“محمد عبدالرحمن” ثورى ومناضل على خطى البنا

- ‎فيحريات

أحمدي البنهاوي
فوج وراء آخر تقدمه جماعة الإخوان المسلمين، على مدى الأشهر القليلة الماضية، وقياداتها الفاعلة، المتمثلة في د.محمد عبدالرحمن المرسي وإخوانه، الذين يواصلون الليل بالنهار غير عابئين بما قدر الله، فيتم اختطافهم من اجتماع دأبوا عليه سعيا لتخليص مصر من هذا الانقلاب ونكباته وكوارثه.

وقد قاد الدكتور محمد عبدالرحمن، عضو مكتب الإرشاد ومسئول اللجنة الإدارية العليا، جماعة الإخوان المسلمين مع إخوانه فى مرحلة صعبة، خاصة بعدما تعرضت له الجماعة بعد الانقلاب من مذابح وضربات قاسية.

فعلى خطى مرشدها الأول الإمام الشهيد حسن البنا يوم استشهاده، وهو يردد مقولة الإمام علي "أي يوم من الموت أفر *** يوم لا يقدر أم يوم قدر، يوم لا يقدر لا أرهبه *** ومن المقدور لا ينجو الحذر"، لا يتوانى "المرسي" عن الحضور ليوجه ويرتب في حركة وعمل مضن. تراه في زحمة إعادة ترتيب البيت الإخواني لا يتأخر- عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي- عن التعزية بشيخ الجماعة الإسلامية ومرشدها الروحي عوضا عن كونه ابن محافظته.

بكلمات رقيقة يسطرها كانت آخر ما سجلته صفحاته، في 19 فبراير، عزّى فيها الجماعة الإسلامية في وفاة فضيلة الشيخ عمر عبدالرحمن- رحمه الله- وعزّى أسرته وتلامذته ومحبيه، سائلًا المولى- جل في علاه- أن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

كما نقل "عبدالرحمن" عن الشهيد حسن البنا قوله: "الإخوان المسلمون سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدى غيرها؛ وحيث يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان والوحدة، وهم حين يستخدمون هذه القوة سيكونون شرفاء صرحاء، وسينذرون أولا وينتظرون بعد ذلك".

ويشير "عبدالرحمن" إلى أن الإخوان يطرحون في هذا الإطار مجموعة من الأسئلة؛ "هل تكون القوة أول علاج أم أن آخر الدواء الكى؟ وهل من الواجب أن يوازن الإنسان بين نتائج استخدام القوة النافعة ونتائجها الضارة وما يحيط بهذا الاستخدام من ظروف؟ أم من واجبه أن يستخدم القوة وليكن بعد ذلك ما يكون؟.. هذه نظرات يلقيها الإخوان المسلمون على أسلوب استخدام القوة قبل أن يقدموا عليه"، معتبرا أن حديث البنا عن قوة الساعد هو بيان لقاعدة عامة وحقيقة اجتماعية، وليس لتوجيه استخدام العنف داخل المجتمع.

القوة والسلمية

وفي ضوء المشهد الحالي، نشر محمد عبدالرحمن المرسي دراسة مفصلة بعنوان "حول الثوابت والضوابط في المشهد الحالي بشأن القوة"، قال فيها إن "جعل مسار القوة ليكون ترويعا للشعب وإيذاء له ولاحتياجاته الأساسية، أو استهداف إراقة الدماء وإيذاء الأبرياء، فهذا مرفوض، حتى لو كان المستهدفون أدوات تعادى المشروع الإسلامي، فإن هذا لا يغير الواقع ولا يسقط العدوان أو يجعله يتراجع".

وأضاف أنه "حين يصل التيار الإسلامي إلى مقعد الحكم بصورة دستورية، تمهيدا لانطلاق وتقدم المشروع الإسلامي بكل جوانبه، ثم يقوم من يعتدى عليه ويزيحه من الحكم بانقلاب عسكرى مثلاً، فإن الوضع يختلف، فالأصل أن تدفع الجماعة هذا العدوان ومن يقف وراءه بكل وسائل الدفع الممكنة، فإذا لم تكن قادرة استكملت أسباب القوة لتقوم بهذا الدفع، ولا تستسلم له".

غير أنه طرح تساؤلا عاما بعد أن أوضح أن كلامه الأخير "هو الحكم الشرعى"، الذي أشار إليه الإمام البنا– في مذكرات الدعوة والداعية– عن كيفية دفاع الإخوان عن انتصارهم، مع مراعاة الضوابط الشرعية، وكذلك الضوابط والقواعد الحاكمة التي وضعها الإمام البنا في استخدام القوة، وأشرنا إلى بعضها في النقاط السابقة".

وخلص إلى "أهمية امتلاك القوة والاستعداد الجيد، وكيفية تقدير الواقع، وتكامل جميع الوسائل التي تواجه وتسقط هذا الانقلاب وذلك العدوان، ومراعاة الحرب الإعلامية وكيفية مواجهتها ومستوى الإعلان عن ذلك، وتجنب صور الجهاد الخاطئ".

التعريف به

والدكتور محمد عبدالرحمن المرسى رمضان، عضو اللجنة الإدارية العليا لجماعة الإخوان، من مواليد 22 أغسطس 1953، من محافظة الدقهلية، وله من زوجته الراحلة ثلاثة أبناء، ولد وبنتان، ويعمل "المرسي" استشارى أمراض قلب وأوعية دموية، بعد تخرجه من كلية الطب بجامعة المنصورة، ثم عمله في 1981 بمدينة العريش، بعد أداء الخدمة العسكرية في هضبة السلوم، ثم برز اسمه في مستشفى شربين، ويختار في 2003 الطبيب المثالى بالمستشفى، ولمع في الجانب التطوعي ليشارك في قوافل طبية لقرى محافظة أسوان والبحر الأحمر.

وقبل مهامه المسندة إليه قبل 4 سنوات، شغل منصب وكيل المكتب الإداري للجماعة بمحافظة الدقهلية، وأحد رموز جماعة الإخوان المسلمين بالمحافظة، وتعرَّض للاعتقال المتكرر، أبرزها اعتقاله في 2004م في القضية الشهيرة التي استشهد فيها المهندس أكرم زهيري.

زوج الشهيدة سهام الجمل

والدكتور عبدالرحمن هو زوج شهيدة غدر الانقلاب العسكري الدموي البرلمانية سهام الجمل- عضو التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب وعضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة- التي ارتقت شهيدة متأثرة بمضاعفات مرضية، عقب إصابة غادرة من قوات الانقلاب بمدينة المنصورة في فعاليات سابقة رافضة للانقلاب.

وتلقت الجمل طلقة حية خلال مشاركتها في المظاهرات، حاولوا إسعافها وعلاجها منها، قبل أن تصيبها بخلل في أجهزة الكبد والمعدة، واستشهدت على إثرها.

وكان حزب الحرية والعدالة قد نعى الشهيدة سهام الجمل، وأكد الحزب أنها كانت مثالا حيا للمرأة العربية والمسلمة، في قافلة طويلة من كرائم النساء في شتى ربوع مصر، لتلحق بقافلة حرائر مصر اللاتي يقدمن أرواحهن في سبيل رفعة وكرامة وحرية بلدنا الحبيبة.

وأشار الحزب إلى أنه لا فرق بين قيادة وصف داخل هيكله، فالكل يقدم روحه فداء للوطن الغالي وفي سبيل ثورته، وستكون دماء المصريين جميعا لعنة على من سفكها، ولم يتورع في إسالتها.