خرجت إذًا دجاجة انتخابات السفيه السيسي من ثلاجة العسكر، لا يهم أن يذوب الثلج عنها بقدر أن تصعد على خشبة المسرح وتنقذ الموقف، قبل أن يغضب الكفيل الأمريكي على جنرالات الانقلاب.
وقالت مصادر من داخل الاجتماع الطارئ الذي عقده حزب الوفد، بأمر من اللواء عباس كامل، برئاسة الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب، إن اجتماع البدوي مع نواب الحزب بالبرلمان استقر على طرح ثلاثة شخصيات للوفد من أجل الدفع بـ”كومبارس” في انتخابات السيسي.
وأكد مصدر- في تصريحات نقلها موقع المخابرات الحربية “اليوم السابع”- أن الثلاثة أشخاص هم الدكتور السيد البدوى، وهانى سرى الدين، والنائب محمد فؤاد، فيما قال الناشط السياسي عمار علي حسن: “قلة كفاءة فاضحة في تنفيذ لعبة يسترون بها أنفسهم، فيتصدر المشهد رجالهم المكشوفون لكل الناس.. فحتى الإفك له أصول.. ربنا يسترها على البلد من الهواة”.
خروج عنان من المشهد الانتخابي إثر اعتقاله وإيداعه جهة غير معلومة حتى الآن، بعد حذف اسمه من قوائم المرشحين وقاعدة بيانات الناخبين، وانسحاب علي وهو المرشح الوحيد المتبقي، يجعل السفيه السيسي وحيدًا في هذه المسرحية، خاصة أنه لم يتبق سوى أربعة أيام فقط على غلق باب التقدم للترشح.. فهل يواجه السفيه نفسه؟.
وعلقت الناشطة السياسية شهد عبد الرءوف بالقول: “الوطنية للانتخابات تقول حققنا مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص أمام الراغبين في الترشح للرئاسة.. بأمارة إيه.. أطلع لكم صف المرشحين اللي فشختوهم.. قنصوة وحبستوه، وشفيق وهددتوه، وعنان مختفي محدش يعرف أراضيه فين”.
مش هيلحق يفك!
وتخيل الإعلامي والمذيع في قناة الجزيرة عبد العزيز مجاهد، موقفا هزليا لما يجري خلف الكواليس، قائلا: “السيسي: عباس طلعلي حمدين من الفريزر ينزل قدامي بدل ما يكون شكلي عبيط، عباس: يا ريس لو طلعناه دلوقتي مش هيلحق يفك!، السيسي: طب هاتلي حد من حزب الوفد اللي في الدقي، عباس: يافندم الوفد بيدعمك وجمعلك توكيلات هيبقى شكلهم وحش قوي، السيسي: طب خلي صبيانك يقولوا “مش عيب أنزل لوحدي”.
من جهته قال السياسي عمرو عبد الهادي، عضو جبهة الضمير، إن “السيد البدوي بتاع حزب الوفد بتاع التسريب الشهير، ينتوي الترشح في انتخابات الرئاسة ٢٠١٨ أمام السيسي، طبعا المخابرات الحربية هتجمع له التوكيلات في ٢٤ ساعة حتى يلحق السيسي ويحفظ ماء وجهه، أصل أمريكا صرحت، وما دام أمر الكفيل لازم ترضخ الزوجة”.
واعتبر سياسيون وناشطون مصريون وعرب، اعتقال رئيس أركان الجيش المصري الأسبق «سامي عنان»، بدعوى مخالفات وتحريض وتزوير، بمثابة إعلان من السفيه السيسي، أن من سيحاول الاقتراب من الكرسي فسيكون مصيره الاعتقال.
المشهد بصورته الحاليّة رغم ما يحمله من رسائل سلبية عن المناخ العام المصري سياسيًا، سواء للداخل أم الخارج، وتأثير ذلك على صورة مصر أمام المجتمع الدولي، مفندًا ومكذبًا الادعاءات الصادرة بشأن نزاهة العملية الانتخابية وملائمة الأجواء السياسية لإجراء مثل هذه الاستحقاقات، غير أن كل هذه الأمور لا تشغل بال القائمين على أمور النظام الحاليّ، الذي ما عاد يهمه سوى تثبيت أركانه وترسيخ وجوده أيًا كان الثمن.
إلا أن بعض المقربين والموالين للانقلاب يسعون من أجل إخراج المشهد بصورة تحفظ ماء الوجه، على الأقل دوليًا، حتى ولو كان بطريقة صورية من أجل إكمال أضلاع المشهد لا أكثر، وهو ما دفع الكاتب مصطفى بكري، المقرب من السفيه السيسي، إلى توقع إعلان الكومبارس السابق حمدين صباحي، خوضه للانتخابات مرة أخرى، في محاولة لإحياء سيناريو 2014.
ما علمتُ لكم من إله غيري
ولفت الناشطون، في تعليقاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن اعتقال «عنان» ورفض ترشحه، يمثل إنهاء لمسرحية الانتخابات الرئاسية، بعد انسحاب المرشح الوحيد الباقي على الساحة «خالد علي»، و«عنان» آخر المستبعدين من إمكانية الترشح في الانتخابات أمام السفيه السيسي، بعدما أعلن رئيس وزراء مصر الأسبق «أحمد شفيق» انسحابه من المسرحية، في خطوة اعتبرها مراقبون أنها جاءت عقب تعرضه لضغوط.
وهو ما صرح به صراحة رئيس حزب «الإصلاح والتنمية» البرلماني السابق «محمد أنور السادات»، عندما أعلن هو الآخر انسحابه من الترشح للانتخابات، بعد مضايقات له وتهديدات لحملته في حال استمراره، الناشطون اعتبروا ما سيجري في مارس المقبل، بمثابة مسرحية، يريد فيها الجيش والسفيه السيسي أن يقولوا فيها للمصريين: «ما علمتُ لكم من إله غيري».
وقال المفكر والباحث «بشير نافع»: «كان ثمة شك من البداية في إمكانية إطاحة رئيس نظام الانقلاب بمصر عبر صناديق الاقتراع، الطغاة المرضى كائنات متوحشة، ويصعب التخلص منهم بدون قدر من التوحش!».
“بكري” بعد ساعات قليلة من إعلان خالد علي انسحابه من المسرحية، توقع أن يتقدم أحد الكومبارس بأوراقه خلال اليومين القادمين، موضحًا أن يكون هذا الشخص هو حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، مشيرًا إلى أن السفيه السيسي لن يكون مرشحًا منفردًا في المسرحية القادمة.
مراقبون ألمحوا إلى إمكانية الدفع بأي كومبارس في اللحظات الأخيرة والترويج له إعلاميًا؛ بهدف الإيهام بوجود انتخابات تنافسية في مصر، وعلى رأس الكومبارس المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك الحالي، والدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، بحيث يتم التزكية بـ20 نائبًا من الأعضاء الذين احتفظت بهم المخابرات الحربية لمثل هذا الموقف، ولم يصوتوا للسفيه السيسي، ولم يستبعد المراقبون هذا السيناريو الذي وصفوه بـ”الفاضح” و”المكشوف”.