لا يهتم قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السييس بتوفير حياة للناس، بقدر ما يهتم بالقضاء عليهم وعلى نسلهم، حيث يبتكر كل ما هو جديد في الترويج لخطورة الزيادة السكانية واتهامها بأنها السبب الرئيس في مواجهة مشروعاته وقاطرة التنمية الوهمية التي يسعىى إليها، فيعلن الحرب على السكان بشتى الوسائل، بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى.
وكان آخر ما توصل إليه عبد الفتاح السيسي في مشروعه للحرب على الزيادة السكانية، ما تم الكشف عنه من توفير سبل منع الحمل، في مكاتب تنظيم الأسرة، من خلال طرح أمبولات منع الحمل، واللولب النحاسي، إلا أن الجديد عند السيسي هو طرح 8 واقيات ذكريةٍ بجنيهٍ واحدٍ، وعرضها على المرأة في الوحدة الصحية لزيادة اطمئنان دولة الانقلاب على أنه لن يكون هناك حمل على وجه الإطلاق.
وكشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن تلك الأسعار الرخيصة، التي هي أقل بكثيرٍ من أية صيدليةٍ مصريةٍ، سببها الإعانات المقدَّمة من وزارة الصحة المصرية، فالعيادات الشبيهة بمراكز تنظيم الأسرة، هي على جبهة المعركة المصرية ضد معدلات الزيادة السكانية الصاروخية.
حملة “٢ كفاية”
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى إطلاق حكومة الانقلاب لحملة «2 كفاية » بغرض تشجيع الناس على الحدِّ من عدد أفراد الأسرة الواحدة.
في الوقت الذي أعلن رئيس حكومة الانقلاب مصطفى مدبولي أنَّ الحكومة ستقصر، بدءا من الشهر الجاري يناير ، الدعم المالي للأسر المصرية لطفلين فقط.
ويتألف هذا البرنامج الممتد لخمس سنواتٍ بتمويلٍ يبلغ 19 مليون دولار من حملة ملصقاتٍ إلى جانب تطوير شبكةٍ من عيادات تنظيم الأسرة المتنقلة والثابتة عبر محافظات مصر.
وتُظهِر الملصقات التي تغطي جدران محطات المترو ورقةً بقيمة 50 جنيها، وهي مُقطَّعةٌ إلى خمسة أجزاءٍ. ويسألك الملصق: «أتُفضِّل تقسيم هذه إلى خمسةٍ، أم إلى اثنين؟». لكنَّ أسعار وسائل منع الحمل وتوافرها في العيادات مثل العيادة التابعة لمستشفى القاهرة الجديدة تدلُّ على مشكلةٍ أعمق: أنَّ مصر أمامها طريقٌ طويلٌ كي تقنع شعبها.
استمارة موافقة
ونقلت الصحيفة البريطانية عن صفاء حسني إحدى ممرضات المراكز الصحية لتنظيم الأسرة،: «أحياناً يأتي المرضى إلى هنا وهم على جهلٍ تام بوسائل منع الحمل، لذا عليَّ أن أشرح لهم الوسائل المختلفة. ثم تختار (المرأة) بإذن زوجها. عادةً ما يتواجد زوجها في الزيارة الأولى، ويشهد على توقيعها استمارة موافقةٍ تثبت أنَّها واعيةٌ بالأمر، لكنَّها تكون بعد ذلك وحيدةً في مواعيد المتابعة».
ودائما ما يتحدث السيسي عن تعداد السكان ويعتبرها أزمةً خطيرةً لدرجة أنَّه صرَّح أثناء مؤتمرٍ في عام 2017: «أمامنا تحديان حقيقيان يواجهان وطننا: الإرهاب، والزيادة السكانية».
وتبنت وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب رؤية السيسي وأخذت العديد من البرامج الحوارية التحذير من ما اعتبرتها مخاطر الزيادة السكانية.