مشكلة كبرى يواجهها كل من يعود من الحج! يبدأ حياته الجديدة بعد أداء الفريضة غاية في الحماس لتأدية الفرائض الدينية، وبمرور الأيام تجده قد فتر حماسه حتى يتلاشى، وتعود “ريما لعادتها القديمة” بالتعبير العامي، ويصبح الحج مجرد ذكرى حلوة، لكن لا تأثير عليه في سلوكه..
هذا الموضوع شغل بالي وتساءلت كيف نواجهه؟؟ وبالرجوع إلى ما كتبه العلماء رأيت الحل في أربعة أمور أساسية تحديدا:
* إياك والحماسة تأخذك في البداية _أن تقاطع الدنيا بحجة التدين والانصراف إلى عبادة ربنا، فهذا سيؤدي بعد فترة إلى رد فعل عنيف يتمثل في الابتعاد عن التدين كله ، فضلا عن أن تلك المقاطعة غير صحيحة من الناحية الشرعية.
* ابذل جهدك في الجمع بين الدين والدنيا، واجعل للفرائض الدينية الأولوية في حياتك، وقم إلى الصلاة متى سمعت النداء، وبلاش طناش بحجة أنك مشغول!! وحاول أن يكون لك ورد يومي في قراءة القرآن، ولا يعقل أن تقول: “ماعنديش وقت”!!
* أغلب العائدين من الحج يهتمون في البداية بالعبادات، ولا يعطون لتغيير سلوكهم ذات الأهمية، ومن المهم الجمع بين الحسنيين، وتكون لك أخلاق حلوة مع كل الناس ، وهي إحدى ثمار حياتك الجديدة بعد تأدية فريضة الحج.
* وأخيرا حاسب نفسك يوميا على ما تفعله في حياتك وارتباطك بالله، وحضرتك وكيل النيابة والمتهم معا في تلك المحاسبة التي تتم بضمير حي، فإذا كنت راضيا عن عباداتك وسلوكك مع غيرك احمد ربنا، أما إذا أكتشفت تقصيرا فحاول إصلاح أخطائك التي قد تتمثل في التراخي بالصلاة مثلا أو أخلاق مش حلوة مع من تتعامل معهم! وتلك المحاسبة لن تستغرق أكثر من خمس دقائق يوميا ، لكنها ستكون كافية ويمكنها تغير حياتك بعد الحج إلى الأفضل والأحسن بإذن الله.