لم يكن مستغربا أن يمارس قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي نفس أسلوب صفوت الشريف الذي ابتكره أستاذه صلاح نصر ، رئيس جهاز المخابرات المصرية في عهد عبد الناصر، والذي عرف عنه انحرافاته وممارساته الشاذة في تجنيد النساء والفنانات، للحصول على معلومات عن طريق ممارسة الجنس، والذي تم محاكمته بسبب ذلك وسجنه 15 عامًا.
ولم يمضِ الكثير على التسريبات التي نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، وبثتها قناة “مكملين” التي تبث من تركيا، وتضمنت تسجيلاتٍ صوتية لضابط في المخابرات الحربية، يُعطي تعليماته لعدد من الإعلاميين المؤيدين للانقلاب لكيفية تعامل السفيه السيسي مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بشأن القدس، حتى كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، أمس الثلاثاء، عن تسريبٍ خطيرٍ متعلق بالفريق أحمد شفيق، الذي أعلن رسميًا تراجعه عن خوض مسرحية الانتخابات الرئاسية.
فضائح جنسية
ووفقًا للتسريب، فقد هددت شخصية قريبة من السفيه “السيسي” بكشف أشرطة فيديو تحتوي على مزاعم بممارسات جنسية لـ”شفيق”، إضافة إلى تهديده بوضعه في بؤرة تحقيقات في قضايا فساد، لإرغامه على التراجع عن نيته منافسة “السيسي”.
ولم تكشف مصادر ميدل إيست آي عن هوية الشخص الذي أوصل الرسالة ولكنها قالت إنه زعم بأن لديهم أشرطة فيديو تصوره بممارسات جنسية وأنهم هددوا أيضًا بوضع شفيق في بؤرة تحقيق في قضايا الفساد.
وأضاف الموقع في تقرير أعده رئيس تحريره ديفيد هيرست أن “شفيق” تعرض لهذه التهديدات بعد ترحيله من الإمارات وإرجاعه إلى مصر، مضيفًا أنه كان في ذلك الوقت تحت مراقبة المخابرات قبل أن يسمح له بالتوجه إلى بيته.
وبحسب الموقع فقد سادت معسكر السفيه السيسي حالة من القلق من أن شفيق، الذي قضى خمسة أعوام في الإمارات، كان يعمل على بناء قاعدة شعبية واسعة مؤيدة له في حملته الانتخابية تضم فيمن تضم المخلوع مبارك وبعض عناصر المخابرات العامة، وزعمت المصادر أن ناقل الرسالة هدد بأن إحدى ابنتي شفيق يمكن أن توجه لها أيضًا تهم بالفساد.
المنحرفون السابقون
ويأتي السفيه السيسي في سلسلة طويلة طرفها في قاع بالوعة الفساد، ويسبقه عدد كبير من العسكريين المشهورين بالانحراف الأخلاقي على رأسهم “صلاح نصر”، مدير جهاز المخابرات إبان حُكم المنقلب الراحل جمال عبد الناصر، والذي اشتهر كقائد لفترة “زوار الفجر” والاعتقالات السياسية لمعارضي نزوات وشهوات العسكر، وقد تزوج من زوجة عمه المتوفى، عبد الله نصر، وكانت تكبره بحوالي 30 عامًا، ولكن السيدة اعتماد خورشيد كشفت عن قيام نصر بإجبارها على الزواج منه وتطليقها عنوة من زوجها المصور السينمائي أحمد خورشيد، بل وصلت حد التهديد بالقتل، وقد تم اعتقاله بعد انتحار المشير عامر وحُكم عليه بالسجن.
ويأتي في سلسلة الفساد “علي شفيق” مدير مكتب عبد الحكيم عامر، وكان متزوجًا من ابنة الفنان حسين صدقي، السيدة سوزي، وأبًا لعدد من الأبناء، ولكنه أقدم على الزواج من الفنانة مها صبري، بعد طلاقه من زوجته الأولى، وقد أخرج من منصبه في فضيحة استغلال النفوذ عام 1967، ثم حُكم عليه بالسجن بعد نكسة يونيو.و
أهم حلقات سلسلة الفساد التي تسبق السفيه السيسي، هو المشير عبد الحكيم عامر، وكان تعلق بالفنانة برلنتي عبد الحميد عليه قويًا، فقرر الزواج منها رغم أنه كان زوجا وأبًا، وقد تسببت له تلك العلاقة في الكثير من المشكلات مع صديقه عبد الناصر، وانتهاءً بنكسة يونيو 1967؛ حيث حمّله ناصر الشيلة كاملة وتنصل من مسئولية هزيمة الجيش المصري أمام الصهاينة.