كتب- أحمدي البنهاوي:
نعت جماعة "الإخوان المسلمون" أخاهم الحاج شحاتة هدهد من الرعيل الأول للجماعة والذي توفي الثلاثاء 29 نوفمبر وصلى عليه اليوم صلاة الظهر من مسجد النور بالعباسية، ودفن بمدافن الإخوان المسلمين بحسب وصيته.
ونقل المتحدث الإعلامي للجماعة عبر صفحته الرسمية نعي الجماعة مستفتحًا بقوله تعالى "ياأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي".
وداعيا المولى- عز وجل- أن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
كما تقدمت جماعة "الإخوان المسلمون" بخالص العزاء إلى أسرته وآله الكرام وإلى كل محبيه، سائلين الله لهم الصبر وحسن الثواب، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وصيتي لكم
"في حالة وفاتي أملي أن يكون دفني في مقابر الإخوان المسلمين الذين عشت حياتي معهم".
كانت تلك هي وصية شحاته هدهد الذي عاش على حب الإخوان؛ فكان هواء يتنفسه ودمًا يجري في عروقه، ودائمًا يدعو للإخوان ليلاً ونهارًا ويرجو من الله القبول كما يقول ذلك بنفسه.
وبادله الإخوان حبًّا بحب، ووفاء بوفاء، وأهدوه ثلاث عمرات إلى بيت الله الحرام، آخرها كانت من المرشد السابق الأستاذ مهدي عاكف حفظه الله.
فخور بانتمائي
"أنا فخور بانتمائي لجماعة الإخوان المسلمين، وسأظل أعيش جنديًا مخلصًا ووفيًا لهذه الدعوة"، بهذه الكلمات الصادقة التي كثيرًا ما كان يرددها الفاضل شحاتة هدهد، أحد أبناء الرعيل الأول للإخوان المسلمين، والذي عايش جميع مرشدي هذه الجماعة المباركة.
ودخل في أتون المحن التي مرت بها فكان مثالاً للوفاء والإخلاص في خدمة دعوته وإخوانه فشعاره: "لقد ربط الإمام الشهيد حسن البنا الدعوة بغاية كبرى لا يختلف عليها اثنان وهي "الله غايتنا"، وجعلها شعار الجماعة، وهذا هو الذي دفعنا إلى الوقوف موقفًا ثابتًا على طريق الدعوة دون ليونة، ولو كان ربطها بشخصه لكانت ماتت معه، أو قضت عليها الضربات المتتالية من بعده".
مولده وتربيته
ولد الأخ الفاضل الحاج شحاتة علي هدهد في 13 فبراير عام 1924م بمركز قويسنا في محافظة المنوفية وكان ذا نشأة وتربية أصيلة.
وعلى قدر من الأخلاق الطيبة الكريمة.. ظل في بلدته مقيمًا حتى إذا بلغ الخامسة عشرة من عمره انتقل للعمل في القاهرة مع أخيه الأكبر في مطعم بشارع فاروق قديمًا (الجيش حاليًّا) بمنطقة العتبة، وكان ذلك في عام 1939م.
وبعد مدة وبمساعدة أخ آخر له كان يعمل في السكة الحديد انتقل للعمل هناك كمساعد سائق قطار لمدة عامين، بعدها عمل كسائق قطار وكان "الوابور" وقتئذ يعمل بالبخار وليس بالديزل كالقطار الحالي.
وقد كان له شرف مشاركة الجماعة في نظامها الخاص والذي أنشئ بغرض طرد المحتل من البلاد، وكذلك شرف المشاركة في محنتي 54 و65، ليخرج من السجن أخيرًا في عام 1971م.
وقد تقدم للتطوع في المشاركة في كتائب الإخوان المسلمين في حرب فلسطين عام 1948م، وأجري عليه الكشف الطبي وقتها الدكتور أحمد الملط رحمه الله ونجح فيه، ولكن شاءت إرادة الله تعالى وحكمته ألا يذهب إلى فلسطين.