“صحيفة عبرية”: لما لا يعتبر السيسي “إسرائيل” عدوًّا؟!

- ‎فيأخبار

كتب- يونس حمزاوي:

 

أكدت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية أن قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي بات لا يعتبر "إسرائيل" عدوا؛ وفسرت ذلك بأسباب براغماتية بحتة، أبرزها الحاجة الماسة لإسرائيل لتعزيز ما أسمتها بالاحتياجات الإستراتيجية والسياسية والأمنية.

 

وقالت الكاتبة الإسرائيلية "روث واسيرمان" في مقاله لها اليوم الأربعاء بالصحيفة «من ثورة ﻷخرى .. مصر محلك سر» لافتة إلى أن مصر لم تتقدم خطوة إلى الأمام خاصة وسط المشاكل التي تحيط بالبلاد بعد ثورة يناير 2011م.

 

وتعزو الخبيرة في شئون الشرق اﻷوسط  الأوضاع المأساوية في مصر إلى  ضعف السيطرة بين الانتقال من حكم ﻵخر.

في مقالها قالت "واسيرمان" إن ولاء سكان سيناء لما أسمتها بالجماعات الإرهابية ردا منهم على تهميش الحكومات وعدم حدوث أي تنمية.

 

"إسرائيل" ليست عدوًّا

 

ونوهت الخبيرة في شئون الشرق الأوسط أنه بالنسبة ﻹسرائيل، لم يعد ينظر إليها باعتبارها العدو الرئيسي، وأضافت أن الحكام في مصر كانوا في كثير من الأحيان يستخدمون "إسرائيل" «فزاعة» لإلهاء الرأي العام عن التحديات والمشاكل الداخلية، بينما توقف السيسي عن ذلك؛ الأمر الذي فسرته باسباب براغماتية بحتة، أبرزها الحاجة الماسة لإسرائيل لتعزيز ما أسمتها بالاحتياجات الاستراتيجية والسياسية والأمنية.

 

واستعرضت الخبيرة "واسيرمان" نموذجا لهذه الاحتياجات الإستراتيجية والسياسية والأمنية منها التعاون المشترك بين القاهرة وتل أبيب في سيناء والذي بات أكثر أهمية منذ توقيع اتفاقية السلام بين البلدين في عام 1979.. وثمنت المرونة التي تحلت بها "إسرائيل" والسماح للجيش المصري بإدخال معدات ثقيلة وهجومية إلى سيناء للتعامل مع "الإرهابيين" الذين يهددون جنوده.

 

وعلى الساحة الدولية وصفت مواقف وسياسات السيسي تجاه "إسرائيل" بالمتناقضة؛ وعلي سبيل المثال تبدي القاهرة حماسة قليلة تجاه تل أبيب في المحافل الدولية في مقابل وعد إسرائيلي وصفته بالهادئ لمساعدة القاهرة في تعزيز مصالحها في الولايات المتحدة الأمريكية وتعزيز موقف السيسي عند الإدارة الأمريكية. منوهة إلى أن علاقة السيسي بأوباما كانت متوترة على خلفية الانتقادات الأمريكية المتواصلة في ملف حقوق الإنسان.

 

والمثال الثالث لاحتياجات السيسي يتعلق بالملف الفلسطيني فرغم ما تعلنه  القاهرة من دعم القيادة الفلسطينية الحالية، إلا أنها تتخذ خطوات ملموسة لتعزيز معسكر محمد دحلان في الضفة الغربية، وتعمل نحو بناء معسكره داخل قطاع غزة أيضا. كما أن مصر رغم أنها تعطي أولوية للتوصل إلى اتفاق بين الفلسطيين والإسرائيليين لجلب مزيد من الاستقرار للمنطقة إلا أنها لاتتحرك بحماسة في هذا الملف وتفضل عدم المخاطرة بالتوسط بين الطرفين علنا.

 

غياب الأمن

 

وأضافت أنه بشكل عام فإن الشارع المصري بات أقل أمنا لمواطنيه خلال هذه الفترات الانتقالية، وأرجعت ذلك إلى الجرائم الجنائية، ومستويات العمليات التي وصفتها بالإرهابية،مشيرة إلى أن مئات من الهجمات الإرهابية تحدث في مصر كل شهر، ومعظمها لا تعرف عنه وسائل الإعلام شيئا.

 

واعتبرت أن الشارع المصري بات يمثل خطرا بشكل خاص بالنسبة للنساء بطريقة لم تكن موجودة خلال حكم مبارك.

وتأكيدا على غياب الأمن قالت إن من يشبته في انتمائهم للإخوان التي باتت محظورة يتم اعتقالهم وتمتلئ بهم السجون في إشارة إلى التوتر السياسي والأمني في البلاد.