كتب- أحمدي البنهاوي:
يقود تحليلات زيارة المنقلب عبد الفتاح السيسي للإمارات للقاء "عيال زايد" اعتبارًا من غد الخميس وعلى مدى يومين، جهة واحدة تعطي طريقين؛ الأول: يمثله تصريح للذراع الإعلامية محمد الغيطي، عبر برنامجه على قناة (LTC)، بأن "عبد الفتاح السيسي" يبعث رسائل شديدة اللهجه لـ"السعوديه" من الإمارات.
فيما روج الصحفي الانقلابي عبد الله السناوي إلى أن الزيارة المرتقبة لـ"السيسي" إلى الإمارات يمكن النظر إليها من عدة زوايا؛ أولها الرد على زيارة ولي عهد أبوظبي للقاهرة منذ عدة أيام، ثم تضيق هوة الخلاف بين مصر والسعودية وكذلك توجيه رسائل مهمة جدًا للإقليم كافة بأن العلاقات المصرية الإماراتية قوية وأن هناك تقاربًا على عكس ما أشيع من أنها تأثرت نتيجة لوجود خلاف بين مصر والسعودية فى وجهات النظر فيما يتعلق بقضايا المنطقة".
روى "سيادية"
وكعادتها تحفل زيارة المنقلب إلى دولة منبع "الأرز الخليجي"، و"الحضن" المعنوي للمحتفل بعيد ميلاد محمد زايد، بمزيد من التدقيق من جانب مؤيدي "السيسي"، أكثر من رافضيه، عساها تثمر أرزًا أو تعثر له على ممولين جدد أو حبال جديدة للمواد البترولية التي قطعتها السعودية.
إلى أن أجهزة الإنقلاب السيادية، وفي مقدمتها المخابرات العسكرية والعامة سايرها، تعليق من حسن نجل مهندس الإنقلاب محمد حسنين هيكل، والمعفو عنه مخابراتيًا، عبر حسابه على توتير قال فيه "يا ريت زيارة الإمارات بكره يترتب عليها اجتماع مع السعودية كمان، على الأقل. لتخفيض الحدة فى الخطاب والعلاقات".
أما "مجتهد" المخابراتي الإماراتي فروج أيضًا لبعد مشابه فكتب عبر حسابه "في زيارة مفاجئة.. "السيسي" يتوجه غدا إلى الإمارات لبحث المصالحة مع السعودية".
وقال الدبلوماسي السفير عبد الرؤوف الريدي، سفير مصر السابق في واشنطن، إن "مصر والإمارات مهمومتان بالوضع العربي ولا خلاف مع السعودية".
وتوحي التعليات بالإصرار على ما يسمى بالمصالحة، وعنصر المفاجئة، رغم أن قائد الدفاع الجوي المصري في الإمارات قبل يومين، علاوة على 12 عضوا في "الرئاسة" قبل 24 ساعة، كما يوحيان برغبة مصرية ملحة في الوصول للأرز السعودية المتمثل في دعم المحروقات بعدما تسببت قرارات الإنقلاب الأخيرة في فقدان العسكر بقيادة عبد الفتاح السيسي مصداقيتهم لدى قطاع عريض من الشعب المصري، بحسب تقارير صحفية غربية.
تخفيض رسمي
وتخفض حكومة الانقلاب من سقف توقعاتها المصالحة، حتى لا تصطدم بجدار الصد السعودي، فينعكس سلبًا على الزيارة التي تروج أوساط إماراتية أخرى أنها للمشاركة في احتفالات اليوم الوطني الإماراتي، والذي يرسم دائرة أخرى حول اعتبار مصر الإمارة الثامنة، تحت إمرة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
وذكر السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي عن "السيسي" أن الزيارة "تأتي في إطار متابعة التشاور والتنسيق المستمر بين الدولتين الشقيقتين، فضلاً عن المشاركة في فعاليات العيد القومى للإمارات".
التراشق والوساطة
وزار السيسى الإمارات فى أكتوبر 2015، بينما كانت أحدث زيارة لمسئول إماراتي لمصر في 10 نوفمبر عندما زار محمد بن زايد مصر زيارة استغرقت ساعات، رغم نقل مصادر غربية أن بن زايد متململ من مواصلة الدعم المالي للانقلاب وأنه رسميًا لم يمده حتى الآن سوى بمليار دولار، فيما أمدته السعودية بملياري دولار قبل اكتوبر 2016.
وطلب الانقلاب وساطة كل من البحرين والإمارات لدى السعودية لإنهاء خلافها مع الرياض، والذي قامت على إثره المملكة بوقف إمداداتها من المشتقات البترولية لمصر.
وتهدف الوساطة إلى وقف التصاعد في الخلاف والتراشق بين الجانبين، في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها نظام الانقلاب، هذا في الوقت الذي هاجم فيه إعلام الانقلاب صحفًا ومحطات وفضائيات السعودية، ووجه السيسي القضاء إلى قبول الطعن في قضية تيران وصنافير، فضلا عن سعى قضاء الإنقلاب إلى توريط السعودية في إدعاء اغتيال "السيسي" لدى زيارته مكة لأداء العمرة قبل عامين!.
عودة الإمدادات
وتكلف الإمدادات البترولية، التي كانت تبعثها السعودية للإنقلاب نحو مليار دولار شهريًا؛ حيث وافقت المملكة في أبريل الماضي، على تزويد مصر بـ700 ألف طن من الوقود شهريا لمدة 5 سنوات عبر شروط دفع ميسرة، لكن "حكومة" الانقلاب قالت الشهر الماضي إن شحنات أكتوبر ونوفمبر تم تعليقها إلى حين إشعار آخر.