قال الإعلامي حازم غراب – مدير عام قناة "مصر 25": "ليس لأيديولوجيات أو أفكار اليسار والقومية أية قيمة مقارنةً بالعقيدة والشريعة الإسلامية الشاملة. ولا ينكر أي باحث منصف، مدى الفقر القاعدي لأحزاب وشِلَل "اليسارجية والقومجية"، ومع ذلك يصولون ويجولون ويصخبون صحفياً وإعلامياً وكأنهم أغلبية. وعلى العكس يجمع كثير من المراقبين على شعبية وانتشار الإسلاميين، دون أن يكون لهم ذات الصخب العالي، بل ويصورهم بقايا اليسارجية والقومجية كما لو كانوا أقلية في مصر".
وأضاف غراب، في مقال له، نشره على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بعنوان: (مصادر تمويل اليساريين والقوميين): "ظني أن السر يكمن في ماضي وحاضر تمويل بلا سقف، ظلت الفصائل الشيوعية والقومية تتلقاه منذ الخمسينيات والستينيات، إلى يومنا هذا.
في البداية كان "اليسارجية" يتمولون عبر حبل وريد ممتد من الحزب الشيوعي السوفيتي. غذاهم ذلك الحزب مادياً ودعائياً ومن ثم حركياً وتنظيمياً. وانقطع ذلك الحبل تماماً بانهيار الاتحاد السوفيتي ودول الكتلة الشرقية في بداية تسعينيات القرن الماضي. أما القومجية المصريين والعرب فقد فتح لهم عبد الناصر خزائن مصر، وأغدق عليهم سراً وعلانية من دماء "قوى الشعب العامل".
وتابع قائلاً: "وعقب موت ناصر بدأ شيخ من القبيلة الحاكمة في إمارة الشارقة، كان معجباً بالناصرية، تمويلاً مبكراً لشباب ناصريين، وتكفل بنفقات مراكز مقاولات صحفية تخصهم، فضلاً عن تعيين صحفيين ناصريين كبار وصغار في جرائد إماراتية ذات هوى قومجي".
واستطرد قائلا: "التمويل السوفيتي الشيوعي التجنيدي لليسار والاشتراكيين في مصر أفسد أعداداً منهم وقطعهم شيعاً ودكاكين صحافة كلام وشائعات. وحدث نفس الشيئ في فصيل القومجية المصريين، بعدما يمموا وجوههم وجيوبهم شطر التمويل البعثي الصدامي، وعطايا المجنون القذافي. وعموماً أسهم التمويل اللامحدود في ارتفاع عقيرة وأبواق القومجية صحفياً وإعلامياً".
وقال غراب: "ومن العجيب في هذا الصدد أن الرائد المتقاعد صفوت الشريف مسؤول عمليات السيطرة سابقاً في جهاز مخابرات صلاح نصر، كان بعدما أصبح وزيراً، وكاتم أسرار مبارك (الخاصة جداً)، كان صفوت قد جند رموزا قومجية لصالح نظام مبارك؛ فتيسرت بعض أمورهم".
وأضاف: "ودخلت السعودية على خط تمويل أو بالأحرى شراء بعض أبواق القومجية اتقاء لألسنتهم الحداد. وفوجئنا كمراقبين أن قناة "العبرية" تعطي إعلانات على كامل الصفحة الأخيرة لصحيفة الشقيقين القومجيين "إياهما". كما سلم القذافي قبل أعوام قليلة من هلاكة قناة فضائية لكبير هذين الشقيقين. وعلى الطرف اليساري لاحظ الوسط الصحفي والبحثي أن أجهزة أمنية جندت صحفياً سابقاً في جريدة الأهالي، ليلتحق في وقت واحد بذات القناة السعودية، وبموقع إسلام أون لاين.
وتابع: "وفي وقت لاحق من هذه المنح المريبة إذا بنفس الصحفي يؤسس مركزاً للبحوث، يتخصص فقط في فبركة ونشر ما يسلمه له من يتنصتون ويتابعون ويسترقون السمع ويستنطقون المعتقلين الإسلاميين دون غيرهم. أما الشيوعي رفعت السعيد أمين عام ثم رئيس الحزب التقدمي الوحدوي اليساري عديم العضوية، فقد عينه نظام مبارك براتب لا يحلم به في مجلس الشورى. لم يكن التعيين هياما بحمرة ذلك الشيوعي، بل شراءً وتسخيراً لمواهبه وفُجرِه في محاربة الإسلام والإسلاميين".
واستطرد قائلاً: "بعد ثورة ٢٥ يناير وعقب فوز الإسلاميين والإخوان تحديداً ببرلمان ٢٠١١ بادرت السعودية والإمارات بمد حبل وريد شبه رسمي وعاجل، ضخ تمويلاً مباشراً لأعدائهم السابقين من القومجية واليساريين. ولا يبدو ذلك غريباً إذا علمنا أن سعد الدين إبراهيم كان قومجياً اشتراكياً ومع ذلك استقطبه الأميركيون في البداية عبر تعيينه بالجامعة الأميركية. أستاذنا العلامة حامد ربيع رحمه الله دأب على فضح علاقة سعد بالأميركيين بعبارات ساخرة. كان يقول لنا علانية في محاضراته في بداية سبعينيات القرن الماضي: سعد "اشتراكي" يعمل في الجامعة الأميركية، ويقبض من الأميركيين بالدولار!!!
وقال: "وتدور الأيام لتفاجئنا بما هو أكثر عجباً في عالم التمويل السخي للقومجية، فقد تردد أن حزب الله نزل إلى الساحة وأسهم في الحملة الانتخابية الرئاسية لأحد نجومهم!!!.. أما حكاية عطية أو تكريم نجم نجوم رجال أعمال حقبة مبارك لأحمد فؤاد نجم فليست سوى طرفة وقد لا تستحق إلا مروراً عابراً في هذا المقام. الأهم هو تمويل ذلك المتهرب من ضرائب قيمتها ١٤ مليار جنيه، بعض الأحزاب الجديدة للمساهمة في الانقلاب على شرعية أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر"، مختتمًا بقوله "أه لو كان في بلادي بحق قانون اسمه من أين لك هذا".