“بلحة بيه يا بلحة بيه..البيضة بقت بجنيه”.. هل تعود أيام السادات؟

- ‎فيأخبار

 أحمدي البنهاوي
"سيد مرعي يا سيد بيه.. كيلو اللحمة بقى بجنيه"، 40 سنة مرت على هذا الهتاف، وصل خلالها سعر كرتونة البيض 30 بيضة إلى 30 جنيها من التجار، وهو ما يعني وصول سعر البيض للمستهلك (قطاعي) إلى 37.5 جنيها، وفي يوليو 2013، لم يكن سعر البيضة قد وصل إلى "الجنيه"، ورفع أحد المواطنين لافتة على ميكروباص كتب عليها "شرعية إيه.. البيضة بجنيه"، خاطبته آيات عرابي بعد انتشار طوابير السكر بقولها: "يا ترى الخمسين جنيه اللي أخدهم في الطلعة دي خلصوا ولا لسه محتفظ بيهم؟"، كما أن مطلقي الهتاف الآن في عداد مؤيدي الانقلاب أو على الأقل يصمتون صمت القبور، في حين هتف آخرون في 84 "يوسف والي يا يوسف بيه كيلو اللحمة بسبعة جنيه"، وما زالوا يرددون "بلحة بيه يا بلحة بيه البيضة وصلت جنيه".

واليوم، في ظل اعتزام حكومة الانقلاب رفع أسعار الخبز المدعم، مشددة على أنه لا تراجع عن ذلك، تعلن رفع سعر السكر إلى 10 جنيهات ونصف، في حين يباع في البقالات بـ15 جنيها، وتحدد الزيت بـ16 جنيها في حين يباع "زيت الصويا" عند تجار الزيوت السائبة بـ21.5 جنيها، وبـ24 جنيها، فيما بلغ سعر زيت عباد الشمس 32 جنيها في البقالات، ووصل سعر العدس إلى 30 جنيها، ووصلت أسعار اللحوم السوداني من 66 إلى ٧٥ جنيها، والدجاج الحي يصل إلى ٢٤ جنيها للكيلو.

كيلو اللحمة بقى بجنيه

وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، يتذاكر جماعة اليسار– من الذين يحتكرون الحديث باسم انتفاضة 18 و19 يناير 1977- الهتاف الشهير الذي أطلقه "كمال خليل" هتيف الجامعة، "سيد مرعى يا سيد بيه كيلو اللحمة بقى بجنيه"، والذي تحول من هتاف إلى شعار للمظاهرة، إضافة إلى هتافات "مرعي مرعي مرعي بيه جووز الجزمى بسبعى جنيه"، و"هما بيلبسوا آخر موضة وإحنا بنسكن عشرة في أوضة".

وسيد بيه مرعي الذي خاطبه الشباب في انتفاضتهم الرافضة لغلاء الأسعار، هو صهر الرئيس "السادات"، ووزير الزراعة، وكان من أثرياء مصر وقتها، وكان ابنه متزوجا من بنت السادات، وكان عنده مزرعة لتربية الثعالب؛ لأنه كان يتاجر في فراء الثعالب، ولأجله نزل الجيش والأمن المركزي للشوارع يطاردون الشباب المنتفضين بالعصي والهراوات، بل وإطلاق النار الحي بحسب شهود.

غير أن الناشطة "هبة زيدان" سخرت قائلة: "أهو هما دول حاليا. اللي كانوا شايلين البيادة فوق دماغهم وكانوا نازلين بينتخبوا الهاشتاج..فعلا سبحان مغير الأحوال!!".

ووصل سعر كيلو اللحوم في الأقاليم إلى 110 جنيهات، وفي القاهرة بين 130 و150 جنيها، غير أن "المناضلين" وقفوا يتذاكرون أيام "الشقاوة"!.

إلغاء الدعم

ومع إلغاء السيسي الدعم على السلع، ورفعه عن المحروقات ومنتجات البترول في يناير المقبل، بعد زيادتين متتاليتين اعتبارا من 3 نوفمبر الماضي، زاد سعر الدولار بالبنوك من 8.38 جنيهات إلى ٢٠ جنيها، وارتفع سعر الكهرباء من ١٢ قرشا للكيلووات إلى ٣ و٥ و٦ جنيهات بزيادة ٦٠٠٪‏، وارتفعت المياه من ١٠ قروش للمتر إلى ٤.٥ جنيهات للمتر بزيادة ١٠٠٠٪‏، أما الغسالة فزادت من ٢٠٠٠ إلى ٩٧٠٠ بزيادة ٤٥٠٪‏، والثلاجة من ٢٠٠٠ إلى ٧٠٠٠ بزيادة ٣٥٠٪‏، والتلفزيون من ٢٠٠٠ إلى ٧٢٠٠ بزيادة ٣٥٠٪‏، والبوتاجاز من ٢٠٠٠ إلى ٩٠٠٠ يزيادة ٤٥٠٪‏.

إلا أن التشابه بات واقعا مع ما فعله سيد مرعي، حينما وقف نائب رئيس الوزراء في مجلس الشعب، وألقى عدة قرارات للرئيس السادات، منها إلغاء الدعم، وبذلك أصبحت 25 سلعة هامة دون دعم، ثار العمال أول الأمر، يوم 18 يناير، ورفعوا شعارات كثيرة سجل التاريخ العديد منها، ثم شارك الطلبة في الإنتفاضة رافضين إلغاء الدعم، وانضم معهم الموظفون بعد ذلك، وبدأ الموضوع يتطور خلال يومين، حيث تم إحراق بعض أقسام الشرطة، ثم اعتدى البعض على بيوت بعض المحافظين، وخرج التلفزيون يقول إن الحكومة على علم بحركة شيوعية سرية تريد قلب نظام الحكم، وأطلق عليها السادات انتفاضة حرامية، واستمرت المظاهرات حتى يوم 20 يناير، إلى أن تم تلاوة خبر رجوع السادات عن قراره، في نشرة أخبار الساعة الثانية.