“مونولوج السيسي- محافظ القاهرة”.. شغل “اللمبي 8 جيجا”

- ‎فيتقارير

شنَّ المهندس يحيى حسين عبد الهادى، رئيس مركز إعداد القادة السابق والقيادي السابق في حركة كفاية، هجومًا حادًّا على قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن ما حدث مع محافظ القاهرة هو عبارة عن “مونولوج” من طرف واحد، استعلى فيه السيسي بقدراته الخارقة التى يعرف بها كلَ شيء فى مصر.

وأضاف عبد الهادي- خلال مقاله المنشور على صفحته بموقع ” فيس بوك” اليوم الثلاثاء- أنه “تابع حوار قائد الانقلاب مع محافظ القاهرة منذ أيامٍ، والذى كرر فيه استعلاءه بقدراته الخارقة التى يعرف بها كلَ شيء فى مصر (حتة حتة وبالتفصيل)؛ امتدادًا لما قاله من قبل من أنه يتابع كل شيء فيها منذ ٦٠ عاما (كان عمره ٤ سنوات)، وأنه فعل ما لم يسبقه إليه أحدٌ (يقول ذلك فى افتتاح مشروعٍ محمودٍ بلا شك .. ولكنه فى النهاية مشروعٌ عقارىٌ.. فى بلدٍ لا يتوقف فيها البنيان العقارى حتى ولو لم يكن فيها رئيس.. ولَم يصدر مثل هذا الاستعلاء ممن بنى الهرم أو السد العالى أو الساحل الشمالي مثلاً)، مع تقريعٍ دائمٍ للمصريين على كل شيء (من القروش حتى الكروش)”.

وأكد عبد الهادي أنه من حيث الشكل، فإن ما حدث لم يكن حوارًا بقدر ما كان مونولوجًا من طرفٍ واحدٍ، التزم فيه المحافظ بالصمت إما تأدُبًا أو جهلًا أو رُعبًا، وهو مونولوجٌ تكرر قبل ذلك، يتغير فيه المستمع فى كل مرة (محافظ أو عضو برلمان أو سكرتير بدرجة وزير) مع ثبات المطرب”.

وتابع: “درسنا فى علم الإدارة أن هذا المونولوج هو أحد سِمات المؤسسات والشركات الفاشلة، حيث يحتكر رئيسها العلم والحكمة ويَضيقُ بمن يناقشه، لكن المونولوج هذه المرة لم يَدُر فى شركةٍ وإنما دار على أعلى مستوى فى دولةٍ بحجم مصر، هذا من حيث الشكل، أما من حيث المضمون، فإن فحوى المونولوج جاءت فى سياق قول فخامته قبل ثلاث سنواتٍ: إن الله قد خلقه هكذا.. طبيبًا يصف الحالة ويُشخصها، وهى نعمةٌ اختصه الله بها، وما علينا إلا أن نسمع كلامه؛ لأن الدنيا كلها من خبراء المخابرات والسياسيين والإعلاميين وكبار الفلاسفة، كل هؤلاء أصبحوا ينصحون بالاستماع لما يقول”.

وقال عبد الهادي: “قد دأَب سيادته من يومها على أن يُزَّكِىَ نفسَه، ويُزَّكِيه منافقوه ودراويشه باعتباره فلتة الزمان وَهِبَة الله لهذا الشعب المُهمِل الكسول الذى لا يجارى عبقريته، وهى ادعاءاتٌ لا توجد أمارةٌ واحدةٌ على صحتها، فلا هو من أهل العلم والنبوغ فى أى مرحلةٍ من مراحل حياته (ولا يعيبه ذلك كرئيس)، ولا أن مصر بلدٌ قفرٌ بورٌ كانت فى انتظار هذه البذرة الخارقة، وهى أكبر بلا شكٍ من أن يَمُّنَ عليها أحدٌ بعلمه وفضله”.

واستدرك: “لقد هَرِمنا ونحن نحلم بيومٍ يحكم مِصْرَ فيه رئيسٌ عادى.. خادمٌ أجيرٌ عند شعبه.. بَشَرٌ يأكل الطعامَ ويمشى فى الأسواق.. ويخضع للمحاسبة.. لا نريد حاكمًا خارقًا ٨ جيجا.. نصف إله.. لا يُسأَلُ عمَّا يفعل.. يدير الدولة معتمدا على عِلمِه اللدُنِّى.. لا يستشيرُ ولا مُشيرَ له. اللهم إننا نريد رئيسا عاديا.. لا يأتيه العِلمُ من السماء.. وإنما من مستشارين عدول. رئيسا يعرف أن مصر أكبر كثيرا من كتيبة.. وشعبها أكبر كثيرا من جوقة المصفقين الذين يتم انتقاؤهم ليتحدث إليهم.

مصر لا تحتاج رئيسا موصولا بالسماء.. يكفى أن يكون معجونا بالأرض، ولا تحتاج رئيسا عالِما.. يكفى أن يكون متعلما. ولا تحتاج رئيسا خارقا.. يكفى أن يكون صادقا. وما ذلك على الله ببعيد”.

وكانت نيابة مدينة نصر قد أمرت بإخلاء سبيل المهندس يحيى حسين عبد الهادي، رئيس مركز إعداد القادة سابقا، بكفالة قدرها 10 آلاف جنيه، فى البلاغ المقدم ضده بإهانة السيسي، بعد تحقيقات استمرت لمدة 6 ساعات.

وكان يحيى حسين، رئيس مركز إعداد القادة، قد كتب على صفحته: إنه قد “انتهى التحقيق الآن بتهم تضمن مقالاتى إهانة الرئيس وتكدير السلم ونشر أخبار كاذبة، فى انتظار القرار النيابي”.