبيا، اليوم الإثنين: “لن يحدث أي ضرر لمواطني أية دولة من الدولة الثلاث فيما يتعلق بقضية المياه”.

وردًا على سؤال صحفي عما إذا كانت أزمة سد النهضة قد انتهت، أغلق السيسي ملف سد النهضة بالضبة والمفتاح، قائلا: “لم تكن هناك أزمة من الأساس”.

يتكرر “تشابك الأيدي” ذلك للمرة الثانية، حيث خرج السيسي والرئيس السوداني عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا هيالي ميريام ديسالين، من اجتماع القمة متشابكي الأيدي، علامة على التضامن وروح التعاون الإيجابي، لتكرر المشهد مجددا بعد المرة الأولى التي وقع فيها السيسي على اتفاقية الخيانة حين خرج رافعا يده مع الرئيس السوداني ورئيس وزراء إثيوبيا.

تسقيع المفاوضات

وكشفت زيارة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، صباح السبت الماضي، للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في زيارة رسمية للمشاركة في اجتماعات قمة الاتحاد الإفريقي الثلاثين، أن مفاوضات الانقلاب مع الجانب الأثيوبي حول سد النهضة تم تسقيعها لأجل غير مسمى، وهو ما يؤكد الرضا بقبول الأمر الواقع الذي فرضه قائد الانقلاب على المصريين بشرب مياه الصرف الصحي.

وفي تصريحات سابقة قالت مصادر بوزارة خارجية الانقلاب لـ”الحرية والعدالة”: إن سفر السيسي لإثيوبيا بعد عشرة أيام من زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ميريام ديسالين للقاهرة، والتي تخللتها محادثات حول التعاون الثنائي بين البلدين، وآخر تطورات مسألة بناء سد النهضة الإثيوبي وآثاره على نهر النيل، لا تعني سوى شيء واحد وهو “تسقيع” المفاوضات مع الجانب الأثيوبي حول سد النهضة، والرضا بالأمر الواقع، خاصة بعدما كشف وزري الخارجية المصري سامح شكري، عودة السفير السوداني للقاهرة مرة أخرى بعد الأزمة الأخيرة التي لم يكن لها علاقة بسد النهضة من الأساس، ولكن كانت على خلفية منح السودان جزيرة سواكن لتركيا.

وهو ما اتفق مع تقرير لوكالة الأنباء الصينية الجديدة (شينخوا)، برغبة نظام الانقلاب عدم عرقلة الخلاف المصري الإثيوبي حول سد النهضة لأوجه التعاون بين البلدين، تزامنًا مع اجتماعات القمة الـ30 للاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية، المُقررة اعتبارًا من يوم الأحد، على مدى يومين، بمشاركة السيسي.

قبول الأمر الواقع

وقالت الوكالة، في تقريرها التحليلي عبر موقعها الإلكتروني، إن الخلاف المصري الإثيوبي حول نهر النيل، تم تجاوزه بقبول السيسي للأمر الواقع الذي فرضته أثيوبيا بمواففقة السيسي نفسه وأنه لا يريد أن يخسر أوجه التعاون مع أثيوبيا ولا يريد تأجيج الصراع، خاصة مع دخول ولايته الثانية التي تشهد عدد من الصراعات الداخلية.

ونقلت “شينخوا” عن أبيب إينيت، الباحث فى معهد الدراسات الاستراتيجية للعلاقات الخارجية الإثيوبي، إن “التوترات الجارية بشأن نهر النيل يجب أن تتحوّل إلى حلول مُثمرة بين البلدين؛ لاسيّما وأن كليهما (مصر وإثيوبيا) توافقتا حول عدد من المسائل الاقتصادية والأمنية، بما في ذلك التهديد المُشترك للإرهاب، غير أنه لم يوضح العلاقة بين مصر وأثيوبيا في مواجهة الإرهاب، خاصة وأنه لا توجد أي حدود بين البلدين.

يأتي ذلك في الوقت الذي من المتوقع أن يتسبب فيه بناء سد النهضة الذي أنجزت أثيوبيا 70% من مراحل بنائه، إلى تدمير مساحات من الأراضي الزراعية لديها، فضلا عن عدم توفير مياه شرب كافية لسكانها الذين يتجاوز عددهم 100 مليون نسمة، ويعانون بالفعل نقصًا في الموارد المائية.

وكشف وزير المياه والري الإثيوبي، سلشي بقل، أنه تم إنجاز 63.87 % من مراحل بناء سد النهضة، رغم ضغوط القوى الخارجية.