50 سيدة رهينة الاختفاء القسري والاعتقال بسجون الانقلاب

- ‎فيتقارير

 كتب- أحمدي البنهاوي:

أكد مركز الشهاب لحقوق الإنسان، في تقريره السنوي بعنوان "عام من الانتهاكات" أنه رصد خلال العام الفائت 2016، إلقاء القبض على 100 سيدة وفتاة خلال العام السابق فقط و ما زال هناك 34 سيدة وفتاة رهن السجن لتعبيرهن عن أرائهن، فضلا عن تعرض آلاف الفتيات والسيدات للقبض عليهن بطرق مهينة وللمطاردات والمداهمات لمنازلهن والتهديد المباشر لهن بسبب رأيهن المعارض للنظام.

 

وأحصى التقرير 15 سيدة لا يزلن رهن الأختفاء القسري حتى الآن، وقال: "ولعلنا نجد صعوبة في حصر الأعداد من النساء اللاتي تعرضن لإنتهاكات بسبب معارضتهن للنظام القائم بسبب كثرتها وبشاعتها".

 

270 طفلاً

 

وحصر التقرير عدد 270 من الأطفال المحبوسين هذا العام على ذمة قضايا ذات طبيعة سياسية وبسبب أرائهم أو آراء ذويهم.

 

واعتبر التقرير أن حقوق الأطفال في مصر تكاد تكون منعدمة فهناك، حيث قامت سلطات الإنقلاب بالقبض عليهم وحبسهم بتهم الإنتماء لتنظيم معارض والتظاهر وغيره من الإتهامات، وهم يعانون ظروف احتجاز بالغة القسوة وقد تواردت شهادات عديدة عن تعذيب الأطفال في مؤسسات الرعاية كالمؤسسة العقابية وغيرها من أماكن الاحتجاز بل إن بعض الأطفال تم حبسه مع متهمين جنائيين خطرين، وهناك من تم تحويله لمحاكمات عسكرية تفتقر لأدنى معايير العدالة، وهناك من حكم عليه بأحكام قاسية، وهناك من تم تعذيبه بالضرب وغيره من المعامالت القاسية الشديدة.

 

شهداء السرطان

 

وعلى غرار الشاب المصري مهند إيهاب الذي توفي في 4 أكتوبر2016، الذي تجاوز حينها العشرين بأشهر قليلة، بعد معاناة مع مرض السرطان، الذي فوجئ به في محبسه باإلسكندرية، قبل أشهر من إطالق سراحه وسفره للواليات المتحدة لتلقي العالج هناك، وفي 21 يناير، توفي السجين، أشرف حسن شلتوت، إثر إصابته بسرطان الرئة في محبسه بسجن بور سعيد حسبما ذكرت أسرته.

 

اعتمد التقرير على ما ذكرته وسائل إعلام ومنظمات حقوقية أنها قد وثقت خلال العام السابق عدد150 من المحتجزين بالسجون المصرية مصابون بمرض السرطان وأن الأعداد في تزايد مستمر نتيجة للإهمال الطبي والظروف الصحية السيئة التي يعيشها المحبوس والمسجون داخل السجون وأماكن الاحتجاز.

 

الإخفاء القسري

 

ورصد التقرير أكثر من 1300حالة هذا العام فقط من حالات الإختفاء القسري وهي نسبة مرتفعة مما يؤكد أن هذا نهج متصاعد في هذه الظاهرة وأنه استمرار للضرب بعرض الحائط للقوانين المحلية فضال عن االتفاقات والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق اإلنسان  بمصر من قبل السلطات التي اتخذت من الخطف والإخفاء وسيلة قمع وتخلص من معارضيها.

 

وكشف المركز أنه ترده يوميا عشرات الشكاوى تفيد تعرض مواطنين مصريين للاختفاء القسري على يد رجال الأمن مع تأكيد ذويهم على عدم توصلهم إلى مكان احتجازهم، حتى أصبحت ظاهرة متكررة.

 

معاناة السجون

 

ورصد تقرير الشهاب لحقوق الإنسان مجموعة من الانتهاكات داخل السجون، أقلها حفلات التعذيب التي تقيمها إدارات السجون للقادمين إليها وبشكل شبه اعتيادي في بعض الشجون، علاوة على منهج من قذارة أماكن الاحتجاز وعدم صلاحيتها لإيواء المحبوسين، بسبب التكدس وضيق العنابر والزنازين.

 

إضافة للإهمال الطبي الشديد وعدم تقديم الرعاية الطبية الكافية؛ مما زاد عدد الوفيات والأمراض داخل السجون وأماكن الاحتجاز بشكل كبير.

 

وأضاف المركز أن إدارات السجون تتعمد تقديم طعام سيئ للمعتقلين وبدون ملح في بعض الأحيان، مما يعرض المساجين للأمراض، إضافة لقطع الكهرباء والمياه عن المعتقلين لفترات طويلة، ومصادرة المتعلقات الشخصية من ألبسة وأدوية طبية وأغطية.

 

توصيات التقرير

 

وفي التقرير السنوي المكون من 36 صفحة أكد الشهاب على مجموعتة من المطالب وهي:

1 -احترام الإتفاقيات والنصوص القانونية الدولية والمحلية الخاصة بالمرأة والطفل مع التوقيع والتصديق على الاتفاقية الدولية لحماية جميع المواطنين من الإختفاء القسري دون أي تأخير.

2 -مراجعة حالات النساء والأطفال في السجون وأماكن الأحتجاز والمحبوسين على ذمة قضايا ومن حصل على أحكام في قضايا و إطالق سراح المحبوسين على ذمة قضايا تتعلق بالرأي أو معارضة النظام.

 

3 –الإفراج الفوري عن كل المختفين قسريا على يد القوات الأمنية وعلان أماكن احتجازهم.

 

4 -النظر في الشكاوي والبلاغات التى تقدم بها ذوي النساء والأطفال و المحبوسين والمختفين قسريا أو ذويهم والبت فيها على وجه السرعة.

 

5 -تسيير لجان تقصي حقائق من قبل المنظمات الدولية عما حدث ويحدث من انتهاكات من قبل السلطات المصرية بحق النساء والأطفال والمحبوسين والمختفين قسريا وتقديم المسؤول عن هذه الانتهاكات للمحاسبة.

 

6 -فتح تحقيقات موسعة حول إنتهاكات حدثت لأطفال ونساء ومحبوسين ومختفين قسريا خلال الفترة الماضية ومحاسبة المخطئ.